وجوه الفتنة الطائفية ليبراليون!
إمبراطورية تخشى الخدش
محـمـد الأنصـاري
أن تشعلها حرباً إعلامية مفتوحة على الآخر يصبح أمراً
إعتيادياً فذلك أمر عليها يسير ومشروع نزل به وحي وإن
من غير سمائنا، وهبط به ملك مرسل ولكن من عند غير الله
جلّ وعلا، فترى الحق كله لها، وإن كانت على باطل حتى بمقياس
ريختر.. إحتكرت امتياز النيل الشامل والعدواني من كل من
لا يرى رأيها، ولا يسلك سبيلها، وتوعّدت من يجهر بسوئها
في أدنى رد على حيف أصابه منها بأن تفتح عليه كل بوابات
جهنم إعلامها، من كتّاب وقنوات وحتى كهنة النوادي الليلية
الذين يأتون الناس ضحى وهم يحملون السبحة والكتاب ودهن
العود ليلقوا على الناس مواعظ في حماية الملّة من شتات
بعد توحّد، وفرقة بعد إلتئام.
شنآن أمراء سعوديين وعلماء سلفيين لحركات المقاومة
سواء في لبنان أو فلسطين بات صنواً لظلمها والنيل منها،
وبلغ الإسفاف والإسراف في العدواة حداً عكسته اللغة المدقعة،
والمفردات البائسة والموتورة التي أول ما تصيب من أدخلها
في خميرة المعرفة الفاسدة، فتكشف ضحالة وعي صانعها، وتميط
اللثام عن صلاته المشبوهة، فهي لا تخرج من قلب سليم.
منذ حرب تموز 2006، وإمبراطورية الإعلام السعودية لم
تفتر عن إطلاق قذائفها من عيارات مختلفة على المقاومة
في لبنان، دون سابق خلاف مباشر بينها وبين السعودية، وفجأة
فتحت الإمبراطورية إرشيفاً طائفياً كنا نعتقد بأنه قد
ذهب مع سيل (الثقافة الوطنية) الذي بشّر به الأمراء، وأمطروا
الأرض بمفردات في الوطنية والعروبة، وإذا بالإرشيف الطائفي
يعاد توظيفه مجدداً في عملية استنفار شامل لم يتطلب أكثر
من (تجديد تواريخه) و(تمديد صلاحيته) كي يكون صالحاً للإستعمال
الآدامي.
صحيفة (الشرق الأوسط) وقناة (العربية) أداتان مثيرتان
في إمبراطورية الإعلام السعودي، عكفتا على خوض معارك من
طرف واحد ضد قوى الممانعة في المنطقة، من خلال كتابات
وبرامج شحنت بذخائر الكراهية والتحريض على المقاومة في
لبنان وفلسطين. كان التحوّل في الخطاب الإعلامي الفجائي
منذ اليوم الأول لحرب يوليو 2006 إيذاناً بمرحلة جديدة
من اصطافات سياسية ترسمها المواقف المتباينة من المقاومة،
وما نجم عنها من اندلاعات إعلامية تحريضية إحتسبها الإسرائيلي
غطاءً لعدوانه واحتسبها الضحايا طعن القريب في الظهر.
تلفت كتابات الأقلام السعودية في (الشرق الأوسط) عن
المقاومة وكأنها تعبّر عن نزعة ثأرية بطابع إنتقامي، كما
تكشف عنه العواطف المنفلتة في مقاربة القضايا الخلافية
حول المقاومة في لبنان وفلسطين، لا لسبب واضح يبرر تلك
العاطفة المندلعة على الورق، أو في برنامج تلفزيوني تبثّه
قناة (العربية) بطريقة مبتذلة.
صحيفة (الشرق الأوسط) شأن قناة (العربية) ووسائل أخرى
في الإمبراطورية الإعلامية السعودية على استعداد للهبوط
إلى دون مستوى الوعي، إيذاناً بتجهيز (عرضة نجدية) تتغذى
على الهوس الطائفي. تختصر صحيفة مثل (الشرق الأوسط) كانت
تحظى فيما مضى بقدر من المهنية خطابها الإعلامي في الثالوث:
مشاري الذايدي، طارق الحميد، وعبد الرحمن الراشد، الذين
يقدّمون نموذجاً فريداً في الليبرالية الرثّة، بهلوسات
طائفية تخلو من نظائر لها في أوساط ليبرالية أخرى من العالم.
