الشيخ عادل الكلباني يثير زوبعة جديدة
إباحة الغناء والرد بنكهة عنصرية
لا يخفي الكلباني تحفّظاته على المجتمع السلفي ونزوع
العنصرية الضارية في أفراده،
وغالباً ما يشير اليها حين السؤال عن عنصرية شيوخ الوهابية
سعد الشريف
الآن نحصد ما زرعناه من المنهج السابق الذي تربينا
عليه بأن كل من خالفنا فهو على خطأ، ونجيّش الناس عليه..
كنتُ قبل سنة الإمام المجدّد للبعض، والآن لا أصلح للفتوى،
وتصلني رسائل مسيئة من أشخاص.. نزعم أننا سلفيون، ونتّبع
النبي صلى الله عليه وسلم، ولكننا نخالفه في أخلاقه وسيرته..
نحن نتّبعه فقط بالأشكال.. إن السلفيين لم يعالجوا أمراض
القلوب، فهم ينظرون إلى الثوب واللحية وطول السروال بغض
النظر عما في قلّبك.
الشيخ عادل الكلباني
(واتّبع ما يوحي إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير
الحاكمين)، آية قرآنية تحمل دلالة خاصة حين توضع في موقع
الشيخ عادل بن سالم الكلباني، إمام الحرم المكي سابقاً،
والذي تنكّب من مرحلة الصحوة في عملية تموضع واسعة خاضها
مع مجايليه قبل الركون الى مأوى وسطي جنباً إلى جنب عدد
من رموز مدرسة سلفية محدّثة ينتمي إليها رئيس فرع هيئة
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة المكرمة الشيخ
أحمد الغامدي، والشيخ عبد المحسن العبيكان المستشار في
الديوان الملكي وغيرهما.
الشيخ الكلباني، ولد في الرياض سنة 1378هـ/1958، بدأ
مشواره الدعوي في مرحلة متأخرة بعد أن ترك العمل في مطار
الرياض سنة 1982، حيث أصبح مؤذناً بعد زواجه، والتحق بحلقات
الدرس الديني في مساجد الرياض، حيث بدأ بحفظ القرآن وتجويده
بروايات مختلفة، كما قرأ على الشيخ حسن الغانم كتاب كشف
الشبهات والأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وبعضاً
من صحيح البخاري وسنن الترمذي، وقرأ على الشيخ عبد الله
بن جبرين آخر التدمرية والوصيتين الصغرى والكبرى للشيخ
ابن تيمية وكتاب التوحيد من صحيح البخاري والإيمان من
صحيح مسلم، وقرأ على الشيخ مصطفى مسلم تفسير البيضاوي.
أصبح الكلباني إماماً وخطيباً أواخر سنة 1982 في جامع
صلاح الدين بحي صلاح الدين بالرياض، ثم تنقّل بين جوامع
أخرى في الرياض إلى أن تم بأمر ملكي تكليفه في العام 2008
بإمامة المصلين في صلاة التراويح في المسجد الحرام، ولكّنه
حين عاد الى جامع الملك خالد في الرياض فوجىء بقرار عزله
من قبل القائمين على المسجد (غضباً منهم لأني ذهب الى
الحرم) حسب قوله.
وخلال هذه الفترة تنقّل في البلدان شرقاً وغرباً من
بريطانيا الى سريلانكا وبينهما الى مصر والكويت والإمارات،
في وقت كان يبحث فيه عن مسجد لإمامة الصلاة فيه، الى أن
كلّفه الشيخ عبد المحسن المحيسن في حي أشبيلية بالرياض
إمامة مسجد كان في طور البناء حيث بدأ وظيفته إماماً وخطيباً
في المسجد منذ العام 2009.
ما لايذكره الشيخ الكلباني في سيرته، دوره في النشاط
الصحوي إبان حرب الخليج الثانية، حيث كان يلقي الخطب الملتهبة
ضد الحكومة السعودية. وكان الكلباني من بين مشايخ الصحوة
البارزين الذين خضعوا للتحقيق من قبل المباحث خلال حرب
الخليج الثانية بين عامي 1990/91 بمن فيهم الشيخ سفر الحوالي،
والشيخ عايض القرني، والشيخ سلمان العودة. وقد منع الكلباني
مع آخرين من إلقاء الخطب والمحاضرات بقرار من وزارة الداخلية.
