|
مجازر الجيش ضد المدنيين
|
عبدالملك الحوثي يوضّح دور السعودية وملابسات دورها
في الحرب
لم نستهدف الأراضي السعودية والأخيرة صنعت الحرب وموّلتها
صالح طلب وساطة قطر ليس حباً في السلام،
وإنما لإثارة حفيظة السعودية من أجل استحلاب دعمها!
عمر المالكي
أجرت صحيفة النهار مقابلة مع القائد الميداني للحوثيين
عبدالملك الحوثي نشرتها على حلقتين يومي 10 و11 نوفمبر
الماضي، تحت عنوان: (عبد الملك الحوثي لـ"النهار": النظامان
السعودي واليمني تجاوزا مصالح شعوبهما إلى حسابات أخرى)..
وضع فيها النقاط على الحروف، فيما يتعلق بالتدخل العسكري
المباشر، والأهداف وراء الحرب من قبل النظامين اليمني
والسعودي، وفنّد فيها الكثير من الشائعات التي يروجها
الإعلام السعودي وتوابعه ضدهم.
في سؤال حول مبررات الحرب، واتهام السعودية للحوثيين
بانتهاك واستهداف أراضيها، ما أدّى الى شنّ حملة عسكرية
ضدّهم، قال القائد الحوثي:
(نحن لم ندخل الأراضي السعودية، ما حدث هو أن النظام
السعودي دعم النظام اليمني في هذه الحرب عسكرياً ومادياً
وسياسياً وإعلامياً، وفتح أراضيه للجيش اليمني للالتفاف
علينا عبر مناطق البقع وعلب ورازح وتهامة، وسمح له بالتمركز
في جبل الدخان للاعتداء علينا، وقمنا بمواجهته وطردنا
الجيش اليمني وأعدنا الجبل على ألا يعود الجيش اليمني
إليه. لكنها عادت وسمحت له بالتمركز في الموقع، وطلبنا
من حرس الحدود الوفاء بالاتفاقات، وقلنا إما رفع الجيش
أو سنضطر لمواجهة العدوان بأنفسنا، ولم يحدث أي تجاوب
من حرس الحدود السعودي، واضطررنا الى المواجهة وطردنا
الجيش اليمني منه).
وأضاف:
(نحن لم نستهدف الأراضي السعودية بأي حال من الأحوال،
ونعتقد أن أي حرب بيننا وبين الأشقاء في المملكة العربية
السعودية لن تخدم الشعبين الشقيقين، لكن النظام السعودي
اتخذ هذا الموقف ذريعة لشن الحرب علينا، وخلال الأيام
الماضية شن هجوماً على مناطقنا، وقصفت الطائرات الحربية
العديد من المناطق بالصورايخ والمدفعية. ونحن نرى في هذا
عدواناً ظالماً غير مبرر، وانتهاكاً لسيادة البلد، وانتهاكا
لحرمة وحق الجوار. ولطالما طالبنا بوقف هذا العدوان، وطالبنا
النظام السعودي بالحياد وعدم التدخل السلبي في شؤون البلد،
ونصحناه بالتدخل الإيجابي الذي يسهم في وقف الحرب وإحلال
السلام والأمن، باعتبار ذلك المصلحة الحقيقية للشعبين
المتجاورين لكن دون جدوى، فالسعودية، كما هو الحال في
اليمن، تجاوزت مصالح الشعب لحسابات أخرى، ولا نزال نؤكد
ضرورة وقف هذا العدوان).
وفي سؤال للنهار حول صدقية الأنباء عن تورّط السعودية
في الحرب المباشرة كما عبر دعم الجيش اليمني، قال القائد
الحوثي:
(لدينا الأدلة والوثائق والمئات من الشهود العيان في
المناطق الحدودية على قيام الطيران السعودي الذي يأتي
بشكل واضح للعيان من عمق الأجواء السعودية إلى أجواء الملاحيظ
وتهامة في اليمن بالقصف على مناطق آهلة بالسكان وبشكل
عشوائي، وحين إكمال عمليات القصف يعود إلى المملكة، وهذا
مستمر منذ شهر رمضان الماضي وحتى الآن، وشمل مناطق عدة.
