عيد وطني.. في السعودية
لا هو بعيد..
ولا هو بوطني..
ونقصد به يوم 23 سبتمبر الجاري، الذي يصادف اليوم الوطني
السعودي.
لا يسمى بعيد؛ فالوهابية وعلماؤها المتشددون يرفضون
إطلاق هذه اللفظة، لأنه لا يوجد في الإسلام إلا عيدان
(عيد الفطر وعيد الأضحى)!
ولا يقبل الوهابيون بعيد الأم، ولا بأعياد الميلاد
عامّة، بل ويعتبرون الإحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه
وسلم عملاً شركياً.
لذا يقال إنه يوم وطني!
ومع هذا، رفض مشايخ السلطة أن يحتفل بهذا اليوم في
البلاد لعقود طويلة (لاحظ أننا نقول عقوداً!!، والعقد
عشر سنوات فقط!!).
كان الإحتفال يجري في السفارات السعودية في الخارج
فحسب، وبين الجالية الدبلوماسية في جدة قبل ان تنقل السفارات
الى الرياض ـ عاصمة التوحيد! عام 1986.
وأما أنه ليس بوطني، فالمشايخ جزاهم الله خيراً وتلامذتهم
الميامين الموهوبين اعتبروا الوطن وثناً، والوطنية وثنية،
وفشّوا خلقهم في جريدة الوطن فسموها جريدة الوثن! وقبلها
اعتبروا ـ بحق ـ جريدة الشرق الأوسط: خضراء الدمن! فلونها
أخضر، وربطوه بحديث نبوي.. تعبيرات نبوية ما أحلاها!
الوطن مكتشفٌ وهابي سعودي جديد!
عمر الإكتشاف بضع سنوات، ولله الأمر من قبل ومن بعد!
منذ عامين فقط جرى الإحتفال رسمياً باليوم الوطني العتيد،
ضمن مؤسسات الدولة، وصار المواطنون والعمال والطلبة يتمتعون
ولأول مرة منذ قيام الدولة المسعودة بيوم إجازة!
هذه الإجازة الجديدة لسخرية الأقدار كانت تمنح من قبل
الشركات الأجنبية للعمال السعوديين لديها. لأن القائمين
على تلك الشركات لا يتخيلون يوماً وطنياً أو عيداً وطنياً
دون أن تكون هناك عطلة. ولكنهم اكتشفوا ان لا أحد يعطّل
في اليوم الوطني سوى الذين يعملون في شركاتهم الأجنبية
الكافرة بالتعبير الوهابي!
أي أن الأجانب أكثر وطنية من الوهابية وآل سعود!!
لا ... تسرعنا في الحكم عليهم!
اليوم يقول الأمراء وبعض مشايخهم بأنه لا بأس بالإحتفال
باليوم الوطني.
وتطور الأمر عند بعض آخر فقالوا بأن من لا يحتفل باليوم
الوطني، شخص غير وطني!
أو ربما وطنيته خفيفة.. وكلمة خفيفة هي استقيناها من
خطاب لخادم الحرمين الشريفين، فصيح الأمّة، ونقصد به الملك
عبدالله بن عبدالعزيز، الذي تحدّث ذات مرة لأولياء أمور
طلاب في نجد، فقال لهم: (إن وطنية أبناءكم خفيفة)!! خفيفة
لأن أولئك الأبناء صاروا ضد آل سعود.
خفيفة؟!! لتكن كذلك!
لكن أصحاب الدم النجدي الأزرق لا يقبلون بهذا الكلام!
فالحرامي واللص وبائع الوطن، والطائفي، وممزق الناس
على أساس العنصر، ومحتكر السلطة، والإعلام والقضاء، والمكفراتي..
كل هؤلاء وأمثالهم وطنيتهم أرقى وطنية! وهي أثقل في الميزان!
أما وطنية أهل الحجاز والشرقية والجنوب وحائل والشمال
تبوك فليست موجودة. أولاً لأنهم مشركون وربما كفرة: إنهم
صوفية وروافض.. المهم انهم غير نجديين بالضرورة أو أعداء
لآل سعود والوهابية، وأضراب ذلك!
الوطني كامل الوطنية لا بدّ أن يكون دمه أزرق، من نجد،
بلاد التوحيد (لا تخطئوا! ليس المقصود بلاد مسيلمة الكذاب
وسجاح)!
ألا ترون أصحاب هذا الدم يوزعون شهادات الوطنية على
هذا أو ذاك من اتباعهم ويحجبونها بالجملة عن أكثرية سكان
المهلكة السعودية المسعودة؟!
بمقاييس أصحاب الدم الأزرق؛ المكفراتية؛ القابضين على
زمام السلطة، فإن الوثنية ـ العفو المقصود الوطنية ـ لا
تجتمع والكفر الذي يلف الجزيرة العربية كلها عدا نجد.
الوطني هو الوهابي الأصلي النجدي الموالي لآل سعود؛
ومن عدا ذلك فوطنيته مشكوك فيها.
أبداً ليس مشكوكاً فيها، بل من المؤكد أنها ليست موجودة!
كل من عدا الوهابية خونة ومجرمين وعملاء: اقرأوا منتدياتهم
لتشهدوا ذلك!
مبارك لكم اليوم الوطني، يوم احتلال آل سعود مناطقكم،
وتحكيم المكفراتية على دينكم!
|