مشاري الذايدي، الذي غادر موقعه الأيديولوجي السلفي
بقي وفيّاً لنزعته الطائفية، فبالأمس كان سلفياً طائفياً
واليوم أصبح علمانياً طائفياً، بحيث لو أخفيت إسمه من
كل مقالة يكتبها لا يكاد تفرّق بين ما يكتبه الذايدي أو
ما تنشره مواقع سلفية متطرفة من حيث النزعة الإستئصالية
والتنزيهية الفارطة.
يذّكرنا ما يكتبه الذايدي بما قاله الممثل الكوميدي
المصري سعيد صالح في مسرحية (العيال كبرت)، حين إنتقد
ما يدور في مجالس بعض النساء من أحاديث عن أحوال بعضهن،
ويطبّق ذلك على إمه في المسرحية وهي تحدّث زميلتها على
هذا النحو: (فلانة طبخت، وفلانة غسلت، وفلانة إطّلقت،
وكل شوي بتقول مالناش دعوة دع الخلق للخالق). فبعد سرد
طويل لتفاصيل شؤون النساء الأخريات، تخرج الخلاصة على
نقيض المقدّمات الطويلة من الإغراق في أدق أحوال بعضهن،
بأن الراوية ليست معنية بكل ذلك، ولا شأن لها بأحوال الناس.
حال الذايدي يشبه إلى حد كبير تلك النسوة وهو يرمي داء
الطائفية على الآخرين بعد أن يشبعهم شتماً من العيار الطائفي
الثقيل، وحين يفرغ كل ما في جوفه يصدر حكماً بالطائفية
على خصمه وقد يحمّله مسؤولية قتل أنبياء بني إسرائيل وإتساع
ثقب الأوزون، وربما إرتفاع أسعار النفط أيضاً!.
نص واحد يكفي لإضاءة المشهد الصحافي التام في (الشرق
الأوسط)، حيث يخوض الثالوث (الذايدي، الحميد، الراشد)
في الشأن اللبناني بطريقة طفولية، وكأن الإستباحة السياسية
التي يعاني منها لبنان تبيح لكل من يزعم وصاية عليه الخوض
في تفاصيله بوصفه مسؤولاً عنه، بل ينبذ كل محاولات كف
اليد عنه، خصوصاً حين تكون هذه اليد سعودية محض.
الحميد: الدعوة الى الفتنة
|
في مقالة الذايدي (من صعدة إلى الضاحية.. ماذا يجري؟)
التي نشرتها (الشرق الأوسط) في 24 يونيو الماضي، تمثل
نموذجاً أميناً لعقلية تنزيهية وصائية درجت على تفويض
الذات حق تهشيم الآخر، وحرمته من مجرد (صرخة) الألم.
كلام الذايدي، وعلى الوتيرة نفسها يرد الحميد والراشد،
جاء محقوناً بعبارات موتورة تكاد تطغى على مجمل النص الذايدي.
أفصح منذ البداية عن خلفية مقالته بأنه رد على ما وصفه
(القصف اللفظي على السعودية من جنوب لبنان الى شمال اليمن)
مالعلاقة بين الجنوب والشمال؟ لا ندري، كما لا ندرك العلاقة
بين الشمال اليمني والجنوب اللبناني ما لم نضعها في سياق
العقلية المؤامراتية السلفية، خصوصاً حين تكون العلاقة
مؤسسة على (شبهة) الخضوع للتوجيه الإيراني.
الرد الذايدي يأتي عقب تصريحات نشرتها صحيفة (النهار)
البيروتية لمسؤول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي،
حملت إنتقادات ضمنية للسعودية، وقال ما نصه (هذه الدولة
الخليجية تمول الفتنة المذهبية في لبنان). ويوضح ذلك (المشكلة
هي معركة سياسية تخوضها هذه الدولة الخليجية التي يجب
أن تعرف، أنها لا تستطيع أن تحول لبنان إلى إمارة ملحقة
بالإمارات التي تسيطر عليها).