ويذكر أحد المصادر بأن الكلباني كان من بين اجتمع بهم
الأمير سلطان بن عبد العزيز، وزير الدفاع وولي العهد الحالي،
بالرياض حضره بعض أقطاب التيار الصحوي وهدّدهم الأمير
سلطان قائلاً:(لا أبقاني الله إن تركتكم..)، فقاطعه بعضهم
بالقول:(لا أبقاك الله وأهلكك) فخرج الأمير من الإجتماع
غاضباً ومتوعّداً.
يمكن القول بأن الشيخ الكلباني من المؤسسين لجيل الصحوة
في التسعينيات، وكان إسمه يرد دائماً في القائمة الماسية
التي تضم الحوالي والعودة والعمر والقرني، وكان مسجد الملك
خالد بأم الحمام الذي كان يأم الكلباني الصلاة فيه مركز
استقطاب رئيسي للشباب الذي كانوا ينخرطون في النشاط الصحوي.
ويقول مؤلف (مذكرات إرهابي سابق..تجربتي مع مطاوعة الرياض):(وكنت
أحضر بعض دروس الشيخ الكلباني الذي يتوشح بشتا بنياً أو
أصفر ويتميز بلغة عنيفة وببكاء أثناء قراءة الفاتحة أو
قراءة آيات أصحاب الكهف أو سورة (ق) التي يكثر من ترديدها
في الصلوات).
وكان الشيخ الكلباني من بين مشايخ آخرين مثل الشيخ
أحمد التويجري، من تبنّوا مواقف عنيفة ضد النساء اللاتي
طالبن بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، وألقى خطبة طالب
فيه الملك فهد (بقطع رؤوس هؤلاء النسوة لاجتثاث الفساد
استناداً الى أن النبي موسى قد قتل الغلام خشية من فتنته
حينما كبر!)، ثم استضاف الكلباني الشيخ عائض القرني وكرر
نفس مطالب الكلباني في محاضرة حاشدة، حسب صاحب المذكّرات.
يضيف الأخير أيضاً بأن الشيخ الكلباني كان من بين مشايخ
آخرين مثل الشيخ سعد البريك والشيخ سليمان الخراشي طالبوا
أنصارهم، ومن بينهم كاتب المذكّرات، بـ (توزيع مصورات
كتبوها بأسماء اللاتي شاركن في المظاهرة وأسماء وظائفهن
وأزواجهن وتوزيعها في المحلات وفي المدارس وعند الإشارات..).
تلك كانت مرحلة عاشها الشيخ الكلباني وآخرين من مجايليه
من مشايخ الصحوة، اتسّمت بالتشدّد والنزعات الإقتلاعية
ونبذ الحوار مع الآخر، ولا زال البعض منهم متمسّكاً بها
مثل الشيخ ناصر العمر والشيخ سعد البريك وغيرهما، فيما
قرر آخرون الإقلاع عنها، أو عن بعضها على الأقل بعد إعمال
النظر ومراجعة التجربة الماضية، التي أنجبت تنظيم القاعدة
وجيلاً من المقاتلين (الإنتحاريين)، الذين تشرّبوا أفكار
تلك المرحلة واستمعوا لخطب المشايخ الذي يقود بعضهم اليوم
خط إعتدال فكري وسياسي من أمثال الكلباني والقرني.
تميّز الشيخ الكلباني بصوت رخيم، حتى أطلق عليه أحد
الصحافيين (البلبل الأسمر)، ووافق الكلباني على الوصف
في حوار مع صحيفة (الحياة) في 27 يناير 2009، فيما نعته
آخرون بـ (أوباما الشيوخ) لمكانته بين الشيوخ السلفيين.
