|
سايمون هندرسون |
اختلاف الصحراء: صفقة الأمير نايف للعرش السعودي
سايمون هندرسون
في 27 مارس، أعلن رسمياً في الصحافة السعودية تعيين
مفاجئ، وباختصار، بأن وزير الداخلية الأمير نايف عين نائب
ثان لرئيس الوزراء. وهذا التطور نشر توقع رائج بأن الأمير
المحافظ سيصبح ولياً للعهد عند وفاة الأمير سلطان. ولكن
في اليوم التالي، صرح الأمير الليبرالي طلال متسائلاً
عن هذا الافتراض. إذا أصبح نايف في النهاية ملكاً للسعودية
المترددة في التوجه نحو الإصلاح، فمن المحتمل أن يتوقف
التوجه، وستواجه العلاقات بين واشنطن والرياض – وهي حساسة
للطاقة والمال والسياسة الإقليمية – صعوبة أكبر من تلك
التي تواجهها خلال حكم الملك عبد الله.
صريح وخلافي
الأمير نايف، الذي يسيطر على الأمن الداخلي للمملكة،
مشهور بالإفصاح عن تفكيره. وهو مشهور باعتقاده أن الموساد
الإسرائيلي هو وراء هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة
والتي كان بها خمسة عشر سعوديا من التسعة عشر الخاطفين.
وهو اقترح مؤخراً أنه ينبغي على الأمريكيين الزائرين للسعودية
أن يتم عليهم كشف بصمة اليد مثل الزائرين للولايات المتحدة.
وفي الأسبوع الماضي، بعد شهر من إعلان الملك عبد الله
للتعديلات الإصلاحية التي تضمنت تعيين أول امرأة نائبة
وزير، أعلن نايف أنه يرى أن لا حاجة للانتخابات أو لأعضاء
نساء في الشورى (مجلس سعودي استشاري به أعضاء رجال فقط،
كلهم معينون من الملك. الاقتراع المحدود كان للمجالس البلدية
عام 2005).
دور النائب الثاني
في النظام السعودي، الملك هو أيضا رئيس الوزراء، ووريثه
ولي العهد، هو نائب رئيس الوزراء. وقد ابتدع الملك فيصل
منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء عام 1968 عندما كان
ولي العهد الأمير خالد غير راغب في الحكم. وأعطى فيصل
الدور للأمير فهد مُهيئه لولاية العهد بالانتظار. عندما
اغتيل فيصل في 1975 من ابن أخيه، أشغلت الأدوار الثلاثة
بالترتيب – خالد، فهد، عبد الله. وبعد وفاة الملك خالد
في 1982 أصبح ثلاثي الحكم فهد-عبد الله- سلطان. هذا الأسلوب
خرب بعد وفاة الملك فهد في 2005، عندما وعن قصد لم يعين
الملك عبد الله الأمير نايف وهو أكبر مرشح، ليصبح النائب
الثاني لرئيس الوزراء، واختفى المنصب عن الوجود. السؤال
الأساسي بين المراقبين السعوديين خلال بضع السنوات الأخيرة
كان " من هو رقم ثلاثة؟" الآن هذا السؤال تمت الإجابة
عليه: إنه نايف.
مستقبل هيئة البيعة
ما حدث في الماضي لم يعد مؤشرا واضحا لما سيحدث في
المستقبل. في 2006، أسس الملك عبد الله هيئة البيعة مكوناً
من أخوته غير الأشقاء (أبناء المؤسس الملك عبد العزيز،
المعروف أيضا بابن سعود) ومن الأبناء الرئيسيين لهؤلاء
الأخوة الذين مات منهم أو أصبح عاجزاً. الدور المعلن لهذه
الهيئة كان للمساعدة في تعيين ولي العهد بعد وفاة الملك
عبد الله عندما يصبح الأمير سلطان ملكا. وللهيئة آلية
لتعيين الملك الجديد عندما يكون الحالي غير قادر. وبشكل
غير رسمي يُنظر للهيئة على أنها محاولة من عبد الله لكسر
المطالبة بالعرش لما يطلق عليه حزب السدارى، وهو أكبر
مجموعة من الأخوة الأشقاء بين أبناء ابن سعود، والذي يضم
سلطان، نايف، سلمان (حاكم منطقة الرياض)، و فهد قبل وفاته.
وليس من الواضح ما إذا كانت الهيئة والتي لم تجتمع قط،
يمكنها أو سيمكنها أن تراجع الطموح الواضح لنايف.
تحدي طلال
تصريح 28 مارس الماضي للأمير طلال لمكتب رويترز، وضع
القضية ببراعة:" أدعو مجلس العائلة لتوضيح ماذا يعني هذا
التعيين وانه لا يعني أنه (الأمير نايف) سيصبح ولياً للعهد."