لم يرق هذا النقد للذايدي، الذي عكف منذ حرب يوليو
2006 على (قصف) المقاومة في لبنان بمقالات إنفعالية منفلتة
من عقل مصدور. الرد هذه المرة جاء في هيئة عبارات مرصوفة
بغير عناية على الطريقة السلفية، في مقالة الذايدي، تماماً
كما هي لغوية الحميد والراشد وفريق الليبرالية الطائفية
بنسختها النجدية. لا يكترث الذايدي بما تلفظه القريحة
الصحافية الفجّة من قبيل (الحزب الإيراني ـ اللبناني الذي
اعترف سيده بالتبعية لولاية الفقيه). وحذّر بأن ثمة (أزمة
تطرف جاهزة للثوران تحت الرماد السني)، السلاح الذي طالما
لوّحت به السعودية وحلفاؤها في لبنان. في المقابل لا يتردد
في تكرار عبارات (عصابات ميليشيا حزب الله).
مقولتان محوريتان في رد الذايدي أن السنة في لبنان
قادرون على تنظيم أنفسهم في حركة عسكرية على غرار القاعدة،
في لهجة ترهيبية ووصائية لا تخلو من نزعة اختطافية لأهل
السنة، وكأنهم يأتمرون بما تمليه السعودية، وفي ذلك نفس
طائفي صارخ. المقولة المحورية الثانية أن حزب الله يستهدف
السنة من خلال عملية بيروت في مايو الماضي، في محاولة
أخرى لاعتبار ما جرى إختراقاً للسيادة السعودية التي تحوّلت
في منطقة بيروت الغربية الى دولة داخل دولة جنباً إلى
جنب المخابرات الأردنية التي يقال بأنها ضالعة في عمليات
الإغتيال التي جرت على الساحة اللبنانية. ولذلك لم يخطيء
الذايدي حين ألمح الى الخاسرين في عملية بيروت بقوله (إن
موقف السعودية، ومعها مصر والأردن، والمجتمع الدولي كله
في مساندة الشرعية الدستورية اللبنانية..).
ولا عجب والحال هذه ان يتحوّل الذايدي إلى (نابش قبور)
حيث يعيد إحضار مواقف سابقة لأمين عام حزب الله حسن نصر
الله من الوهابية، حين أخرجها من إطار (الصحوة الإسلامية)
وثبّت رعاتها الأصليين (الإخوان المسلمين) وامتداداتها
في فلسطين ولبنان والأردن وغيرها. وكمن نسي تراثاً مقيتاً
وثقيلاً من الطائفية أنتجه أولياء أمره في الثمانينات
من القرن الماضي، أي في الفترة التي كان يتقلب فيها الذايدي
في نعيم السلفية قبل أن ينقلب إلى نعيم الليبرالية الطائفية،
يقرأ التاريخ من لحظة وعيه الجديد، فيعود الى فتح ملفات
سابقة كان أحرى به أن يبقيها مغلقة، لأنه لن يقدر على
تحمّل تبعات ما حوت من روائح النتن الطائفي.
المثير للضحك، أن الذايدي، كما الراشد والحميد، بعد
أن ينهون جولة طائفية، يفيقون على إثم إقترفوه ليعلنوا
عن أسفهم من الدخول (في هذا النفق الطائفي)، لينتبهوا
إلى (مهمة إصلاح الكون) التي إضطروا للتخلي عنها مؤقتاً
ريثما ينهون معركة الذات. يأسف الذايدي لهذا الهبوط والإسفاف
الذي وقع فيه (ونحن نرى العالم من حولنا يخوض تحديات اقتصادية
وتنموية وسياسية أخرى)، مع أننا لم نصدف أن قرأنا للذايدي
ما يفيد حرصه واهتمامه الكثيف بتلك التحديات لا محلياً
ولا ودولياً، فعن أي تحديات يتحدث.
الدورالسعودي في لبنان
كان متوقعاً بعد إعلان الدوحة أن يكون للرياض دور مختلف
في رد فعل على نكسة نموذجية تعرّضت لها في مايو الماضي،
حين نجحت القيادة القطرية ما عجزت عنه القيادة السعودية
عن تحقيقه من إحتضان حوار وطني لبناني بمشاركة أقطاب النزاع
والوصول الى مبادرة توافقية.
