عناوين (بايخة)!
أضجرنا كتاب النظام بما اعتبروه إصلاحات قام بها الملك
عبدالله يوم 14 فبراير الجاري.
هل تصدر اصلاحات من أمراء وملوك غير اصلاحيين، ولا
يشمون رائحة الإصلاح؟ هل تكون هناك إصلاحات سياسية، ومجلس
الشورى لازال معيّناً وضعيف الصلاحيات، ولا يستطيع حتى
أن يناقش موضوعاً إلا بإذن الملك؟ فضلاً عن ان تقبل (توصياته)
التي ترفض عادة، كما فعل نايف مؤخراً (انظر داخل العدد).
كيف يتجدد الدم داخل الدولة، ورؤوسها على حافة القبر،
معظمهم فوق الثمانين عاماً؟!
هل رأيتم اصلاحاً لا دخل له بالمشاركة الشعبية؟
وهل سمعتم عن اصلاح متدرج، فيما أعلنت الدولة أن الإنتخابات
البلدية النصفية (الحكومة تعين النصف الآخر) قد جرى تأجيلها
لا لشهر أو إثنين أو ثلاثة ولا لسنة بل لسنتين؟! يعني:
الانتخابات البلدية لمرة واحدة وستستمر بالتعيين!
هل رأيتم اصلاحات يصفق لها لأن وزيراً تم تغييره، أو
شيخاً وهابياً متطرفاً استبدل بآخر مثله؟!
معنى الإصلاح عند ال سعود وكتابهم مختلف جداً عما يعتقده
البشر الذين يمارسون العملية الديمقراطية.
يعيّن الملك أحد الأمراء المقربين منه وزيراً للتعليم،
وهو لا يفقه في التعليم، ومع هذا يعتبرون ذلك عملاً ممتازاً
وإصلاحاً.
امرأة تدير شؤون تعليم البنات، صارت وكيلة وزارة التعليم
لشؤون البنات، انقلبت الدنيا ولم تقعد لهذا التغيير المهول
الذي هزّ أركان الأرض السعودية. الله أكبر، أخذت الحكومة
حقوقها وقد تقود السيارة غداً!
على الأقل ـ يا أيها الكتاب ـ انتظروا قليلاً، فمن
تمتدحونهم اليوم لم تجربوهم، وستلعنونهم ويلعنهم الناس
مرة اخرى.
تغيير الوجوه لا يفيد. بل تغيير المنهج. وآل سعود على
ذات المنهج: لصوصية وحرامية وفساد وسيطرة على كل شيء،
وعقول ناشفة لا يمكن أن تتغير.
هل ستكف التغييرات يد وزير الداخلية عن التعديات على
المواطنين، وهل سيتوسع هامش (حقوق الإنسان المسعود)؟!
هل سيحصل المواطن على سرير اذا ما مرض؟ هل سيحل لنا
التغيير ازمة البطالة (نسيت ان وزير العمل سيبقى في منصبه
رغم أنه تقدم مرات ومرات بطلب إعفائه!)؟ هل سيتقلص عدد
الفقراء الذين شملوا نصف الشعب على الأقل، مليونان منهم
تحت خط الفقر (حسب الإحصاء الحكومي)؟! هل سيتحسن التعليم؟
هل سيحاسب الأمراء؟ وهل.. وهل..؟ الأسئلة كثيرة، ولكن
ما نسمعه مجرد ردح من قبل كتاب وزارة الداخلية، فيما الدولة
تتسافل منذ زمن، خاصة في عهد (بطل الإصلاحات، ورائد الحركة
الإصلاحية، الذي فلق هامة الفقر والتعصب، خادم الحرمين
الشريفين، الذي لا يجيد قراءة اسمه، الملك عبدالله بن
عبدالعزيز)!