وفي الأيام الماضية شن الجيش السعودي هجموماً على الأراضي
اليمنية، وقصفت الطائرات الحربية العديد من القرى وسقط
في هذا القصف عشرات القتلى والجرحى).
|
لا أفق لحسم الحرب عسكرياً
|
وسألت (النهار) عبدالملك الحوثي حول مزاعم إشعال جماعته
ما سمي بالحرب السادسة لتنفيذ أجندة خارجية من جهة، وللحصول
على انتصار سياسي أو على نصيب من الكعكة في الحكم من جهة
ثانية، فما كان منه إلا أن أكّد على التالي:
(من يقول هذا الكلام لا يمتلك الدليل عليه، ونحن لسنا
كذلك ولسنا أغبياء إلى هذا الحدّ حتى نقوم بخوض حروب مكلفة
جدًّا وباهظة نقدم فيها مئات الشهداء من آبائنا وأبنائنا
وإخوتنا وأمهاتنا وأخواتنا ونسائنا، ويتم فيها تدمير مناطقنا
وتشريد عشرات الآلاف من أهلنا ونتعرض فيها للإبادة ونقدم
فيها آلاف الجرحى والأيتام ونتعرض فيها للحصار وكل أشكال
المعاناة ويتم تدمير مزارعنا وأسواقنا ومساجدنا ومدارسنا
واستهداف حياتنا بكل أشكالها ولوازمها ومتعلقاتها ومقدساتها،
وكل هذا من أجل دولة هناك أو جهة هنا أو من أجل آخرين
لهم أجندة سياسية معينة، هذا غير صحيح على الإطلاق وهو
دعاية لتبرير زائف للعدوان الظالم علينا. نحن نحارب دفاعاً
فقط، بعد أن هاجمتنا السلطة بجيوشها وعتادها الحربي وآلات
الهدم إلى بيوتنا، فهل ينبغي أن نترك لهم المجال لقتلنا
والقضاء علينا بدم بارد ودون أي كلفة وبدون أي حق؟! هذا
مستحيل ولا يمكن ويتنافى مع ثقافة القرآن الكريم وتعاليم
نبي الإسلام ويختلف مع الفطرة الإنسانية التي فطر الله
الناس عليها، كما أنّا لا نحارب للحصول على الحكم، هذا
افتراء من افتراءات السلطة، وأكرر القول نحن نحارب دفاعاً
عن النفس، بعد أن اتخذت السلطة قرار الحرب وهاجمتنا بشكل
وحشي إلى بيوتنا، ومتى أوقفت عدوانها وقررت إيقاف الحرب
فالحرب ستتوقف بالتأكيد كما حدث في خمس حروب في الفترة
الماضية).
التدخل الإيراني
وفنّد الحوثي مزاعم صنعاء والسعودية من أن جماعته تتلقّى
تسليحاً ودعماً مالياً من جهات إيرانية، وقال:
(لا يوجد لدينا أي أسلحة إيرانية، ما لدينا من سلاح
هو حصرياً من: 1/ المواقع العسكرية حين السيطرة على بعضها.
2/ من البلد، فالشعب اليمني شعب مسلح وهذا شيء معروف ولا
يمكن إنكاره. أما ادعاءات السلطة لنا بالعمالة لجهات خارجية،
فهذا بهتان، فلسنا عملاء لأحد، ولا دليل لها على ذلك،
إلا أن الشيء الواضح الثابت الذي لا يمكن جحوده هو عمالة
السلطة لجهات دولية إقليمية وطلبها واستجداؤها للدعم المالي
والسياسي والإعلامي من هنا وهناك عَلناً وبوضوح).
وأضاف: (التعاون السعودي مع النظام اليمني واضح ومُعلن،
أما التدخل الإيراني فلا نعلم بأي جهة في البلد لها علاقات
سياسية وارتباطات بمشاريع إيرانية، والإيرانيون يعاملون
النظام اليمني بدلال رغم الجفاء الذي يبديه لهم ويعاملونه
برحابة صدر رغم الإساءة ويتحاشون أي شيء يتصورون أنه يضر
بالعلاقة معه، هذا هو الحال المعروف والواضح وهو الحقيقة).
وعن العلاقة مع المؤسسات الدينية في إيران والعراق،
قال: (تربطنا بكل أبناء أمتنا أخوة الإنسانية وأخوة الإسلام،
ولسنا امتدادا لأي مشاريع سياسية للآخرين، فلنا استقلالنا
الواضح الثابت في قراراتنا ومواقفنا. والكثير ممن يتهمونهم
بالعلاقة معنا ويتهموننا بالعلاقة معهم لا يمتلكون حتى
الجرأة في أن يكون لهم أي موقف مما يحدث علينا من ظلم).
