دفع الجزية للأميركي رضي الله عنه!
سمها ما تشاء: طائرات مسالمة، منزوعة الأظافر، طائرات
لعب أطفال، خردة، عمياء، الخ..
الأسماء كثيرة تلك التي أطلقت على الصفقة الأخيرة التي
عقدتها السعودية مع أميركا، لشرائها 84 طائرة أف 15، وطائرات
أباتشي وغيرها بقيمة ستين مليار دولار على مدى عشر سنوات.
أي ستة مليارات دولار في كل عام تذهب الى الأميركان؛ هذا
غير المليارات التي لا تزال تتدفق على الإنجليز في صفقة
تتلو الأخرى منذ الثمانينيات الماضية في عهد ثاتشر، حيث
صفقات اليمامة السوداء المتتابعة لشراء التورنادو ومن
ثم التايفون ولا نعلم الى أين نصل، والتي استهلكت نحو
ثمانين مليار دولاراً وأكثر.
نهم شراء السلاح لا يعود لفرط حبّ آل سعود للقوة؛ وإنما
حبّاً في الرشوات التي تملأ جيوب سلطان وابنه خالد وحاشيتهما.
المال يجب أن يدفع للغرب نظير الحماية. المهم أن تشتري
أسلحة الخردة، وحين تحتاج الى الدفاع عن نفسك يأتي الأميركي
(رضي الله عنه) ليفعل ذلك نظير مقابل! أو كما قال خادم
الحرمين الشريفين فهد أثناء حرب الكويت بأن الله سبحانه
أرسل له جنوداً نعمة منه على المسلمين ليدافعوا عنهم.
كان الأجدر أن تسلم الأموال الى الأميركان مباشرة دون
الحاجة الى الخردة. فلماذا الدفع مرتين: مرة ثمناً للسلاح
بأسعار مضاعفة عشرات المرات وبشكل لا يصدقه عاقل؛ ومرة
حين يأتي الأميركي ليحموا عرش آل سعود، الذين عليهم (دفع
الجزية) له.
هل يعقل أن تسلّم أميركا لآل سعود سلاحاً تحارب به
اسرائيل؟! الجيش اللبناني أطلق طلقتين وقتل جندياً صهيونياً
فحرم من الدعم البدائي، ولا يراد له ان يتسلح أبداً خوفاً
على الصهاينة. اي ان الجيش اللبناني يخيف الصهاينة أكثر
من خوف الأخيرين من جيش آل سعود!
لمن السلاح؟ لإيران العدو المشترك لآل سعود والصهاينة؟
ربما.. ولكن لماذا طائرات اف 15 بدون تجهيزات؟ علماً
أن الأف 15 متخلفة بالقياس الى الطائرات الأخرى، وكانت
السعودية قد اشترت خمسين منها بعيد انتصار الثورة في ايران
قبل نحو ثلاثين عاماً! لم تعط السعودية أف 16 ولا الأجيال
التالية لها! رغم انبطاح آل سعود وعمالتهم. وحتى الأواكس
دفعوا ثمنها وتشاركوا مع الصهاينة معلوماتها! وحين جدّ
الجدّ لم ترَ راداراتها طائرات اسرائيل وهي تقصف المفاعل
النووي العراقي، كما لم ترها وهي تخترق الأجواء السعودية
فوق قاعدة تبوك مراراً وتكراراً.
تقول وول ستريت جورنال بأن هذا بالتحديد هو الذكاء
الأميركي: إشعال الفتنة بين ايران ودول الخليج، واختبار
قوة ايران، واستحلاب أموال دول الخليج عامة والسعودية
خاصة، عبر الترويج للصناعة الحربية الأميركية وضمان موارد
مالية دون المساس بميزان القوى الراجح لإسرائيل!
السعودية مجبرة على شراء سلاح أميركي وبريطاني. المال
النفطي يجب أن تُدفع (زكاته!) للغرب، وإلا فإن العرش السعودي
سيتزلزل. لا بد أن تساهم السعودية في دفع الأموال سنوياً
لمصانع السلاح الغربية، وبحصّة محددة. أما إسرائيل فتستلم
مجاناً، وكلما اشترت السعودية قطعة سلاح ودفعت ثمنها بعشرة
أضعاف، قال الصهاينة بأن التوازن اختلّ!! فيعطون من جديد
سلاحاً مجانياً يقتلون به العرب، فيما السلاح السعودي
يبقى خردة، كان كذلك ولازال!
لي سميت مراسل نيوزيك في الشرق الأوسط علق صفقة السلاح
السعودي غير المسبوقة تاريخياً بأنها لم تعد تشكل هاجساً
لإسرائيل، لا سيما وأن الأخيرة أُبلغت بأن الطائرات لن
تكون مجهزة بقدرات صاروخية بعيدة المدى، فضلاً عن أن العداء
بين السعودية واسرائيل انخفضت مستوياته الى أدنى الحدود.
وأضاف بأن هناك اتفاقاً بين السعودية واسرائيل وأميركا
بأن ايران تشكل تهديداً استراتيجياً لهم جميعاً! وخلص
الى القول بأن حكومة نتنياهو تستطيع أن تنام مطمئنة مع
علمها أن لدى السعوديين طائرات أف 15: (السعودية لم تعد
في حقيقة الأمر عدواً لاسرائيل بعد الآن).
شبيه هذا قالته وول ستريت جورنال، بأن إيران ليست الخطر
الأمني الوحيد الذي تواجهه السعودية، فقد مني جيش الأخيرة
بخسائر فادحة خلال المواجهات الحدودية مع المتمردين اليمنيين
على الحدود الجنوبية ومن ثم فإن توافر نوع متقدم من المقاتلات
سيكون مناسبا على الأرجح للقتال في مثل تلك الظروف. والمعنى
ان السلاح السعودي لقتل المدنيين اليمنيين كما فعلوا من
قبل.
ثمن السلاح تقدمه السعودية كجزية للغرب.
والسلاح تأتي منه الرشوات بالمليارات للأمراء.
والسلاح لم يصنع جيشاً سعودياً قوياً، فحتى الحوثيون
انتصروا عليه!
والسلاح ليس لمحاربة اسرائيل، التي لم تعد عدواً للجيش
الوهابي المسعود.
وعليه: قبّحكم الله يا آل سعود وقبّح جيشكم جيش الكبسة!
|