نحن على الحقّ..
لا بدّ وأن ننتصر!
(قال الله تعالى: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم"..
ونحن نصرنا الله، ما في ذلك من شك، نحن أهل التوحيد، نحن
حماة الحرمين.. لذا لا شكّ عند أي موحّد أننا منتصرون،
وأن عدونا الكافر هالك لا محالة. هذا وعد الله، أن ينصر
أهل الحق. ولكن الروافض والعلمانيين والنصارى وغيرهم يشككون
في جيش التوحيد، في إيمانه وعقيدته، وفي قدرته التي ضاعفها
الإيمان بالله وبملائكته ورسله واليوم الآخر. أنصح إخواني،
أن لا يلقوا بالاً الى إعلام المرجفين، والحاقدين، وأن
لا ينتابهم أيّ يأس من حقيقة أن وعد الله لنا بالنصر قادم.
كما أنصحهم بأن لا يستمعوا لإعلام الحوثيين عبدة المجوس،
الذي هو كله أكاذيب وأباطيل يستخدم الوسائل العصرية لترويج
أكاذيب عن القتال في الجبهة. كلكم تعلمون أننا قتلنا الآلاف
من أولئك الروافض المجوس، واعتقلت قواتنا ـ ولله الحمد
والمنّة ـ المئات إن لم يكن الآلاف منهم.. هؤلاء الحوثيون
عملاء المجوس في قم يلفظون أنفاسهم الأخيرة، وقد طهّرنا
أرض التوحيد من دنسهم).
هذا مقطع من إجابة للشيخ الوهابي محمد المزوي الزهراني
في ندوة حول الحوثيين على سؤال: هناك من يشكك في انتصار
جيش المملكة، وما هو الموقف الشرعي من المشككين؟!
لا يحتاج ما يجري على جبهات القتال الى جهد كبير لمعرفة
اتجاه سير المعارك، ومن المتفوّق فيها. ولا يحتاج الى
جهد لإدراك حقيقة أن الجيش السعودي قدّم أداءً بائساً
في الحرب ولايزال، الى حدّ اضطراره الى استخدام القوات
اليمنية، ضنّاً على جنود التوحيد من القتل!
بيد أن المشكلة الأساس تكمن في المتلقّي الوهابي لنتائج
المعارك، فالأدلجة العقدية الطائفية، لا تسمح للعقل الوهابي
أن يصدّق أنه مهزوم، فيتصوّر أن هزيمة الجيش السعودي،
تعني صحّة عقيدة المنتصر، وبطلان عقيدة الوهابي. أي أن
ما يجري هو مجرد حرب (عقائد) وليس حرب سلاح وجيوش، وأن
العقائد الأصفى هي التي تنتصر، ولا يوجد بالنسبة للوهابية
عقيدة أصفى وأنقى وأصحّ من عقيدته. لهذا، فهو يشكك فيما
يراه، ولا يستطيع أن يحكّم عقله، ويرى أن كل ما ينشره
الآخر المختلف وليس بالضرورة العدو، باطل وكذب ودعاية؛
وبعكس ذلك ما ينشره الإعلام السعودي واليمني، فهو صحيح
أياً كان ما يقال ويزعم، مثل أن عبدالملك الحوثي قتل!
فهذا الرجل الأخير ظهر على القنوات وعلى المواقع بصوته
يعلن كذب النظامين اليمني والسعودي اللذين قتلاه (سبع
مرّات) خلال السنة الماضية فقط.. ومع هذا لازال الوهابي
الأصلي! يعتقد أن الرجل شبع موتاً، فكيف به ينتصر!
والتحليل العقدي للمعارك لا يقف عند هذا الحدّ، فالوهابي،
وهذا يشمل معظم النجديين الذين يحكمون السعودية، اعتاد
ان يرى اليمني بحالة دونيّة: فهو بالنسبة اليهم، فقير،
وتافه، وضعيف، ومتخلّف عقلياً وذهنياً وتعليمياً ومعاشياً
وغير ذلك. مثل هذا اليمني بظنّهم لا يمكن أن يحقق نصراً
يكسر استعلاء الوهابي النجدي وانتفاخه الكاذب، خاصة وأن
الجيش السعودي مسلح من رأسه حتى أخمص قدميه بأسلحة الأميركان،
وهو شجاع لا يخاف الموت ويقبل على الشهادة!! إن هذا لا
يمكن أن يتقبله عقل الوهابي النجدي، بل يرفض حقيقة أن
ينتصر في الحرب أحدٌ سواه!
