الأمير بندر.. يتعالج ويتآمر!
غاب عن النظر، ولكن الأسئلة تلاحقه، فهناك من يسأل
عن مصيره، وهناك من يسأل عن دوره الحالي، وهناك من يسأل
عن مكان إقامته، فقد بقي إستثنائياً حتى بعد اختفائه الأخير.
ولأنه يقتفي المثل القائل (يريد الإمارة ولو على حمارة)،
فقد زهد في الأدوار العادية، لأن حياته كانت سلسلة من
الحوادث الإستثنائية بدءً من نشأته، وصولاً الى غيابه.
المتضررون حاكوا حوله قصصاً وأساطير قد لا تناسبه، ولكنها
تنسجم مع نزعته الأمروية أو المؤامراتية، فقد تخلى عن
الأضواء مرغماً، بعد أن دخل في مراهنات مصيرية، فهو لا
يقبل الأدوار الصغيرة ولا المتوسّطة، ولذلك اختار واشنطن
سفيراً فيها بعيداً عن الألعاب الصغيرة داخل العائلة المالكة.
ينظر الى نفسه باعتباره متميّزاً في كفاءته، وجبروتاً
في بطشه وانتقامه من خصومه داخل العائلة المالكة أو خارجها.
خاض معارك كثيرة، ورسم خططها، ودخل على خط القاعدة
مختطفاً إرث ابن عمه الأمير تركي الفيصل في إدارة ملف
(القاعدة)، فأدخل مجموعات في حرب العراق، وأخرى في لبنان
وسوريا، ودفع بآخرين لنقل العمليات الى جمهوريات آسيا
الوسطى والى أوروبا وهدّد رئيس الوزراء البريطاني السابق
توني بلير بإعادة سيرة القاعدة في 7 يوليو 2005.
مصدر يقول بأن الرجل لم يعد يملك القدرة الصحية ولا
الصلاحية الرسمية التي تؤهّله للعب أدوار مميزة، فقد خضع
بحسب عبد العزيز القعيشيش مدير المكتب التجاري للأمير
خالد نجل الأمير بندر بن سلطان في 29 مايو الماضي بأن
الأمير بندر متواجد في فرنسا للعلاج. جاء ذلك للرد على
تقارير عراقية نشرت قبل شهرين تحدّثت عن تعيين الأمير
بندر بن سلطان زعيم جديد لتنظيم القاعدة في الرياض بعد
مقتل قائديها أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري.
بعد أقل من شهر على تصريح العيشيش، نشرت صحيفة (لو
فيغارو) الفرنسية في 20 يونيو الماضي خبراً يؤكّد صحة
خبر تلقي الأمير بندر العلاج بفرنسا وأن أمريكا رفضت طلبه
للدخول إلى أراضيها، لتلقي العلاج من آلام بالظهر. وقال
الصحيفة بأن الامير وصل الى فرنسا لتلقي العلاج في احد
المستشفيات، ثم سافر الى المغرب. وذكرت ان الامير كان
قد تقدم بطلب للسلطات الامريكية للسفر الى الولايات المتحدة
لاستكمال علاجه هناك الا ان السلطات رفضت طلبه.
|