حوار سلفي حول المناورات السعودية الأميركية
كثيرة هي النقاشات الطريفة التي تجري بين الوهابيين
في المنتديات. واحدة من آخر طرائف الحوار جرت بعد اعلان
السعودية واميركا عن مناورات جوية مشتركة قريباً، إضافة
الى تجربة إطلاق صاروخ أميركي من طراز (ترايدنت) قادر
على حمل رأس نووية انطلاقاً من غواصة أميركية في المياه
السعودية، وذلك خلال تدريبات مشتركة جرت أواخر مارس الماضي.
كان يفترض في الوهابيين المتحاورين أن يسألوا عن العلاقة
الحميمة بين أميركا والسعودية؛ وعن الرسالة أو الرسائل
التي تحملها المناورات المشتركة بين البلدين، ولماذا هي
موجهة لإيران وليس لإسرائيل؟ ولماذا السعودية بحاجة دائمة
الى الحماية الأميركية، وما هو الثمن الذي تدفعه السعودية
من مالها وسياساتها مقابل تلك الحماية. لكن مقاربات الوهابيين
للموضوع ـ وكالعادة ـ تأخذ في الغالب منحيين: الأول، أن
إيران بحاجة الى ردع بسلاح أميركي فهي العدو الحقيقي للسعودية!
والثاني، أن المملكة التي لا تصنع إبرة، وينظر أتباعها
اليها كقوّة مدمّرة، لا تخدم أميركا بل أن أميركا هي التي
تخدم السعودية مرغمة!
تساءل أحدهم في منتدى سلفي، تعليقاً على الصاروخ والمناورات
المتكاثرة في السنين الأخيرة:
ـ أليست إيران عميلة لأميركا، فلماذا إذن تساعدنا أميركا؟!
سؤال بريء جداً! لكنه أغاظ أحدهم، فردّ عليه: يا أخي،
إيران تزعم أنها ضدّ أميركا وإسرائيل، ولكن عداءها لأهل
التوحيد ظاهر. وأميركا لم تساعدنا لسواد عيوننا، ولكنها
تريد المال فحسب، ونحن نعطيها ونأخذ ما يفيدنا.
ـ السؤال اللي يدور في بالي أين أمن إسرائيل، وأين
اللوبي الصهيوني، لماذا لم يعترض؟
وعلق آخر: في الأخير، هي خطوة جيدة بالنسبة للمملكة،
ولا بدّ من شكر ايران وتهديدها لكي تثق أمريكا بالمملكة
وتعطيها صواريخ هي من المحرمات منذ أيام صواريخ رياح الشرق
الصينية.
وعلّق ثالث: سنشتري غواصات مثلما اشترينا الصواريخ..
كي يعلم من يحلم بالسيطرة على الخليج أنه واهم.
ورابع: المملكة هي الحامي للعرين العربي في وجهة الطامع
أبو عمامة سوداء.. نعم المملكة درع العرب، وهي قوة العرب
وحاميتهم. اللهم احفظها من كيد الطامعين، ووفق ولاة أمرها
الى ما فيه صلاح بلاد المسلمين. اللهم بارك بأبو متعب،
ووفقه، وخذ بناصيته، وانصره على أعداء الأمة العربية والاسلامية،
من المجوس الخنازير.
وخامس: نعم المملكة تعمل والصفقات القادمة من الأسلحة
مهولة وغير تقليدية أبداً ولا تمتلكها حتى إسرائيل!
ـ ولكن، لم يجبني أحد، لماذا لم تعترض اسرائيل. اخواني
هل تعلمون ان هذه الصفقة تقلب موازين المنطقة، وهل تعلمون
ان اسرائيل الى الآن لا تمتلكها؟ وما هي الضمانات التي
قدمتها السعودية لأجل أمن إسرائيل، إن كانت هذه الصفقة
حقيقية؟ وأيضا المملكة تفاوض على ثماني غواصات فرنسية،
وهل هذه مرتبطة بصفقة الاس 400 الروسية؟ ان اجتمعت الصفقتان
فيالطيف الطف! هذا تحوّل كبير في موازين المنطقة، وانا
هنا لا أقارن ما لدى المملكة بإيران إنما بإسرائيل!