وتمثّل الفرقة الناجية (الوهابية هنا) طافح في الأدبيات
الدينية: فجيش آل سعود هو جيش الإسلام، المدعوم من السماء،
فكيف لا ينتصر على حفنة ضالة كافرة مدعومة من المشركين
الكفرة في قم وطهران؟! لا بدّ أن جثث جنود الباطل كثيرة،
لأن ملائكة السماء وبركاتها تحارب مع جيش التوحيد الوهابي،
ولا بدّ أن الله يحافظ على الجنود السعوديين الى أقصى
حد! لذا من السهولة بمكان أن تنطلي على الجمهور أكاذيب
مشايخ الوهابية الذين استدعوا الى الجبهة لتحريض المؤمنين
الوهابيين على القتال ضد المشركين الحوثيين العملاء! لا
بدّ ـ كما قال أولئك الكاذبون ـ أن تكون روائح جثث الحوثيين
الفاسدة تصل الى عشرات الكيلومترات يشمها الجيش السعودي
نفسه؛ ولا بد ـ وهنا يقسم الشيخ العريفي ـ أن تفوح روائح
الجنود الشهداء بعطور لم يشمّها أحد أروع منها من قبل،
فتغطي الأصقاع ويتناقل أخبارها الركبان!
معظم السعوديين من غير الوهابيين النجديين يتساءلون
عن مصير الحرب، ولماذا لم تحسم، ولماذا احتل الحوثيون
مواقع سعودية جديدة، وهل خسرنا الحرب، وهل أخطأنا في دخول
الحرب أو جرّنا اليها علي صالح؟ أما الوهابي النجدي اللصيق
بالنظام وبمشايخ الوهابية فلا يسأل هذه الأسئلة، ولديه
من القدرة على تضليل الذات ما يجعله مبدعاً حقاً في تخيّل
المعركة وظروفها وافتعال التبريرات لتأخّر النصر السعودي،
أو هو حتى لم يتأخّر، فقد اندحر الحوثيون وقتلوا ولم يتبق
إلا الفلول البائسة!
النصر والإسلام والشهادة والوطنية والشجاعة والوعد
والنصر الإلهيين (اللذان سخر الوهابيون من حسن نصر الله
حين استخدمهما بحقّ بعد انتهاء الحرب مع الصهاينة في حرب
2006) يعاد استخدامهما بالباطل على جبهات الحرب ضد الحوثيين
الزيود (مع إصرار على أنهم ليسوا زيود ولكن إثني عشرية،
لأن الوهابية تعتقد بأن تصنيفهم في هذه الخانة تجيز لها
قتلهم باعتبارهم كفرة خارجين على ملّة الإسلام)!
الإستعلاء المهزوم تمثّل أخيراً في إلقاء الطائرات
السعودية منشورات (ضمن الحرب النفسية) على قرى صعدة بعضها
حمل شعار العلم السعودي، مع الشهادتين! أي أن آل سعود
وجيشهم على حقّ والآخر على باطل وهو كافر! مع إضافة هذه
الجملة: (أخي ابن اليمن: إن قيادة وشعب المملكة لا تريد
بكم الأذى، وغايتها أن تعيشوا بسلام، ولسنا أعداءكم)!
مثل هذا بالضبط مع تغيير في الجهة هو ما ألقت به اسرائيل
من منشورات على القرى والمدن اللبنانية بما فيها بيروت!
وفي منشور استعلائي آخر، جاء التالي: (إن ما تقومون
به من حرب لا يرضي الله خالقكم ولا رسوله الكريم)! فالوهابية
المكفراتية تصدر هنا فتاوى، وتحسب أن جمهور الزيدية الذين
تصب الطائرات السعودية حمماً على رؤوسهم هم جمهورها المستمع!
|