وتابع الحوثي بأن السلطة اليمنية هي التي فتحت المجال
للتدخل الخارجي، حيث (سعت لتخويف جهات دولية وإقليمية
منّا عبر دعايات كاذبة في معظمها، وحاولت أن تشعر الآخرين
أنها تحارب بالوكالة عنهم، وذلك لهدف كسب تأييدهم وعونهم،
ووافق ذلك رغبات أكيدة وأطماعاً حقيقية، بل مشاريع قيد
التنفيذ لتلك الجهات لفرض نفوذها وهيمنتها على البلد كما
هو الحال بالنسبة الى أميركا والسعودية وإسرائيل).. وهي
الأطراف التي يتهمها الحوثيون بأنهم وراء قرار إشعال الحرب
السادسة الحكومية ضدّهم.
هل هي حرب مذهبية وهابية/ زيدية؟
وسألت النهار عن هوية الحرب، بالنظر الى التدخل والحضور
الوهابي والسلفي في صعدة والتي تعد كرسي الزيدية، فأجاب
عبدالملك الحوثي: (الحرب في الأساس ليست مذهبية، لكن السلطة
وظفت المذهبية فيها، وأثارت النعرات الطائفية للاستفادة
منها وهي تستمر على هذا المنوال وبوضوح تبرر أحيانا الحرب
علينا بتهمة أننا اثنا عشرية، وكأن الانتماء إلى مدرسة
أهل البيت عليهم السلام جريمة يعاقب عليها القانون).
ونفى الحوثي المقولات التي تزعمها صنعاء بأن الحوثيين
يقودون تمرداً زيدياً يرفض النظام الجمهوري، وأنه يسعى
لإحياء حكم الإمامة الذي انتهى عام 1962م، وقال: (مشروعنا
الثقافي الذي نتحرك على أساسه واضح وليس سرياً، وهو ينادي
بضرورة العودة إلى ثقافة القرآن الكريم وتصحيح الوضع السيئ
القائم لدى الأمة على هذا الأساس باعتبار أن منشأ الخلل
ثقافي والتصحيح الثقافي الذي يجعل القرآن الكريم فوق كل
ثقافة هو الذي يبني الأمة من جديد ويصلح الخلل الموجود.
نشاطنا وحركتنا في مشروعنا الثقافي سلمي، لا نفرض مشروعنا
على أحد بقوة السلاح ولا نستخدم لغة التفسيق ولا التكفير).
وأضاف:
(لأن السلطة تواجه حرجا شديدا في إيضاح السبب الحقيقي
لمواجهتنا واعتدائها علينا، فهي تختلق مبررات أخرى، منها
مسألة أننا فقط نسعى الى اعادة نظام الإمامة ونظرية الحصر
في البطنين وهي ـ أي السلطة ـ عملياً تطبق نظرية الحصر
في البطن الواحد وفي دائرة ضيقة للغاية، ونحن أوضحنا مرارا
وتكرارا أن ما نسعى اليه ليس مسألة نظام الإمامة، لدينا
مشروع ثقافي شامل على ضوء القرآن الكريم ننادي به ونقدمه
ضمن دروس ومحاضرات مع خطوات عملية سلمية منها شعار "الله
أكبر - الموت لأميركا - الموت لإسرائيل - اللعنة على اليهود
- النصر للإسلام" والدعوة إلى مقاطعة البضائع الأميركية
والإسرائيلية والتوعية النشطة في مواجهة التضليل الإعلامي
والتسميم الثقافي والمسخ الأخلاقي والفساد الاقتصادي الذي
يشنه أعداء الأمة عليها. هذه هي الحقيقة).
