صيف سعودي ساخن:
الإرهاب الوهابي ينشط من جديد
هاشم عبد الستار
انفتح العالم على اسلام السعودية الوهابي المعتدل بعد
أحداث سبتمبر. اكتشف المسلم والعربي والأجنبي حجم المتفجرات
الفكرية العنفية التي تحملها النسخة الوهابية للإسلام.
صارت السعودية (مفرخة الأرهاب) حسب تعبير كاتب سعودي،
وصار العالم ينظر الى السعودي وكأنه داء لا يدخله داره
إلا بعد إجراءات مشددة. وآل سعود أخذوا ينافحون عن وهابيتهم
(أيديولوجية حكمهم) وعن أنفسهم إزاء التهديدات، في ظل
خوف من تقسيم السعودية أو اسقاط نظام الحكم فيها.
فجأة ضرب العنف الوهابي السعودية نفسها. تقمص آل سعود
دور الضحية، وركبوا سفينة (الحرب على الإرهاب) وإذا بهم
بين ليلة وضحاها يقدمون للعالم تجربتهم العجيبة في مكافحة
الإرهاب، ويريدون منه الإستفادة منها، كما قال الملك في
مؤتمر مكافحة الإرهاب في الرياض!
الوصفة السعودية واضحة: (المناصحة).
اي قيام بضعة مشايخ بإقناع تلامذتهم بالكف عن محاربة
آل سعود، وليس العالم المبتلى بهم. فبقية الكون كافرون،
وآل سعود مسلمون وديارهم ديار التوحيد الوحيدة.
زوجوهم ووجدوا لهم أعمال بعد أن أطلقوا سراحهم (المعتقلين
العنفيين). هذه هي الوصفة العجيبة.
بعد أشهر إذا بأولئك يعودون الى أحضان القاعدة. فكر
القاعدة وهابي كما هو معروف. ولا يمكن مكافحة فكرها إلا
بضرب الفكر الوهابي نفسه. جاء مشايخ الوهابية ليداووهم
بالتي كانت هي الداء!
زادت القوائم التي تطلقها السعودية بين الفينة والأخرى
عن المطلوبين. وكان آخرها قائمة الـ 85 مطلوباً.
فضح برنامج المناصحة السعودي حين خرج قيادي قاعدي نجح
في برنامج (النصح والمناصحة!) ليصبح نائب قائد تنظيم القاعدة
في جزيرة العرب. جاء الرجل (أبو سفيان الشهري) من غوانتنامو
قبل عشرة أشهر فقط من توليه نيابة القيادة!
قالوا هذا شاذ، وإذا بعشرات غيره من خريجي غوانتنامو
والسجون السعودية يعودون الى أحضان القاعدة.
اضطرت السعودية أن تكشف المستور من جديد، فهناك كما
قال ممثلو الداخلية (صيف ساخن) ينتظر السعودية إن لم تتم
السيطرة على الأمور.
أرادت السعودية إعلان البراءة لنفسها، فرمت ايران بأنها
تدعم القاعدة، وكذا العراق! واليمن. أما هي فبريئة براءة
الذئب من دم يوسف!
السلطات السعودية السياسية والدينية هي التي زوجت الشهري
بعد ان أطلقت سراحه، وتكفلت بتوظيفه حتى صار مستقيماً
وفق المنهج السلفي! هذا ليس جريمة طبعاً. وليس خطأ. هو
(مناصحة) ناجحة! يفترض في اليمن ان تقتفي أثرها، وكذا
الكويت والبحرين وغيرها!
الصيف الساخن الذي ينتظر السعودية، رمت الأخيرة مسبقاً
الإتهامات بما سيحدث فيه على غيرها، وحملت العالم عبر
الإنتربول المسؤولية، وشكلت لجنة مشتركة لملاحقة التنظيم
في اليمن.
قائمة الـ 85 جاءت مستعجلة، تضمنت أسماء وصور بعض من
أعلنت القاعدة أنهم قتلوا. وبين القائمة سبعة من (خريجي
غوانتنامو) والبقية متخرجين من برنامج المناصحة في السجون
السعودية. وقال متحدث باسم الداخلية السعودي، أن 90% من
معتقلي غوانتنامو السعوديين عادوا الى بلدهم، وأن معظمهم
قد أطلق سراحه. وقد اتهم البيان السعودي أتباع (الفئة
الضالة) بـ (خدمة الأعداء) وأن (نهجهم خياني) وأنهم (أعداء
العقيدة والوطن).. ومع هذا ـ يا للغرابة ـ طلبت منهم (تسليم
أنفسهم إلى أقرب ممثلية لخادم الحرمين الشريفين حيث سيتم
تأمين عودتهم ولم شملهم بأسرهم وأخذ ذلك في الاعتبار عند
النظر في أمرهم)!.
فجأة اشتعلت الحدود اليمنية السعودية، وصار هنالك قصف
من طائرات الهيلوكبتر السعودية على سعوديين يخترقون الحدود
الجنوبية باتجاه اليمن، فيما قامت اليمن بمسح لتلك المناطق
لاصطيادهم. وإزاء الحرج السعودي، تسللت تصريحات تقول بأن
برنامج المناصحة ناجح وإن كان هناك من انتكس وأن (السجون
مليئة بأعداد من الموقوفين)!
في هذه الأثناء أعلنت الحكومة (31/1/09) انها ضبطت
ألف متسلل مجهول الهوية في منطقة عسير (الحدود الجنوبية)،
و860 قطعة سلاح، في حين أعلنت الكويت القبض على عسكري
سعودي قاعدي جنّد 20 شاباً من الكويت للقتال في أفغانستان
(الصحف الكويتية 29/1/09)، فيما أعلن قبل ذلك أن الخبير
الألماني الذي اختفى في اليمن قبل بضعة أسابيع، كان قد
اختطف من قبل خلية للقاعدة تتشكل كلها من السعوديين كما
قالت اليمن وأوردت أسماء السعوديين الذين قتل اثنان منهم،
واعتقل الآخران.
الصيف ساخن، وعودة القاعديين من العراق ستزيده سخونة،
واليمن هي المنطقة المفضلة التي ستنطلق منها قوات القاعدة
لمهاجمة آل سعود، في حين لازال وزير الداخلية (يتنفع)
بالمليارات من الريالات لإقامة سور مع العراق!
|