عاد الأول فقال: لا يهمّنا ما تقوله إسرائيل، المهم
أن نتقي الخطر المجوسي الفارسي، وبأيّ وسيلة.
ـ أنا أرى أن المملكة لم تعقد صفقات نووية، والسلاح
النووي يستحيل ان يسلّم اليها، وكل ما جرى تحذير لإيران
من أميركا حتى تطمئن السعودية، مثلما تمّ تحذيرها قبل
ثلاثين سنة وأكثر باستعراض طائرات اف 15 في عهد كارتر
الذي قال يومها: الأمن السعودي جزء من الأمن القومي الأميركي.
ـ إخسأ؛ المملكة ليست بحاجة الى طمأنة أميركا فالله
معها؛ كل المسألة اتفاق مصالح سياسية.
ـ يعني الآن أميركا واسرائيل عدو لإيران أم لا؟ إن
كانوا أصدقاء ويتآمرون مع بعض، فلماذا يعطوننا السلاح
لمواجهتها هي، وليس اسرائيل؟
ـ شكلك من جماعة نجادي، ان شاء الله تقوم اميركا واسرائيل
بمهاجمة ايران. فخار يكسر بعضه.
ـ وأين موقع المملكة من الحرب؟ ألن تضرب ايران بلدنا
حينها؟
ـ ايران تمارس التقية في علاقاتها مع اسرائيل. لم يصل
منها الا التهديد الكلامي.
ـ صحيح. هذا ما أردت قوله، ولكن لماذا لا نصرّح مثل
الإيرانيين، فنهدد أمريكا واسرائيل. وفي الوقت نفسه نقيم
علاقات استراتيجية مع امريكا من تحت الطاولة. لأنه يا
اخي احنا سمعتنا سيئة بسبب علاقتنا الظاهرية مع امريكا.
ـ قصدك.. نمارس التقية في السياسة مثل ايران؟! السياسة
كلها كذب وتقية.
ـ (ساخراً) كم صاروخ أطلقنا تجاه اسرائيل، وكم جندي
قتل منّا. لا تنه عن خلق وتأتي مثله..
ـ لا.. نحن نساعد الفلسطينيين بشكل حقيقي وصحيح. المشكلة
فيهم. انظر الى حماس صارت في خندق واحد مع المجوس.
ـ هم يدعمون حماس، ونحن ندعم عباس. قسمة ضيزى!
ـ الشيوخ أبخص. اسرائيل ما هددتنا، بل ايران المجوسية،
وأميركا أهل كتاب.
ـ أنت تمزح ولاّ جاد؟!
ـ كفاية.. نحن لا نستطيع محاربة حتى الحوثيين، فكيف
نحارب ايران واسرائيل. الجميع يصنع سلاحه، ونحن نشتري
ولا نعرف حتى كيف نستخدمه. لولا الله ثم أمريكا، لزالت
دولة التوحيد!
ـ عيب الذي تقوله يا أخي. احنا أحفاد الصحابة، مستعدون
للموت والشهادة.
ـ هيّن بس! أكثرنا ما يعرف دينه، ولا يهمه إلا فرجه
وبطنه. شف جماعتنا ايش يسوون في الخارج. واقرأ ما يكتبه
الملاحدة عندنا في صحفنا. اللهم أعزّ الإسلام.
ـ ودّي صاروخ نووي يزيل قم من الوجود. وصاروخ ثاني
يزيل تل أبيب أيضاً.
ـ هههه، حط ايدك على راسك، فأول صاروخ يمكن يكون عندك.
انت الوحيد اللي ما عنده شيء.
ـ الله معنا، ونعمه كثيرة. نشتري السلاح ونقاتل.
ـ وليه ما تعرف تصنعه؟ وفلوسك تضيع هباء كما هي العادة.
ـ حيّرتونا، اللهم اشغل المجوس باليهود، واخرج المسلمين
من بينهم سالمين. فكّونا الله يرحم والديكم من السياسة
والسلاح. يكفي مشاكلنا اللي عندنا، وسببها الابتعاد عن
كتاب الله ومخالفة العلماء.
ـ لا وأنت الصادق، ليس كل العلماء علماء. في فمي ماء..
|