يا مسعودون: الخير قادم.. يصلكم في الآخرة!
محبوبون هم ملوك السعودية وامراؤها! يوزعون النقد على
كل الدنيا. يشترون ولاءات هنا، ويدفعون ثمن حماية هناك.
صفقة هنا بعشرة مليارات دولار، وهناك بثلاثين مليار يورو.
وشرهة هنا بخمسة كيلومترات مربعة من الأراضي؛ وهناك أخرى
بخمسين مليون ريال؛ وثالثة تبرئة لص لم يسرق كثيراً من
خزينة الدولة (فقط 2.5 مليار ريال)!
الملك الخيخة قال: الفلوس واجد (كثيرة) ولله الحمد!
ولكن اللصوصية كثيرة، وسوء الإدارة والفساد لم يبقيا شيئاً
للمواطنين. لا مدرسة مثل مدارس العالم، ولا مستشفى غير
محلات الجزارة، ولا شوارع جديدة بدون حفر ومنوّرة! لا
مساكن لملايين البشر، ولا وظائف لملايين العاطلين. المملكة
مثلما قيل في الخليج كعين عذاري، تسقي البعيد وتنسى القريب.
في كل مرّة يستشيط المواطنون غضباً من الهبات الحكومية
رغم أنها قلّت في العقدين الماضيين إلا على (بعض الربع
والأصحاب، خاصة الأميركان والإنجليز!).
الشهر الماضي كانت هناك هبة بمليار ريال من خادم الحرمين
للبحرين! والبحرين دولة خليجية تعيش على الإعانات في كثير
من الأحيان، وفي مقدمها الإعانات الإماراتية والكويتية
والسعودية. ولكن دخل الفرد في هذه الدولة الخليجية ـ البحرين،
أعلى منه في السعودية! تصوروا! ومستوى رفاه شعب البحرين
أكبر من السعودية، وكذلك مستوى الحريات العامة وغيرها.
السعودية فقر وقهر واستبداد باسم الله والدين وآل سعود!
والمصلحة العامة!!
الجديد في التبرعات هذا الشهر، هو أن خادم الحرمين
قدم (هبة ملكية قدرها 200 مليون دولار للمساهمة في بناء
خط قطار سريع بالمغرب، يربط بين طنجة والدار البيضاء بمسافة
350 كلم)، حسب بيان صادر من الديوان الملكي المغربي، تضمن
شكر الملك محمد السادس لشقيقه خادم الحرمين عبر الهاتف
على مساهمته الكريمة!
لا جديد: ملوك يدعمون نظراءهم. مثلما يدعم ملك السعودية
ابن الإنجليزية في الإردن!
وكالعادة فإن المواطنين السعوديين (الشبعانين جداً؛
والمترفين جداً، كما يعتقد كثيرون خارج المملكة) علّقوا
على الأمر بالنحو التالي:
معلق اسمه عبدالله كتب: (تبرع للي أنت تبي. أصلاً حنّا
عيال كلب وما نستاهل)!
آخر سمّى نفسه عين العقل علق ساخراً: (يستاهلون: خضرة
ووجه حسن! أما حنّا: فغبار ووجوه ممشقة/ ممزقة! تصدقون
أن راتبي 3400 ريال ومستأجر بـ 2100 ريال، وهناك مصاريف
بيت وكهرب وموية، وبزارين يبون مصاريف أكل وشرب وفسحة،
ومصاريف مدارس، وبنزين، وحرمة لها مصاريف. لا وأبشركم
باقي معي من الراتب 310 ريال موفرها)!
المارد، باسمه المستعار كما غيره، قال: (نبي مثلها
يا طويل العمر لفقراء الشميسي، العود، الفيصلية، المناطق
الشمالية.. إلخ).
آخر امتدح الملك ساخراً، فقال: (ألف شكر ..نؤثر على
أنفسنا ولو كان بنا خصاصة! والله لو خضت بنا البحر لخضناه
معك ! يا حبنا للتبرعات طال عمرك)!
التفت معلق الى غضب زملائه فقال: (شفيكم معصبين؟! الخير
كثير وزايد عن حاجة الشعب السعودي المترف! نرسل شوية بس
لأخوانا اللي برّا بلبنان والمغرب والبحرين. أقول طال
عمرك: ممكن تعطيني 100 ألف ريال فقط، وسأرجعها لك أقساط!
أبي أسدّد دين أمّي. لا هنت! ما عندي الا المكافأة: 800
ريال بالشهر.. كثييييييييره مرة! يارب لك الحمد أدمها
نعمة. هالـ 200 مليون كان بتسوي أشياء كثيرة هنا. بتنتهي
سالفة بيوت إيجار ومتهالكة. الناس اللي ما معاهم وسيلة
نقل، بيشترون ولو سيكل الشباب! اللي مو قادر يتزوج بيتزوج.
بس شنو نقول؟ انتظروا الدفعة الثانية)!
عاشر علّق بالتالي!: (الأقربون أولى بالمعروف، ولكن
يجي يوم تسأل عنها يا خادم الحرمين، ولكن عند ملك الملوك)!
وأراد معلّق خفيف الدم أن يضحك القراء، أو يغضبهم،
فقال: (معقول 200 مليون دولار بس؟.. عادي لو قلت لي كان
خليتها 2 مليار يورو. المغرب يستأهلون. لكن ما أدري وش
أخبار أهل الصفيح في حائل، عساهم بعد عايشين ويشوفون الهبة
الملكية يا سيد عبدالله)؟
مدافع عن فقراء الشعب كتب: (يعني 200 مليون دولار لو
ضربناها في 3.75 ريال، يصير المبلغ بالسعودي 750 مليون
ريال. وصندوق الفقر دعمته الدولة بمية مليون ريال فقط
لاغير. لاحظوا المفارقة واضحكوا على حالنا. يعني عسى فقراء
السعودية عمرهم ما اغتنوا.. أهم شيء: لبنان والمغرب وبقية
الدول يكونون راضين!. والسعودية من مات الملك خالد ـ جعله
في الجنة ـ والسعودية تحولت الى نخلة عوجا تبط في غير
حوضها).
(نبني القطارات للدول الصديقة وطرقنا بدون قطارات شي
مخجل. أتمنى على الأقل عدم الاعلان عن هذه الهبات احتراما
لمشاعر المواطنين. إن كان فيه احترام أصلاً). هذا تعليق
رد عليه أحدهم سمّى نفسه (واضح) فقال: (الله اكبر متكاثرينها
على الناس. ربي ارزقني، وارزق مني. لا تخافون زحمة الرياض،
تبي تحل بجرة قلم! الخير جاي! أنتم بس اصبروا، واللي ما
يجيكم في الدنيا، يجي في الآخرة).
|