جذور الحرب السادسة
إضافة الى التحريض الخارجي، السعودي منه بالذات، رأى
عبدالملك الحوثي بأن حرب الشاويش في صنعاء لم تكن مفاجئة
له، وقال بأن السلطة ومنذ توقف الحرب الخامسة (لم تثبت
جديتها في إغلاق الملف سلميا) وقال أنها لم تعتمد
(لغة الحوار والحلول السلمية العادلة التي تضمن عدم
تجدد الحرب، بل كانت طوال الفترة الماضية تنشط في اتجاهين:
الأول: تكثيف عمليات الاغتيالات والاعتداء على مناطق آهلة
بالسكان مثل مران وجمعة بن فاضل ورازح وغمر وغيرها، وبإصرار
منها حتى لا يستقر الوضع نهائياً ولفترة محددة يسودها
الاضطراب والفوضى وانعدام الأمن، ولا تحمل اسم حرب رسمية،
حتى يأتي الظرف الذي تراه السلطة ملائماً لشن حرب رسمية
وعدوان شامل. والاتجاه الثاني: الاستعداد والترتيب لحرب
سادسة كبيرة، وكان هذا يحتاج إلى وقت حتى تكون الاستعدادات
من توفير كميات السلاح وتدريب آلاف المجندين الجدد وتهيئة
المناخ المناسب سياسياً قد اكتملت، وحينها يبدأ العدوان
السادس وهذا ما حدث بالفعل).
اتفاق الدوحة
|
حرب سعودية بالوكالة أولاً
ثم بالمباشرة |
وأجاب القائد عبدالملك الحوثي على اتهام صنعاء للحوثيين
بخرق اتفاق السلام الموقع في الدوحة والتسبب باشعال الحرب،
بأن الذي حدث: (على العكس من ذلك. السلطة هي التي ماطلت
في تنفيذ بنود الاتفاقية، فلم تفرج عن السجناء، ولم تسحب
الجيش آنذاك من المزارع والقرى والأسواق والمناطق السكنية،
ولم تفتح ملف المفقودين، ولم تعالج الجرحى، ولم تعمل شيئاً،
ثم في نهاية المطاف قبيل الحرب السادسة أعلن الرئيس بنفسه
رفض اتفاقية الدوحة، واختلق مبرراً زائفاً، وحجة داحضة:
أنها جعلت منّا ندّاً وقد نقلت تصريحاته هذه في صحيفة
"الحياة").
ونفى الحوثي أن يكون سبب فشل الإتفاق رفض جماعته الانسحاب
من المواقع وتسليم الأسلحة، ورآه قولاً (غير دقيق، ولا
يتفق مع الواقع، فالسلطة تسلمت جميع المديريات بعد الحرب
الرابعة وانسحبنا من المواقع، ولكنها باشرت الحرب الخامسة
فتم طردها نتيجة
لعدوانها ونتيجة طبيعية للحرب، وعادت بعد الخامسة إلى
جميع المديريات، وقد أعلنا موقفنا مرات متعددة أن السلطة
إذا أوقفت الحرب فلا مانع عندنا من تسليم المديريات إلى
السلطة المحلية).
وحول أسباب إخفاق الوساطة المحلية والقطرية لإحلال
السلام، قال عبدالملك الحوثي أن السبب هو أن
(السلطة لم ترد الحلّ، وقد طالبت السلطة بتدخل قطر
وسيطاً لهدف واحد ليس هو الحلّ، وإنما لإثارة حفيظة السعودية
ثم الدخول مع السعودية في صفقة وحينها يتم الاستغناء عن
قطر، بل الإساءة إليها، وهذا ما اعتادت السلطة فعله كلما
حدث بعض الفتور في العلاقة مع المملكة أو خفضت السعودية
الموازنة المالية التي تمنحها للسلطة، حينها يتم استدعاء
مسؤول إيراني أو إيفاد مسؤول إلى إيران أو قطر أو ليبيا
كل ذلك للتلويح للسعودية بأن تبذل المزيد وتقدم المزيد
حتى لا يأتي منافس آخر غير مرغوب فيه لديها في لعبة سياسية
غير مشرفة لاستغلال التعقيدات في علاقات الدول في المنطقة،
وهذا أيضا يسهم ضمن أمور أخرى في تدهور العلاقات السياسية
بين دول المنطقة وهو أسلوب خاطئ يضر بالمنطقة ويزيد من
حال الفرقة).
وأبدى الحوثي استعداده للحوار من أي جهة وطنية كانت،
أو عربية، وقال: (نحن نحارب ضرورة وليس خيارا وذلك لمواجهة
العدوان الظالم الشامل الذي تمارسه السلطة علينا، وطالما
استمر العدوان سنواصل التصدي له مستعينين بالله ومستمدين
النصر منه. وفي أي وقت ترغب السلطة في وقف الحرب لن نمانع
من جانبنا فموقفنا هو للدفاع وهذا حق شرعي مقدس ولا شرعية
للعدوان).