منذ إنجاز البند الأول من المبادرة، ممثلة في انتخاب
ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، بدأت بوادر التوتير الأمني
تنطلق أول مرة من بيروت، لتنتقل إلى البقاع وصولاً إلى
الشمال، فيما كانت تصدر الإشارات السلبية بإمكانية سقوط
إتفاق الدوحة، في وقت كانت حمى الجولات الأميركية على
قيادات الموالات تتصاعد، بالتنسيق مع الرياض وعمان والقاهرة.
وبدت الحماسة التي تلبّست الموالاة على موقع رئاسة الجمهورية
تتبدّد فجأة ليبدأ الكلام عن لا مدد زمنية لتشكيل الحكومة،
ولا إلتزامات بمواعيد محددة مستعينين بالدستور اللبناني
الذي يخلو من مادة ملزمة لرئيس الوزراء المكلّف بتشكيل
حكومته في مدة مقررة.
السعودية التي حسمت النقاش حول شخص رئيس الوزراء، بعد
زيارة خاطفة قام بها السفير عبد العزيز خوجه الى الديار
لتلقي التعليمات بخصوص من يجب أن يضطلع بموقع رئيس الوزراء.
وفيما كان إجتماع قادة الرابع عشر من آذار منعقداً في
بيروت، وصل خوجة بالخبر اليقين من جدّة، حيث حسم النقاش
لصالح فؤاد السنيورة. وفيما يبدو أن الحسم كان مشفوعاً
بتوصيات أخرى، سيما وأن موقع رئيس الوزراء وحده الكفيل
بتحسين شروط التفاوض بالنسبة للسعودية في الموضوع اللبناني،
وهنا يأخذ التجاذب لونه الخاص، أي المذهبي حيث لا سلاح
يمكن استعماله في معركة الحكومة من أجل كسر الخصوم إلا
الترهيب بالفتنة الطائفية.
في لبنان، تختار السعودية النقاط الساخنة أو المؤهّلة
للتسخين من أجل وضع العراقيل أمام قطار الدوحة، كيما لا
يمر تشكيل الحكومة بخلاف حسابات سعودية دقيقة تمنحها تفوقاً.
ولذلك، كان متوقعاً تفجر الحوادث الأمنية في أكثر من منطقة،
بدأت في طريق الجديدة ببيروت، وانتقلت الى البقاع في بلدتي
سعد نايل وتعلبايا، وأدت الى قطع الطريق الدولية الى بعض
الوقت، ثم أخذت الحوادث الأمنية في الشمال اللبناني بين
حي التبانة وجبل محسن منحى خطيراً إثر سقوط عشرة ضحايا
وأكثر من خمسين جريحاً. في الوقت نفسه، كان الحديث يتنامى
عن تدفّق مالي كبير تطلقه السعودية عبر حليفها الحيوي
تيار المستقبل في بيروت وطرابلس الى قوى الموالاة استعداداً
لمرحلة الانتخابات النيابية العام المقبل.
اللافت في الموقف السعودي واستطراداً المصري والأردني
وحتى الجامعة العربية بزعامة أمينها العام عمرو موسى،
أن ليس من بين هؤلاء من يستعجل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية
في لبنان، الأمر الذي يعيد للأذهان ما كانوا يلّحون في
الطلب عليه بتنفيذ البند الأول من المبادرة العربية وهو
إنتخاب ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. وبينما تم تنفيذ
البند الأول خلال أقل من 48 ساعة من إعلان إتفاق الدوحة،
صدرت التصريحات اللاحقة من السعودية وحلفائها والرئيس
المكلّف سعودياً فؤاد السنيورة بأن إعلان الدوحة ليس سوى
مجرد هدنة، وأن التسويات الكبرى تتم من خلال الحروب كما
بشّر بذلك مستشار السنيورة رضوان السيد، فيما بدا الرئيس
المكلّف مرتاح البال وغير حريص على إنجاح مهمته في تشكيل
الحكومة. المهم، إختفى الحرص السعودي على لبنان بعد انتخاب
الرئيس العتيد، فيما كان ثعبان الفتنة ينتقل من مكان إلى
آخر. وفيما كانت اللائمة في كل المواجهات الأمنية السابقة
تصبّ على من يعطل انتخاب الرئيس، باتت المواجهات الأمنية
في الشمال والبقاع والمخيمات خارج سياق التأخير في تشكيل
حكومة الوحدة الوطنية، بل تم وضعها في إطار مختلف تماماً،
يصل الى حد التعطيل، ونتذكر هنا من ربط تشكيل الحكومة
باستتباب الوضع الأمني، حيث باتت العلاقة الجدلية تفرض
توتيراً أمنياً لتمديد زمن التأجيل إلى أجل غير مسمى.
