المضلّون الجدد
الفجور السعودي في غزّة!
سعدالدين منصوري
ثمة جيل مطوّر من عاهات الإعلام الخليجي بدأ يقدّم
نفسه بدون مقدّمات أخلاقية ولا مؤخرات..فكرامته والحذاء
سواء..
|
ليس في (هآرتس) ولكن في (الوطن)
السعودية |
بإمكانك أن تضع معايير للأخلاق، ولكن يستحيل أن تفرض
ضوابط على الوقاحة، فأولئك الذين يتحللون من قيم العائلة
والمجتمع يصبحون على استعداد للتخلي عن كل القيم الأخرى،
ذات الصلة بالقضايا الكبرى مثل الوطن، والأمة، والعقيدة..
هؤلاء تجاوزوا المأثور الدارج (كلام حق يراد به باطل)،
فذلك زمن كانت فيه الكرامة قيداً جزائياً على المتجاوزين
للمدة المحدودة المقررة لعملها، وبتنا أمام جيل مطوّر
يعمل آلياً بلا كرامة ولا حياء.. فقد بتنا أمام جيل يقول
باطلاً ويريد به باطلاً، وكل ذلك يتم في العلن، ودون تردد
أو مواربة، فيشفع رأيه بقبح عناده..
فقد كتب المدعو عبد الله الهدلق في صحيفة (الوطن) الكويتية
في 11 تموز (يوليو) 2006، أي قبل يوم على بدء العدوان
الإسرائيلي على لبنان بعنوان (يا ليتني كنت جندياً إسرائيلياً)،
والذي لم يتردد موقع وزارة الخارجية الاسرائيلية من إعادة
نشره، أسوة بعشرات المقالات التي تنشر في صحف عربية مثل
(الشرق الأوسط). بالرغم من أن المقالة تقوم على مقارنة
بين رعاية الدولة العبرية لمواطنيها، في مقابل قمع الدول
العربية، فإن القائل عاد ووجّه كلاماً باطلاً جديداً ولكن
ضد أهل غزة. وكتب بعد يوم من بدء العدوان الإسرائيلي على
قطاع غزة، أي في 28 كانون الأول (ديسمبر 2008) مقالة باطلة
بعنوان (جزاء قيادات الغدر والخيانة)، جاء فيه:
(أيها الجيش الاسرائيلي عليكم بالارهابيين الفلسطينيين
المؤتمرين بأوامر الارهاب البعثي الفارسي لاحقوا متمردي
(حركة حماس!) ومعتوهيها والحمقى من قادتها والمتهورين
من زعمائها المتسترين بالدين والمتاجرين به واسحقوهم وابيدوهم
ولقنوهم درساً لن ينسوه إلى الابد كما لقنتم (حزب الله!)
الارهابي المهزوم عام (2006م) درساً قاسياً أثخنتموهم،
وخلصوا قطاع غزة من سطوة (حركة حماس!) الارهابية).
وختم مقالته بالقول (لقد جبل كثير من القادة الفلسطينيين
على الغدر والخيانة ونقض العهود والإساءة لمن أحسن إليهم
ونكران الجميل، وما تتعرض له يوميا هذه القيادات على أيدي
الجيش الإسرائيلي هو جزاؤهم).
هذه العيّنة الفاجرة والباعثة على الغضب، لا تأتي منذ
سنتين منفردة، فالحرب على (حركة حماس) أو إقحام إيران
في معادلة العدوان على غزة، وإضفاء طابع محاوراتي على
كل عدوان إسرائيلي على لبنان أو فلسطين، بات لغة رهط من
الصحافيين والكتّاب الخليجيين، الذين باتوا جاهزين لتسويق
التهمة المعلّبة بأن (إيران وراء ما يجري وحماس أو حزب
الله ينفّذ الأجندة الإيرانية)، فيما يلهو الطيّارون الإسرائيليون
بلعبة إطلاق الصواريخ على كل ما تصل إليه أهواؤهم أطفالاً
كانوا أم نساءً أم بيوتاً سكنية أو مساجد وكنائس وجمعيات
خيرية..
في المقابل، يريد بعض أهل الحكم وأهل القلم في الخليج
التحرر من (فلسطين) بألف وسيلة ووسيلة، ومع أن عجزه بلغ
حتى في التعبير عن موقفه الانهزامي، فهو يريد العيش بلا
قضية، ولا كرامة.
|