لجينيات الوهابية
موقع لجينيات الذي تموله وتدير صاحبه وزارة الداخلية
السعودية، مسؤول عنه شخص يدعى أبو لجين إبراهيم، وقد كان
يكتب في موقع الساحات. هذا الرجل اتفق مع وزارة الداخلية
لتجديد موقع الساحات ولكن بإسم آخر، فكان اسما مناسباً:
(لجينيات). هذا الموقع أداة واضحة في معارك الحكومة السعودية
تجاه معارضيها في الداخل والخارج.
هو ـ كما مواقع سلفية/ وهابية اخرى ـ تعشعش فيها الفتنة
الطائفية، والتحريض داخلياً وخارجياً على فئات إسلامية
متعددة.
وهو أداة إعلامية ضد إيران الفارسية المجوسية اليهودية،
التي تعيش معركة مع السعودية، حيث تجد في الموقع كل الدعايات
الرسمية التي يمكن أن تلقاها في مواقع ليبرالية! وهابية
مثل منتدياتنا. وحيث التركيز على ذات المواضيع التي تركز
عليها الشرق الأوسط وإيلاف والعربية، فكلهم يستقون من
معين واحد.
لكن موقع لجينيات له مسحة شخصية، فقد سبق لصاحب الموقع
ان أقام علاقة مع الأمير خالد بن طلال، الذي زعم أنه تاب،
وأنه أصبح سلفياً، ودلالة سلفيته وتوبته شتيمته للمواطنين
الحجازيين الصوفيين والشيعة في الشرقية! ويعتقد كثيرون
بأن خالد وأبا لجين على علاقة وثيقة، وأن الثاني ملتصق
بالأول نظير ما يدفع له الاول من اموال، وحين قرر خالد
بن طلال مواجهة اخيه الوليد، اختار موقع لجينيات ليطلق
سهامه.
وأبو لجين مكثر في الكتابة، مدافع عن الحكومة السعودية؛
وفي نفس الوقت مدافع عن المجاهدين! من أفراخ القاعدة،
وما اكثر ما دافع عنهم؛ وهو في نفس الوقت داعم للمشايخ
التقليديين، والتكفيريين على حد سواء، ما يعني أن بوصلة
الرجل (تجمع ولا تفرق) ولكن تلتزم بالثوابت: تأجيج الحرب
الطائفية، الدفاع عن آل سعود، مهاجمة الليبراليين المطالبين
بالإصلاحات، الدفاع عن هيئة الضلال والمنكر.
لكن التأجيج الطائفي التي هي سمة كل المواقع الوهابية،
لم تتمتع بحماسة الدفاع عن نظام آل سعود كحماسة موقع لجينيات.
وغالباً ما يستكتب متطرفون من خارج الحدود وكأن الوهابية
ودعاتها غير كافيين داخلياً! فهذا طائفي أردني (ياسر العجوري)
يكتب ضد الحوثيين، ويهدد الشيعة في الداخل السعودي نفسه،
ويدافع عن النظام السعودي الفاسد. في مقالة تحت عنوان
(الحوثيون خطر على السعودية) قال الكاتب: (..إن أصدقاء
ومحبي البلد الذي يحتضن قبلة المسلمين الأولى ليس لهم
عدد وهم على استعداد للذهاب إلى صعده أن لزم الأمر لسحق
أي تمرد شيعي، فلا مكان لأتباع أبي لؤلوة المجوسي، وابن
سبأ وإسماعيل الصفوي بين ظهرانينا، إن الخطر الشيعي الحوثي
يجب أن يجابه بكل قوة وصرامة لكي لا تسول النفس لبعض الأقليات
الشيعة بان يفكروا مجرد تفكير بالتمرد على البلدان التي
تؤويهم، ولكي يفهم النظام الإيراني أن يد أهل السنة واحدة،
ومهما فرقت بينهم الحدود السياسية فان محبة المذهب السني
والدفاع عن أعراض وأموال وأراضي أهل السنة يجمعهم).
الحرب اليمنية السادسة التي أشعلتها السعودية، وتحرّض
عليها، وتشارك فيها بطائراتها وبوهابيتها، تكاد تصبح معركة
في الداخل بين الحكومة والمواطنين.
وأبو لجين المنافق كتب مقالة تحت عنوان: (لماذا نجا
الأمير محمد بن نايف من محاولة الإغتيال؟!)، يستطيع المرء
أن يفهم محتواها من عنوانها، وصف فيها نائب وزير الداخلية
بأنه (أمير خلوق، لا يحب الأضواء) وامتدح جهوده اي امتداح،
خاصة وأنه سعى لاطلاق معتقلي غوانتنامو، كما امتدح سياسة
المناصحة الفاشلة، وانتقد متطرفي الوهابية ولكنه انتقد
أكثر اولئك الذين يدعون لاستخدام المزيد من الحزم مع التيار
العنفي، لكن أبا لجين يعود فينقض كلامهم، ويريد من الأمير
المضي على سياسته السابقة: (وفي تقديرنا أن أصحاب هذا
التيار الكاذب الذى لايري إلا بعين واحدة سيشرعون في التطبيل
حول ما حدث، في محاولة جديدة لثني الأمير محمد - حفظه
الله - عن هذا الطريق الذى إختطه لنفسه وقبل السير فيه
رغم مخاطره على حياته، إنه طريق الصالحين والمصلحين وهم
يبذلون المهج والأفئدة، والدماء، والمال، والأنفس، وكل
غال ونفيس، كل ذلك بسخاوة نفس في سبيل أمن مجتمعهم وأوطانهم).
لا عتب على الدجالين والمنافقين، الذين يتزيون بلباس
الدين، ولا عتب على موقع تديره وزارة الداخلية، ويستلم
صاحبه الأموال منها ومن اتجاهات أخرى.
|