ما يتميّز به الكلباني أن حياته العملية في مطارات الرياض
جعلته أقرب الى عقول الناس وقلوبهم، وإتقانه لفن التعامل
معهم، ومن جهة أخرى أن احتكاكه بطبقات المجتمع بما فيها
طبقة علماء الدين في نجد نبّهته إلى أمراض المجتمع، وخصوصاً
مرضي العنصرية والقبلية. كان تنصيب باراك أوباما رئيساً
للولايات المتحدة يعني شيئاً كبيراً للشيخ الكلباني، فهو
يلامس مشكلة ما لديه في داخل بلده، بحكم بشرته وعنصره
اللذين يمثّلان معيارين يتم الإحتكام إليهما في بلد يفترض
أن لا يكون فيه للأصل والفصل واللون والعرق دخالة في العلاقات
الإجتماعية أو المكانة، وقد حسم الإسلام ذلك بأن الأقرب
الى الله سبحانه وتعالى هو الأٌتقى وليس من هو الأنقى
عرقاً. لا يخفي الكلباني تحفّظاته على المجتمع السلفي
في موضوع العرق، وغالباً ما يشير اليه حين السؤال عن مدى
وقوع المجتمع الذي ينتمي الكلباني إليه في مثل هذه المطبّات
التي تعكس نزوعات قبلية تكتسي أحياناً طابعاً دينياً،
يقول (فقد تجد سلفياً قحّاً يأنف من الجلوس بجانب بنغالي
مثلاً أو تقول له قال فلان فيقول ومن يكون فلان، والعصبية
للمنطقة موجودة وبكثرة فما المشكلة في أن يكون فلان عالم
من الوقواق مثلاً، بينما تجد بعضنا يردّ كلامه لمجرد أنه
من المنطقة تلك. وقد ناقشنا هذا الموضوع مع أحد علماء
بيت الشثري وسألنا: لماذا شعب المملكة على رغم توحيده
تحت لواء دولة واحدة منذ 70 سنة، إلا أن عدداً من أبنائه
حتى لا يتقبل بعضه، وهذا أمر نشاهده بين العلماء فما بالك
بالعامة). وحين سئل عن إمكانية أن يكون هو أحد ضحايا العنصرية
قال (بلا شك، نالني من ذلك الكثير، ولولا أنك تريد شيئاً
للنشر لأخبرتك!) يوضّح ذلك (هناك من لا ينظر إليك على
أنك قارئ ومتمكن... إلخ، ولكن ينظر إليك بعين أخرى، ويتمنى
لو أن ما أنعم الله به عليك حازه شخص آخر..هذا هو الواقع
وليس الكل). وذكر الأمير خالد بن طلال، وهو سلفي متشدّد،
ولكّنه حين يأتي الحديث عن العرق ذكّر الشيخ الكلباني
بأنه ليس أكثر من مجرد (خال) كما يصفونهم.
في المقابل، نال الكلباني حظوة بين علية القوم، ووثقت
علاقته بالأمراء الكبار في العائلة المالكة وخصوصاً النافذين
منهم، مثل الأمير سلمان بل صاحب من خاصمه المجتمع السلفي
التقليدي مثل وزير الإعلام السابق إياد مدني. وقد تجد
الكلباني يسهب في مديح بعض الأمراء، حتى يستبد به الشعور
أحياناً فيخالف ما جبل عليه المشايخ من عدم تقبيل كتف
الملك أو الأمراء الكبار، فيحدّث نفسه بفعل ذلك، بل وأكثر
من ذلك الى تقبيل يد الملك، ما يعتبر تصرّفاَ شاذاً لدى
العلماء والمشايخ. ينفرد الكلباني من بين أئمة الحرّام
السابقين أنه أول من دعا للملك عبد العزيز، وقد عاتبه
قريبون منه وبعيدون على ذلك وقالوا له بأنه (يتزّلف بذلك
للملك)، ولكنه يبرر ذلك على طريقة كبار السن، بأن عبد
العزيز جلب الأمن والأمان، وكأن الحرم المكي كان نهباً
بين الجماعات المتصارعة قبل ذلك.
في مقابلة مع قناة (بي بي سي) البريطانية، واجه الشيخ
عادل الكلباني في مايو 2009 مع الإعلامي حسن معوّض، حيث
أفتى الكلباني بكفر علماء الشيعة، ما تسبب في إحداث ردود
فعل غاضبة وواسعة محلياً وإقليمياً ودولياً، وانتهى المطاف
بالشيخ كلباني الى إقالته (أو بحسب التعبير الموارب أُستُقِيل).
الكلباني رفض أن يكون فتوى تكفير علماء الشيعة هي السبب
وراء إبعاده عن إمامة المسجد الحرام، ولكّنه لم يستبعد
أيضاً أن تكون الفتوى السبب الرئيسي. لم يتوقف رد الفعل
عند هذا الحد فقد رفض القائمون على جامع الملك خالد بأم
الحمام بالرياض إعادة تكليفه، لأنهم رفضوا من حيث المبدأ
ذهابه الى مكة، بل تم تعيين الشيخ خالد الجليل مكانه،
فيما تم تكليفه بإمامة الصلاة والخطبة في جامع الشيخ المحيسن.