اقرأوا عناوين مقالات الطبالين:
الإصلاح والتطوير: الرؤية الملكية (وهل للملك والأمراء
أعين يبصرون بها؟ ما سمعنا بهذا من قبل)/ في السعودية
عرس إصلاحي كبير (مثلما هو ربيع الرياض الذي انتهى بالضربة
القاضية على يد نايف في مارس 2003)/ قفزة فارس ولمسة فنان
(فارس عمره 85 سنة لا يستطيع أن يمشي وعقله ما يشتغل!)/
رجال الملك قادمون لإصلاح لا يعطله تردد أو يشوبه توجس
(أين كان الملك ورجاله قبل هذا اليوم؟)/ بوركت يا خادم
الحرمين/ شكراً أيها الملك العظيم! (هل هذا عنوان مقال
شخص يحترم نفسه؟)/ ملامح التغيير في المرحلة المقبلة (عينوا
خير)/ في انتظار القادم (صبي أم بنت؟)/ فكر الإصلاح (لخادم
الحرمين طبعاً)/ ملك البناء وحكومة الإنماء (رغم أن 70%
من الشعب لا يمتلكون مساكن، ونحو 80% من المدارس مجرد
بيوت مستأجرة: احصائيات حكومية!)/ المملكة على أعتاب عهد
جديد (فعلاً، انتظروا نايف ملكاً جديداً وسترون نجوم الليل
في رابعة النهار!).
ومن العناوين: التغيير تطور وانجاز (لم نرَ تغييراً
ولا تطوراً ولا منجزاً)/ رجل التطوير والإصلاحات التاريخية
(ما شاء الله تبارك الله!)/ الملك عبدالله يجدد الدولة
وطموحات المجتمع (خليها على الله)/ لأنه عبدالله (مثل
لأنه فهد، لأنه سلطان، لأنه سعود، لأنه فيصل، لأنه أهبل
وأطرم وغبي)/ الملك عبدالله رائداً حقيقياً للحركة الإصلاحية
(نايف يعتقد بالتطوير لا الإصلاح)/ تعديل في حينه (ولو
جاء بعد عشر سنين سيكون في حينه، ولو قبل خمس سنوات سيكون
ـ غصباً عن الكاتب ـ في حينه أيضاً)/ تغيير للأمام (لأننا
متعودون على التغييرات الى الخلف)/ قرارات جريئة في مرحلة
تاريخية مهمة (كليشيهات سمعناها من قبل، حسّن خطّك)/ تغيير
استثنائي من رجل استثنائي (سمعناها عن فهد ومن هم قبله
وسيسمعها الناس عن من هم بعده)/ التعديل الوزاري والإصلاح
الشامل (مسكين عشقي لم يعينوه وزيراً، المرة القادمة قد
تنجح)/ رياح الإصلاح تهب من الرياض (المسكونة بمتطرفي
الوهابية والنجدية)/ التغيير الوزاري.. منحى للإصلاح والتطوير
(الجمع بين الإصلاح والتطوير لا يغضب نايف)/ التغيير الكبير
(إذن ما هو التغيير الصغير؟)/ جميل ان تسير خطى التغيير
والتطوير بشكل جذري (وجميل أن تراجع القاموس لتعرف معنى
كلمة جذري)/ ازدهار القيادة في أوج قوته (ازدهار؟ وللقيادة؟)/
حكومة جديدة.. أمل جديد (راجع بعد أربع سنوات واسأل عن
الأمل)/ حيوية النظام السياسي (واضحة جداً)/ المليك يحسم
معركة التحديث لجيل الإصلاح/ رؤية قائد وحلم وطن (خليك
في الحلم)/ رجل التحديث والمبادرات (مهما نفخ فيه: قربة
مقطوعة. علموه القراءة أولاً)/ فارس الوطن (ما في غيره!)/
الإصلاح.. الموجة الثانية (تنظير في الهواء: أثبتوا وجود
الإصلاح ثم تحدثوا عن موجاته المتكسرة على الشاطئ).
|