حتى الآن لم يكن هناك توضيح وليس من المتوقع أن يحصل،
ولكن من المتوقع أن هذه الحركة ستثير دراما. والأمير طلال،
وهو أب رجل الأعمال الملياردير الأمير الوليد، يعتبر أيضا
خارج المركز، وينظر إليه كحليف مقرب للملك عبد الله، والذي
في الغالب موافق على التصريح. الاعتقاد هو أن الملك عبد
الله تم الضغط عليه من الأمراء السدارى لعمل التعيين وهو
يريد الآن التقليل من قيمة هذا التعيين.
صحة ولي العهد الأمير سلطان
أكبر ما هو غير معروف هو ما إذا كان الأمير سلطان المعالج
لإصابته بالسرطان في نيويورك على وشك الوفاة، كما يشاع
على نطاق واسع. في الأٍسابيع الأخيرة أمضى نايف وسلمان
أسابيع معه، ولكن منذ أسبوعين عندما حانت توقعات تعيين
نايف، صرح نايف أن أخيه بصحة ممتازة. وهذا يمكن تفسيره
بان نايف يسعى لإغلاق أي تحليل مستعجل لإبداله في منصب
سلطان بسبب حالته الصحية، حتى يضمن تعيينه نائب ثاني لرئيس
الوزراء. ولكن الخصومة المختفية بين الأمراء السعوديين
تتماشى مع التعبير الشعبي للولاء لمؤسسة الدولة السعودية.
ليس على الملك أن يخشى على التعاون من نايف بينما هو يسافر
هذا الأسبوع، الأول للقمة العربية في قطر ثم مجموعة العشرين
في بريطانيا.
تحدي لواشنطن
العديد من الرسميين الأمريكان كان غير سعيد حول احتمال
أن يكون سلطان ملكا لأنهم يعتقدون أن سمعته المالية الشخصية
تكونت من خلال صفقات الأسلحة مما يعرض دور بيت آل سعود
للخطر. نايف، والذي ابنه يدير المواجهة السعودية ضد الإرهاب
ونال استحسان الغرب لمجهوداته، يقدم تحدياً مختلفا. شخصية
زئبقية، نايف تنقصه القاعدة الشعبية، ورغم كونه غير متشدد
إسلاميا، ولكنه نجح في جذب مساندة المحافظين الدينيين.
مقدمة دعواها لقيادة العالم الإسلامي والعربي، ودورها
المتوازن في سوق النفط العالمي، فإن العلاقة الجيدة مع
الرياض تعتبر مصلحة حيوية أمريكية للإدارات الناجحة. هذا
الأسبوع مُتوقع أن يوضح الملك عبد الله دور المملكة المهم
في الشؤون العالمية؛ أولا، في مؤتمر القمة العربي في الدوحة،
حيث من المرجح أن يعيق النفوذ الإيراني على سوريا والمجموعات
الفلسطينية، ثم في لندن في لقاء مجموعة العشرين، حيث سيسُأل
السعوديون مرة أخرى للمساعدة لصندوق النقد الدولي لمساعدة
البلدان المتأثرة بشدة بأزمة الاقتصاد العالمية.
الإدارة الحذرة بين السعودية وأمريكا تتقيد بينما هذا
التعيين الدرامي سيلعب دوراً حيوياً. من جهة الجانب الأمريكي،
هناك مشكلة في إيجاد الشخص الصحيح. إدارة اوباما لم تكد
تعين مبعوثها للرياض. الجنرال السابق أنتوني زيني تم تسجيله
لهذه المهمة كجائزة ترضيه عن امن بغداد، ولكنه رفضها.
في هذا التوقيت لا يزال المعين من إدارة بوش، فورد فرانك،
في المملكة. من الجانب السعودي، هناك خطر أن اللاعبين
الأساسيين ستعرضون للخرف أو الانقضاء أو ببساطة الموت.
الملك عبد الله، الذي أصبح في السادسة والثمانين هذه السنة،
هو جسديا محدود القدرة. والخلاف حول وضع الأمير سلطان
ينصب حول ما إذا كان سيعمر أسابيع أم أشهر. حتى الأمير
نايف (ست وسبعون سنة) يذكر انه غير سليم، ويعاني من اللوكيميا.
كان من المعتاد القول أن فهم العملية الغامضة للتوريث
في السعودية هو أقل أهمية من معرفة من يكون المرشحين.
الآن، لا عملية التوريث ولا من يكون المرشحين واضحة. بالإضافة
إلى أن الأمراء على قائمة الخط هم كبار جدا في السن مما
قد لا يحكمون معه أكثر من سنة أو نحوها. إضافة إلى ظهور
عدم الاتفاق داخل بيت آل سعود، فإن ذلك سيزيد فرصة عدم
الاستقرار في أحد أهم الدول في الشرق الأوسط.
|