مزاعم عن 4 محاولات لاغتيال محمد بن نايف
محمد السباعي
كشفت صحيفة عكاظ (16/8/2010) المقربة من وزارة الداخلية،
والتي أطلق عليها صفة (الخديوية)، كشفت عن ثلاث محاولات
اغتيال تعرّض لها نائب وزير الداخلية محمد بن نايف، غير
تلك التي تعرّض لها في السادس من رمضان العام الماضي،
حين كان الأمير في قصره، ليصبح عدد المحاولات أربعاً.
وقالت الصحيفة الخديوية بأن آخر محاولة تمّت لإغتيال
محمد بن نايف كانت بعيد محاولة شهر رمضان، حيث خطط تنظيم
القاعدة في جزيرة العرب لقتل محمد بن نايف عبر تهريب أربعة
أحزمة ناسفة من اليمن عبر رجلين من القاعدة هما يوسف الشهري
ورائد الحربي، واللذين قتلا في مواجهة مع رجال الأمن في
نقطة تفتيش حمراء الدرب على طريق الساحل في منطقة جازان
في 13 أكتوبر الماضي.
أما المحاولتان الأخريان، فتقول الصحيفة بأن الأولى
منها جاءت حين تم استهداف مبنى وزارة الداخلية بسيارة
مفخخة عام 2004، في حين أن الثانية فشلت وكانت تستهدف
طائرة الأمير بصاروخ أزمع إطلاقه عليها أثناء زيارته لليمن.
|
محمد بن نايف والملك بعيد
محاولة الإغتيال |
المعلومات التي أوردتها عكاظ جاءت بمناسبة مرور عام
على محاولة اغتيال محمد بن نايف في قصره على يد الشاب
الإنتحاري عبدالله العسيري، ما يجعلها تصنّف في خانة الدعاية
لوزير الداخلية وابنه مقابل الأجنحة الأخرى، والمنافسين
حتى ضمن الجناح السديري في وزارة الداخلية (الأمير أحمد
مثلاً). هذا يذكرنا بالكتاب الدعائي الذي أصدره في ثمانينيات
القرن الماضي برزان التكريتي، عن أخيه صدام: (محاولات
اغتيال صدام حسين).
هناك شكوك كثيرة حامت حول حادثة اغتيال ابن وزير الداخلية
في رمضان الماضي. ولازال أكثر المراقبين يعتقدون بأنها
حادث مفتعل. أما المحاولات الثلاث الباقية، فواضح أنها
مفتعلة، وأن غرضها إبراز الأمير محمد بن نايف، وكيف أنه
شخص مهم وخطير، وأن القاعدة تتقصده.
لا شك أن القاعدة تتقصد بعض مسؤولي الدولة، ولا شك
أن وزير الداخلية وابنه في مقدمة من تريد القاعدة تصفيتهم.
لكن الحوادث التي أشارت عكاظ الخديوية اليها أبعد من أن
تقنع المراقب بأنها محاولة اغتيال شخص. فاستهداف وزارة
الداخلية بالتفجير، لا يمكن أن يكون المستهدف منه شخص
الأمير محمد بن نايف أو أبوه وزير الداخلية.. فالمبنى
ضخم للغاية، ومحاولة تفجيره أو بعضه جاءت في سياق الإنتقام
من العاملين في جهاز الداخلية عامة، من مباحث وأمن.
وفيما يتعلق بتهريب الأحزمة الناسفة لقتل ابن الوزير،
فإن لم تثبت حتى النيّة في القتل والإغتيال. فالحكاية
كلها مجرد مصادمة مع قوات الأمن ادت الى مقتل قاعديين،
قيل بعدئذ (حسب مزاعم الداخلية) أن غرضهما من تهريب الأحزمة
الناسفة، اغتيال محمد بن نايف. ولو قيل ان الهدف هو القيام
بعمليات انتحارية بشكل عام لكان الأمر مقبولاً.
بقيت قضية إطلاق الصاروخ على طائرة محمد بن نايف أثناء
سفره الى اليمن. وهذه تحتاج الى أدلة، لا ريبورتاج صحافي
من صحيفة خديوية، تلمع أسيادها، خاصة (قامع الإرهاب) أي
محمد بن نايف، الذي قالت في التقرير عنه أنه (يعد اليوم
أحد القواد الماهرين الأفذاذ في محاربته ـ أي الإرهاب
ـ من واقع تجربته، ليس على المستوى المحلي أو الإقليمي
فحسب، بل على المستوى الدولي، إذ أنه أثار دهشة نظرائه
في العالم من قدرته وكفاءته في التعامل مع ملف الإرهاب
داخل المملكة، إلى الحد الذي دفع بعناصر التنظيم إلى الفرار
إلى اليمن بعدما استطاع الأمير الجنرال من بناء أجهزة
أمن قوية وصلبة تمتلك ناصية الحسم في مواجهة الإرهاب وضرب
كل عابث بأمن الوطن دون هوادة)!
محاولات الإغتيال لم تنجح حتى الآن، ولكنها قد تنجح
في المستقبل.
فلا تنظيم القاعدة اليوم يتعفف عن ممارسة عملية الإغتيال
بحق الأمراء، بعد أن كفرهم ورآهم فاسقين كافرين زنادقة.
ولا العائلة المالكة وأجهزة الحكم محصّنة ضد الإختراق
القاعدي، الذي يشترك مع العائلة المالكة والنخبة الحاكمة
في مجمل الرؤية الدينية وتفاصيلها كما يشترك معها في التحدّر
الإجتماعي والخلفية المناطقية التي ينتمي اليها قيادته
أو كثير منهم.
يقال ـ وقد يكون ذلك صحيحاً ـ أن القاعدة لم تكن حتى
عام 2005 تؤمن بعمليات الإغتيال بحق الأمراء. لا لأن الموقف
الديني الذي تتبناه لا يؤمن بذلك، ولكن لأن الجو النجدي/
الوهابي العام لم يوفّر إجماعاً للقيام بمثل تلك العمليات.
ولكن حين وصلت المسائل الى كسر العظم، اصبح النظام كما
القاعدة يجيزان لنفسيهما ما يريدان من قتل وتعذيب واغتيال
وغير ذلك.
وعليه فلو وقعت عمليات اغتيال فإنها لن تكون مفاجئة؛
وقد أعلنت الحكومة والصحافة مراراً بأن هناك قائمة لدى
القاعدة بالمستهدفين من عمليات الإغتيال وهي تشمل الأمراء
ووعاظ السلاطين وكتبة السلاطين والمدافعين عنهم.
|