الإعلام لا يعيد الحياة لصاحب السمو الملكي!
سلطان في أغادير لا يريد العودة الى الرياض
محمد قستي
لازال ولي العهد، الأمير سلطان بن عبدالعزيز، مقيماً
في قصره بأغادير في المغرب، منذ بضعة شهور، وذلك للنقاهة،
بعد إجراء عملية جراحية له في الولايات المتحدة، تقول
تصريحات الأمراء المتكررة أنها كانت ناجحة!
كلّما تأخّرت عودة سلطان الى الرياض، كلّما زادت شكوك
(المحبّين) بعودته سالماً، وكلّما تأكدت الأخبار بأن (سموّه)
الذي أمضى أكثر من عام خارج البلاد للإستشفاء، يعاني اعتلالاً
صحيّاً غير قابل لـ (الترقيع)!
ويربط البعض عودة سلطان الى البلاد، بعودة الملك حسين
أواخر أيامه الى بلاده، ليحسم ولاية العهد لصالح ابنه،
وليتوفى بسرطان البروستات. أو يربطون تلك العودة، بعودة
أخيه السابق أمير مكة عبدالمجيد، الذي أمضى هو الآخر نحو
عام كامل في الولايات المتحدة، قبل أن يعود ليقضي أسابيعه
الأخيرة في البلاد، وينتقل الى العالم الآخر بسبب السرطان.
لكن الإعلام السعودي، وبتوجيهات من سمو ولي العهد نفسه!،
يريد إبقاءه حيّاً، وكأنّ العالم أو شعبه سيشمت به إن
علم بأنه قاب قوسين أو أدنى من الموت. ولذا هناك إلحاح
من الأمراء على القول بأن سلطان في صحة جيدة (والحمد لله!)
وأنه سيعود، سيعود، سيعود، أفضل مما كان، كما قال شقيقه
الكذاب وزير الداخلية نايف، أو ابنه الحرامي خالد بن سلطان،
أو أخيه الملك عبدالله، الذي ما أن ينطق جملة إلا وقع
في حفرة، حيث قال بأن سلطان سيعود خلال ستة أسابيع، وإذا
بالوقت يوصلنا الى ما يقرب من خمسة أشهر فقط!
للتدليل على أن صحة سموّه في تحسّن، وأن موعد قيامته
من المغرب قد حان أو قارب حينه، أن سموّه لازال حاضراً
في برقيات التهنئة المستلمة والمرسلة الى الرؤساء والملوك
في العالم تهنئهم أو تهنأه بمناسبة وطنية ما! فسلطان وهو
على الفراش يرسل البرقيات ويستلمها ويتابع أعمال وزارته
(وزارة الدفاع) عن كثب، ويتصل ببعض الأمراء والحكام!
المواطنون يبحثون عن الصورة التي تدلّ على أن الرجل
حيّ يرزق. والإعلام السعودي يقوم بذلك بين حين وآخر. في
البداية كانت هناك صور قديمة من الأرشيف. اليوم ـ ودلالة
على التحسن ـ التقى وعلى مدى بضعة أيام وفود متعددة من
دول الخليج. ما يدل على أن الرجل صحيح الجسم معافى البدن!.
لقد قيل لشيوخ الخليج أو بعضهم على الأقل، بأن سموه
جاهز الآن للقائكم، فتعالوا يا جماعة الخير صفاً وراء
الآخر، لتودّعوه، وليس لتهنئوه بالسلامة!
ظهر سلطان أول ما ظهر مع أمير الكويت، وبدا الرجل نحيفاً،
ولكنه ـ حسب الصور ـ في حال جيد، فهو يتبسم، وكأن لا علّة
فيه، ومثل هذا التمثيل يجيده (أبو الكلام) كما يعرفه المقربون.
ثم جاء أمير قطر ورئيس وزرائه ووفد كبير ليسلموا عليه!
ثم جاء أمير البحرين ووفد مرافق طويل وعريض (العرض
له علاقة بوزير الخارجية البحريني)!
ثم جاء الملك عبدالله نفسه ليسلّم على أخيه (المحبوب)
و (المهيوب) و (المتعوب)!
هذا والصور لا تكذب. سموه بحال صحي جيد!
إذن.. لماذا لا يعود سموّه الى الرياض؟! وهل الذي نراه
تمثيل؟!
نعم هو كذلك!
هذا ما رشح من وفود خليجية زائرة: قالوا أن الرجل يتكلم
(باعتباره أبو الكلام كما وصفه الملك فيصل) ولا يفهم منه
شيء. وقالوا أنه يتمتع بحيوية بين الفينة والأخرى، ثم
تهبط. وقالوا أنه مصاب بالإكتئاب. وقالوا بأن قناعة المحيطين
به من أبنائه وأزواج بناته، ومدير ديوانه ومسؤولي مكتبه،
كما أطبائه، تفيد بأن عقارب ساعة صحة سموّه لا تعود الى
الوراء، وأن شقيقه سلمان، أمير الرياض، الملازم الدائم
لسلطان منذ عام فقط، كان متبرماً من عمله الجديد! وأنه
يتمنى انتهاء الشمعة لتطفأ، وليصبح هو وليس شقيقه نايف
ولياً للعهد!
|