التحوّل اللافت في مسيرة الشيخ الكلباني بدأت من موضوع
تحليله الغناء. فقد كتب بحثاً بعنوان (تشييد البناء في
إثبات حل الغناء) نشر في 19 يونيو الماضي، جاء فيه أن
(كل صغير أو كبير ، يميل إلى سماع الصوت الحسن ، والنغمة
المستلذة إنما هو نتيجة طبيعية لهذه الغريزة التي خلقها
الله وأداء لحقها..فالصوت الحسن مراد السمع، ومرتع النفس،
وربيع القلب، ومجال الهوى، ومسلاة الكئيب، وأنس الوحيد،
وزاد الراكب؛ لعظم موقع الصوت الحسن من القلب، وأخذه بمجامع
النفس). وعن الحكم بحليّة الغناء قال الكلباني بأن (القول
بإباحته ليس بدعاً من القول، ولا شذوذاً، بل وليس خروجاً
على الإجماع، إذ كيف يكون إجماع على تحريمه وكل هؤلاء
القوم من العلماء الأجلاء أباحوه؟ ومن أكبر دلائل إباحته
أنه مما كان يفعل إبان نزول القرآن، وتحت سمع وبصر الحبيب
صلى الله عليه وسلم، فأقرّه ، وأمر به، وسمعه، وحثّ عليه،
في الأعراس، وفي الأعياد). وذكرمن بين الأدلة أيضاً غياب
نص واحد في كتب الإسلام ومراجعه حول تحريم الغناء أو كراهته
أو حكم الغناء (وإنما يذكره الفقهاء تبعا للحديث في أحكام
النكاح وما يشرع فيه، وهكذا جاء الحديث عنه في أحكام العيدين
وما يشن فيهما..).
وأفرد الكلباني أدلة للرد على المحرّمين ومناقشتها
بما في ذلك الخلاف في أدلة التحريم. وبدأ مقالته بذكر
المجيزين للغناء بهدف بيان أن ما يقوله ليس رأياً شاذاً
أو منفرداً، بل قد قال به من لا يمكن لأي كان أن يصفهم
بجهل، أو يزعم أنهم لم يعرفوا الناسخ والمنسوخ، والمطلق
والمقيد. وذكر من بين المجيزين عبد الله بن جعفر بن أبي
طالب ومحمد بن الحسن بن مصعب وابن الفصيح المغني، وإسحاق
بن إبراهيم أبو صفوان المغني المشهور، وإبراهيم بن محمد
أبو إسحاق، وأبو طاهر الكتامي المعروف بقمر الدولة، والأمير
عبدالله بن طاهر الخزاعي، ودحمان الأشقر المغني من فحول
المغنين، وعبدالعزيز بن عبدالرحمن المرواني..وغيرهم كثيرون.
وذكر طائفة كبيرة من الفقهاء والعلماء والأمراء وأرباب
الفن ممن كانوا يجيزون الغناء الذي لا يشتمل على سفه ولا
عربدة كما جاء في بعض الحوارات التي دارت في مجلس أحد
سلاطين بني العباس. وذكر الكلباني آراء عدد من الفقهاء
ممن أباحوا الغناء، وكان القرطبي لا يرى فيه بأساً (مالم
يكن فحشاً)، وذهب ابن قدامة الى الاباحة، فيما قال الشافعي
بأنه من اللهو المكروه، ونقل عن المتأخرين مثل الشيخ حسن
العطار والشيخ محمود الشلتوت والشيخ علي الطنطاوي، وقال
الشيخ رشيد رضا (والتحقيق أن الأصل فيها الإباحة). وربطوا
الحركة بذريعة الفسدة والفتنة.
وختم الكلباني بالقول (فبهذا يتبين لك أنه حين كثر
الجدل في هذه الأيام حول ما أبديته من رأي في حل الغناء،
أني لم آت بما لم تأت به الأوائل ، بل إن الحدث قد كشف
عوار أمة تحمل لواء النص، وتزعم اتباعه ، وتنهى عن التقليد
المقيت ، ثم هي تقلّد أئمتها دون بحث أو تمحيص ، وتقف
من النص موقف المخصص ، والمتحكم ، لأنه لم يوافق هواها!).
وقال بأن بعض طلبة العلم مصاب بما أسماه (جرثومة التحريم)،
في رده على من قال بأنه أباح حراماً.
ورد الكلباني في 26 يونيو الماضي على منتقديه بسبب
فتواه بجواز الغناء والموسيقى أن معارضيه (كانوا في فترة
سابقة يحرمون التصوير بشدة والآن يتسابقون من أجل التقاط
الصور)، وأضاف(هناك أعضاء في اللجنة الدائمة للإفتاء يفتون
بفتاوي خاصة لكنهم لا يفتون أو يتحدثون بها بإجماع).
