الجنرال الخائب:
الأمير خالد بن شوارسكوف!
قال الحوثيون أنهم سينسحبون من المرتفعات السعودية
الـ 48، كي لا تبقى حجّة لها في قتل المدنيين بالطيران
بعد أن فشل جيشها على الأرض، وراح ينتقم من المدنيين!
يومها قال خالد بن سلطان أنه يدرس العرض الحوثي!
وانسحب الحوثيون، فأعلن الجنرال الخائب في السياسة
والإعلام كما في العسكر، أن السعودية أخرجت الحوثيين بالقوة،
وأنهم لم ينسحبوا من تلقاء أنفسهم! ومع هذا واصل قصفه
للمدنيين!
وما أن هدأت المدافع على الجبهة الثانية مع الجيش اليمني،
وفاوضت حكومة صنعاء الحوثيين نيابة عن السعوديين لاستعادة
(مفقوديهم) من الجنود، تغيّر الإسم وصاروا (أسرى حرب)!
وفجأة خرج علينا الجنرال الخائب ليهدد بعد أن تم وقف إطلاق
النار، بأنه ينذر الحوثيين ويمهلهم ثمان وأربعين ساعة،
لتسليم الأسرى (وإلاّ...!). كان توقيت الجنرال الغبي محسوباً،
فهو يعلم بأن الحوثيين قاب قوسين أو أدنى من تسليم الأسرى
الى السلطات اليمنية. والأمير الغبي يعلم أيضاً أنه لا
يستطيع أن يهدّد بشيء، وقد فعل ما في وسعه لشهور ولم يستطع
أن يحرّر تبّة واحدة! كل رجولته تمخض عنها قصف مدفعي بعيد
وقصف بالطائرات لمنازل المدنيين.
لكن الأمير الغبي والفاشل في كل شيء (إلا في السرقة)
أراد أن يوحي وبشكل صلف بأنه صانع للمعركة! ولنتائجها!
وأنه حقّق البطولات، والنصر المبين كما سمّاه، مع ان الجميع
يدرك بأن انسحاب الحوثيين جاء في الوقت المناسب للحفاظ
على ماء وجهه ووجه حاكم صنعاء. أشهرٌ طويلة يقاتل فيها
جيشان ـ تعدادهما مليون جندي ـ الحوثيين ومع هذا فشلا
في تحقيق النصر المرتجى!
الصلافة والاستعلاء والرعونة وادعاء البطولة ليست غريبة
في سلوك الأمراء، فمزاعم النصر تتطاير اليوم وتملأ الفضاء،
ولكن لم يصدقها مواطنوهم!
كان ينبغي على أمراء الأسرة المالكة أن يدسّوا رؤوسهم
في الرمال نتيجة أدائهم الهزيل في المعارك؛ وكان ينبغي
عليهم أن يطأطئوا رؤوسهم الى الأرض عاراً، كونهم قبلوا
قصف المدنيين اليمنيين بشكل شامل، وهو أمرٌ لم يستطع أن
يقوم به علي صالح، فصار جهد السعوديين طيلة الحرب هو قتل
المدنيين! وامتهان وتعذيب العمال اليمنيين ممن اخترقوا
الحدود بحثاً عن عمل في بلاد التوحيد!
هذا الجنرال الخائب لم يكن يوماً يفقه في حرب، ولعلنا
نتذكر رعونة مشابهة له أيام حرب 1991 على العراق، وكيف
كان يمشي مختالاً مع القائد الأميركي شوارسكوف، وكان الأمير
الغبي مجرد تابع له، ثم رأى أن يفتعل له دوراً أكبر، وقال
بأن العالم لم ينصف جهده العظيم في تحرير الكويت، وأنه
كان قائداً لا يقلّ أهمية عن الأميركي، ولذا ألف كتاباً
عن نفسه، كتبه له مؤلف غربي وقبض نحو 8 ملايين دولار فقط.
(مقاتل من الصحراء) كان عنوان كتابه، ربما تيمّناً
بالقائد الألماني رومل الذي أنهك الحلفاء وسمي بـ (ثعلب
الصحراء)!
مقاتل من الصحراء.. لا .. لا.. الصحراء تعني الطهارة
والصفاء والخشونة والأمد اللامتناهي وأخلاق البادية.
ليس لخالد بن شوارسكوف أي من قيم وصفات الصحراء.
فهو أساساً لم يعش في الصحراء وإنما نبت في القصور،
وعاش فيها، وتربى على عادات الاستعلاء والغطرسة في مملكة
لم ينته منها الرق بأشكاله المتعددة حتى اليوم!
الصحراء تعني الخشونة والقسوة، ومثل هذا الأمير المكرّش،
الذي منح لقب الجنرال مجاناً بلا تجربة أو علم، لا عهد
له بالخشونة، فهو ليس رجل حرب، ولا رجل إعلام (رغم أنه
يمتلك صحيفة الحياة!، وظيفته فيها أن يصرف عليها!) ولا
هو رجل سياسة، ولكم ان تتأكدوا من صحة ذلك من خلال مقابلاته
وتصريحاته.
هذا أمير أصابه البهم منذ نعومة أظفاره! وهذا أميرٌ
مترف لا يعرف معنى الحرب ولا مصائبها التي تقع على الجنود
العاديين.
لو كان هذا الأمير في أي جيش آخر، لما قبل بأن يكون
تابعاً له، فضلاً عن أن يمنحه لقباً أو رتبة!
مهما يكن.. الولد سرّ أبيه! فأبوه هو أبو الكلام! كما
وصفه فيصل ذات مرّة، لأنه لا يتوقف عن الكلام!
من أبوه وزير دفاع لمدة تصل الى نصف قرن، لم يحصل حتى
على شهادة السادسة إبتدائي، هل ينتظر أن يكون جيشه غير
(جيش الكبسة)، وقادته غير (قادة المندي)؟!
أعجيب إذن أن السعودية لا تستطيع أن تدافع عن نفسها
وبحاجة الى حماية أميركية؟!
هل عجيب إذن أن تدفع العائلة ثمن حماية أميركا والغرب
لها وإبقاءها في الحكم؟!
صفقات السلاح والتنازلات السياسية وغيرها ما هي إلا
مجرد دفعة على الحساب. قل رشوة للغرب تبقيه حامياً لعرش
آل سعود!
هنيئاً لكم بوزير دفاع خمس نجوم، وبإبنه الجنرال الخائب،
وبانتصاره المبين!
|