تقويم لبناني
كتب نادر فوز في جريدة (الأخبار) في 24 يونيو الماضي
مقالاً بعنوان (عرقلة سعوديّة للدوحة إستدعت إنذار حزب
الله)، رصد فيها أسباب العرقلة السعودية لاتفاق الدوحة،
وقال: أولاً، تجد السعودية نفسها بعد اتّفاق الدوحة طرفاً
غير مباشر في التسوية التي وقّعها اللبنانيون، على حساب
إرتفاع الرصيد القطري عند العرب والغرب. ثانياً: تسعى
السعودية اليوم إلى إثبات قدرتها على ضبط الأزمة اللبنانية
والتحكم في قواعد اللعبة عند المدخل الغربي لسوريا.
أما رئيس تحرير الصحيفة نفسها إبراهيم الأمين فكتب
في اليوم نفسه مقالاً بعنوان (معادلة السعوديّة: كلّ السنّة
ضد المقاومة) خلص فيه الى أن السعودية تريد (جمع السنّة
خلف موقف يعادي الشيعة)، بعد أن تخلت عن خيار (جمع السنة
خلف الحريري)، عبر انفتاحها على الزعامات السنيّة من الفريقين
الموالاة والمعارضة، وترى أن ذلك ممكن. ومن أجل تحقيق
هذا الهدف (سوف تطلب من الزعيم الشاب أن يخفف قليلاً من
وطأة إحتكار القرار، وأن يفهم كون أمور كثيرة ستوكل إلى
آخرين. وربّما كان هو أول من تلقّى الإشارة بقرار بقاء
الرئيس فؤاد السنيورة في منصبه).
أما عماد مرمل، المقرّب من حزب الله، فكتب في جريدة
السفير في 24 يونيو مقالة بعنوان (حوار بين حزب الله وقوى
سلفية سنية يفضي لتفهم متبادل) شرح فيها قناعة حزب الله
بوجود قرار لدى السعودية في السعي إلى (مذهبة) الخلاف
في لبنان، وأن ما يظهر من لهجة مذهبية في وسائل إعلام
المستقبل ليس سوى صدى لكلام سعودي، الأمر الذي دفع قيادات
حزب الله لمباشرة سلسلة حوارات مع عدد من التيارات السلفية
السنيّة العاملة على الساحة اللبنانية (لشرح وجهة نظر
الحزب حيال ما يجري وللإستماع الى طروحات هذه التيارات)،
وفيما يظهر فإن الحوارات فتحت الملفات الجدلية في التاريخ
والعقيدة من أجل قطع الطريق على الاستعمالات المتكررة
لهذين المصدرين من أجل تسعير الخلاف المذهبي، فيما كان
الإلحاح منصباً بين الطرفين على تأكيد المشتركات الحالية
وخصوصاً موضوعة المقاومة ضد الإحتلال في لبنان والعراق
وفلسطين.
أما الوزير الدرزي السابق، ورئيس تيار التوحيد وئام
وهاب فكانت له طريقته في الرد على الدور السعودي في لبنان،
حيث جاء كلامه في 26 يونيو الماضي رداً على دفاع مفتي
الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني عن سياسة النظام السعودي،
وتساءل وهّاب: هل يستطيع أن يوضح لنا المفتي لماذا تشتري
مملكته بعشرات المليارات من الدولارات أسلحة أميركية وضد
من تريد استعمالها فيما عشرات الملايين من العرب جائعين
في كل أقطاب العالم
أم أن سماحته منشغل في القراءة في دفاتر الفتنة في
لبنان؟ وهل يستطيع مفتينا الكريم وهو الحريص على الحرام
والحلال أن يخبرنا عن مغامرات الملوك والأمراء في الملاهي
الليلية؟ وأين هي المساعدات للبنان وقد وعدته مملكتك بملياري
دولار بعد الطائف لم يصل منها شيء؟ وختم وهاب: لم ولن
ينس اللبنانيون في ليلة القصف الإسرائيلي بيان المصدر
المسؤول السعودي الذي شرع قتلنا ووصفنا بأننا مغامرون.
|