الشيخ عبد الرحمن السديس إمام الحرم المكي طالب بالحجر
على الكلباني بسبب فتواه، بحسب ما ورد في صحيفة (الوطن)
في 26 يونيو الماضي، وقدّ علّق هيئة كبار العلماء الشيخ
الدكتور علي عباس الحكمي على رأي السديس قائلاً بأن ولي
الأمر هو صاحب الحق في ذلك.
ردود الفعل كانت متفاوتة، فقد شهد موقع الشيخ عادل
الكلباني إقبالاً كبيراً على غير المعتاد، وحظي بكم هائل
من الزوار بغرض الرد والسجال حول فتواه الأخيرة في إباحة
الغناء، وذهبت غالب الاستفتاءات إلى التساؤل حول الغناء
وكان بعضها تهكمياً وساخراً من الكلباني الذي جابه كل
تلك المحاولات بقوة وواجه الاستهزاء بحس فكاهي وردود صريحة
وأثبت أنه يتمتع بمواهب أخرى غير مواهبه الفقهية، إذ تصدى
لمجموعة من معارضيه عبر موقعه.
ومن بين الاسئلة التي وجّهت الى الكلباني عبر موقعه
سؤال من شخص أسمى نفسه خالد التميمي يقول فيه: (شيخي الفاضل
أنا من المغرمين بالعزف ولما سمعت بفتواك زاد غرامي به،
إذ إنك أفتيت بأنه حلال وأنا لا أغني كلماتٍ فاحشةً ولا
بذيئةً، وعندي عود عراقي أصيل هو أغلى ما عندي من الممتلكات
الشخصية، أرغب أن أهديه لفضيلتكم بعد الصلاة في المسجد
الذي تؤمه، هل هذا الفعل جائز؟!! وهل يجوز أن أُدخل هذه
الآلة (المباحة والمباح سماعها) إلى المسجد ؟!! وسآتيك
قريباً في المسجد وأهديك العود أمام المصلين). فأجاب الكلباني:
(إذا كنت تعتقد أن الكرة حلال، فأتِ معك بكرة قدم، وإذا
كنت تعتقد أن لبس البيجامة حلال فتعال وأنت تلبس بيجامة
النوم، وإذا كنت تعتقد أن أكل الساندوتش حلال، فلا تنسَ
أن تتحفنا ببعضها من (ماما نورة) أيضاً، وإذا كنت تعتقد
أن ركوب الدراجة حلال فأرجو أن تصليَ داخل المسجد على
سيكل).
ما كان مؤلماً للكلباني هو رسائل الشتم التي عكست النزعة
العنصرية ونعته بلون بشرته، حتى قال كما جاء في صحيفة
(الوطن) في 3 يوليو الجاري بأننا (الآن نحصد ما زرعناه
من المنهج السابق الذي تربينا عليه بأن كل من خالفنا فهو
على خطأ ونجيش الناس عليه). وقال الكلباني: (كنت قبل سنة
الإمام المجدد للبعض، والآن لا أصلح للفتوى، وتصلني رسائل
مسيئة من أشخاص، ولكن سامحهم الله وغفر لهم) وأضاف (أن
رسائل الشتم التي وصلت إلى جواله جاوزت حدود الأدب واللياقة
بل وصلت إلى العنصرية ونعته بلون بشرته). وختم بالقول
(للأسف نزعم أننا سلفيون، ونتبع النبي صلى الله عليه وسلم،
ولكننا نخالفه في أخلاقه وسيرته. وقال: نحن نتبعه فقط
بالأشكال. وزاد الكلباني بقوله إن السلفيين لم يعالجوا
أمراض القلوب، فهم ينظرون إلى الثوب واللحية وطول السواك
بغض النظر عما في قلبك). وردّ على السديس بالقول (قد يخطئ
وهو بشر، وقد تأخذه الحمية وهذا لا يهم..).
وساند الشيخ أحمد الغامدي موقف الكلباني وطالب بالحجر
على إمام الحرم السديس، بحسب موقع (الوئام) في 10 يوليو
الجاري. أما الأمير خالد بن طلال الذي كان قد أضمر عنصرية
في وقت سابق، أخرجها في نقد منفلت ضد الكلباني وطالب هيئة
كبار العلماء بالأخذ على أيدي هؤلاء المفتين. سبحة الفتاوى
والفتاوى المضادة مازالت تكرّ حتى كتابة هذه المقالة.
|