واتهم الحوثي حكومة صنعاء بمواصلة الحرب وأنها هي من
قام بتدمير (مئات المنازل وجعل الكثير من السكان لا مأوى
لهم، بآلات الهدم والدمار التي بيدها من طائرات ودبابات
وغيرها) مؤكداً أنه عندما بدأ العدوان وتقاطرت الحشود
الى مناطق صعدة للتدمير والإبادة واعتماد سياسة الأرض
المحروقة، قام الحوثيون بقطع الطرق من أجل قطع الإمدادات
عن قوات السلطة وإضعافها موقفها.
استحالة حسم الحرب عسكرياً
وحول تقويمه للوضع الميداني، قال بأنه يثبت أن الحسم
العسكري وهم وسراب وفي قائمة المستحيلات. فالسلطة منذ
بدأت الحرب السادسة خسرت أكثر من مئة موقع عسكري، وتكبدت
الخسائر الكبيرة في الأفراد والعتاد، ولذلك ينبغي عليها
أن تستوعب الدرس وأن تعود إلى لغة الحوار والتفاهم كأسلوب
حضاري ناجح وحكيم وهو لمصلحة البلد.
وأكد الحوثي بأن هناك نافذين في السلطة لهم ارتباطات
أجنبية، مشيراً الى السعودية، يحققون مكاسب شخصية وسياسية
ومادية من خلال بقاء الحرب مفتوحة، واتهمهم بأنهم أشعلوا
الحرب، وأن من يعارضها من داخل السلطة ويرغب في الحلول
السلمية ويؤثر مصلحة البلد، يقومون بتهميشه وتهديده ووضعه
في دائرة الاتهام.
وحول ما إذا كانت هناك تحفظات لدى الحوثيين على (النظام
الجمهوري) قال: (لم ندخل في حرب مع السلطة من أجل تحفظات
معينة، حاربنا دفاعاً عن النفس فقط، أما الحال الذي عليه
السلطة من ظلم وفساد وانحلال للقيم وعمالة للخارج، فليس
محلّ رضا عندنا وعند معظم اليمنيين) مؤكداً عدم وجود ديمقراطية
حقيقية في اليمن، بل الموجود أزمة سياسية تتمثل في ممارسة
السلطة التضييق والخنق للمناخ السياسي ولذلك تمارس الاختطاف
والاعتقال بحق الناشطين السياسيين وتحاكم الصحافة وتخوّن
الأحزاب، التي يستحيل عليها تحقيق إصلاح في البلد نظراً
لوجود هامش صغير لا يمكن من خلالها إصلاح الخلل.
وقال الحوثي أن مشروع جماعته سلمي، يعتمد ثقافة القرآن
وتعاليمه، وأضاف: (القرآن الكريم ليس مشروعا لحزب ولا
فكرة لفئة ولا رؤية لجماعة، وإنما هو هدى الله للعالمين
ولهذا يستحيل تأطيره في مشروع حزبي). وأضاف: (لكننا وإن
لم نؤسس حزباً سياسياً ننشط ثقافياً بطريقة سلمية بعيدا
من الإكراه، وبعيدا من التكفير والتفسيق، وإذا اعتدى علينا
أحد بالسلاح واجهناه بالسلاح، لأن هذا جزء من ثقافة القرآن
الكريم الذي قال الله فيه: "فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ
فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ"
والذي قال الله فيه: "وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ
فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ
عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي
الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ
أَلِيمٌ" صدق الله العظيم. نحن لا نعتدي ولا نبدأ الحرب
لكننا لن نسمح لأحد بالعدوان علينا ومن يبتدئنا بالحرب
والعدوان واجهنا عدوانه متوكلين على الله ومستعينين بالله
والله خير الناصرين وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا).
وأخيراً سألت النهار عن مطالب الحوثيين التي يمكن أن
تتضمنها صفقة صلح وسلام مع النظام فقال: (مطالبنا واضحة
ولم نحارب لتحقيقها وهي تتعلق بحرية الفكر والتعبير والكرامة
الإنسانية ومعالجة آثار الحرب وملفاتها من معتقلين ومفقودين
وإعمار، مع إيقاف
كل أساليب الاستهداف، التي تمارسها السلطة بحقنا وتحقيق
العدالة والمواطنة المتساوية بعيدا من التمييز العنصري
والمذهبي والاجتماعي).
|