مكتبة الحرم المكي والمكتبات الخاصة الموقوفة عليها
قبل الحديث عن المكتبات الخاصة التي أوقفها أصحابها أو أهداها
مالكوها الى مكتبة الحرم المكي الشريف يجدر بنا تسليط بعض الضوء على
هذه المكتبة والأهمية التي إكتسبتها والدور الذي تقوم به من أجل
الاسهام في النشاط العلمي والمعرفي على مختلف المستويات المحلية
والوطنية والاسلامية عموماً، وبالتالي سيمكن لنا حينئذ تثمين القيمة
العلمية الكبيرة للمكتبات الخاصة المهداة الى مكتبة الحرم المكي
الشريف، والتي كانت تمثل المركز العلمي الوحيد الذي يشع بمقتنياته
العلمية النادرة قبل تأسيس مكتبة مكة المكرمة وغيرها.
إن الاحصائيات المنشورة حول عدد روّاد مكتبة الحرم المكي الشريف
تشير جزئياً على الأقل الى كون مكتبة الحرم كانت مركز جذب واستقطاب
للمتطلعين الى إكتساب العلم والمعرفة في كافة صنوفها، فبحسب احصائية
عام 1960 بلغ عدد المطّلعين والزائرين نحو 2686 مطالعاً وزائراً،
فيما بلغ عدد الزوّار عام 1973 الى 46251 مطالعاً وزائراً. وقد مثّل
افتتاح القسم النسائي التابع لمكتبة الحرم المكي الشريف عام 1986م،
ويضم هذا القسم جميع المراجع المهمة وبعض الدوريات والكتب ذات
العلاقة بالإهتمام النسائي سيما طالبات الدراسات العليا والمتخصصات
في حقول علمية وأدبية متنوعة. وكان افتتاح القسم النسائي في المكتبة
قد ساهم في زيادة ملحوظة في عدد الزائرات، ففي عام 1407 بلغ عدد
الزائرات للقسم النسائي في مكتبة الحرم الى 15124 زائرة وباحثة.
وفي عام 1390 هـ بلغ مجموع الزائرين لمكتبة الحرم المكي الشريف
37497 زائراً بمعدل يزيد عن 3000 آلاف زائراً شهرياً، ثم إنخفض العدد
عام 1400هـ الى 7936 لأسباب غير واضحة تماماً، ولكن احصائية عام
1410هـ توضّح زيادة كبيرة ملحوظة في عدد الزائرين لمكتبة الحرم المكي
الشريف حيث بلغ عدد الزائرين 97764 وهو ثاني أعلى رقم في عدد
الزائرين منذ تأسيس المكتبة حيث سجّل أعلى رقم في عام 1408هـ بوصول
عدد الزائرين 127192 زائراً.
يلزم الالتفات الى أن الزيادة الكبيرة في أعداد الزائرين وروّاد
مكتبة الحرم المكي الشريف يمكن أن تعود بجانب الموقع الى الاضافة
النوعية التي شهدتها المكتبة نتيجة ما ضمّته من مكتبات خاصة أهديت
أليها من قبل أهل الخير والعلماء والباحثين وأصحاب القلم الذي أوقفوا
مكتباتهم بما حوت من نفائس الكتب ونوادر المخطوطات والمصادر على طلاب
العلم والمعرفة وجعلوها مشاعة للناس عامة عبر مكتبة الحرم المكي
الشريف.
نشير هنا الى أن انتقال مقر مكتبة الحرم المكي الشريف من مبناها
القريب من المسجد الحرام سنة 1412هـ الى مبنى مستأجر بشارع المنصور،
وهو المبنى الذي كانت تشغله رابطة العالم الاسلامي قد تسبب في إنخفاض
روّاد المكتبة من الباحثين والباحثات والزوّار بسبب بعد المكتبة عن
المسجد الحرام، القطب الروحي ومركز الاستقطاب لكل القادمين والباحثين
والمقيمين والزائرين في هذا البلد الحرام. فقد تخافض عدد الزائرين
وروّاد المكتبة بصورة ساحقة حيث بلغ عام 1413 هـ 2580 زائراً فقط وقد
ظل عدد الزائرين في حالة منخفضة بالمقارنة مع فترة ما قبل انتقال مقر
المكتبة من قرب المسجد الحرام، وقد سجّلت إحصائية عام 1422هـ رقماً
لا يتجاوز 6296 زائراً وهو أعلى رقم بعد عشر سنوات من انتقال مكتبة
الحرم الى مقرها الثاني.
المكتبات الخاصة المهداة
تحتضن مكتبة الحرم الملكي الشريف مجموعات كبيرة من المكتبات
الخاصة التي أهداها أصحابها لمكتبة الحرم، وجعلوها وقفاً على طلاب
العلم والباحثين والقراء، ليستفيدوا مما حوت من مؤلفات ومخطوطات
نادرة وكتب سواء في مجال البحث أو التأليف، وكان لهذه المكتبات
الخاصة دور في إثراء مكتبة الحرم المكي الشريف بالمخطوطات النادرة
والنفائس من الكتب والدوريات. وقد بلغ مجموع المكتبات الخاصة المهداة
لمكتبة الحرم المكي الشريف ثلاثاً وأربعين مكتبة خاصة. وسنحاول هنا
تسليط بعض الضوء على المكتبات التي أهداها أصحابها من علماء وأصحاب
إختصاص ومهتمين بجمع الكتب وذلك على النحو التالي:
ـ مكتبة الشيخ عبد الستار الدهلوي: (توفي 1355هـ/1936) وهو الشيخ
عبد الستار بن عبد الجبار الدهلوي، أحد العلماء البارزين في مكة
المكرمة وقد اشتغل بالتدريس في المسجد الحرام منذ أوائل القرن الرابع
عشر الهجري، وكانت لديه مكتبة خاصة تحوي نفائس الكتب الدينية
والادبية واللغوية والمخطوطات النادرة، وقد تراوح عددها حسب احصائيات
متباينة بين نحو 1714 و 1850 كتاباً بين مطبوع ومخطوط. وقد إنضمت
مكتبة الشيخ عبد الستار الى مكتبة الشيخ عبد الوهاب الدهلوي إنفاذاً
لوصية منه، فزاد كتب مكتبة الأخير، ثم إنتقلت محتويات المكتبتين بما
فيهما الى مكتبة الحرم المكي الشريف.
ـ مكتبة الشيخ عبد الوهاب الدهلوي: (ت 1381/1961): وهو من علماء
مكة المكرمة والمدرّس بالمسجد الحرام، وقد بدأ بتأسيس مكتبته الخاصة
في بيته الواقع في أعلى جبل الصفا، وكانت تضم ذخائر الكتب المخطوطة
والمطبوعة ومما يذكر من المخطوطات النادرة التي ضمتها مكتبة الشيخ
عبد الوهاب مخطوطة (نشر النور والزهر) للشيخ عبد الله مرداد أبو
الخير بخط المؤلف نفسه، وتضم تراجم مجموعة من اعيان وعلماء وأدباء
الحجاز من القرن العاشر وحتى القرن الرابع عشر الهجري. وقد تمت طباعة
الكتاب عام 1398هـ من قبل نادي الطائف الأدبي بعد أن قام كل الشيخ
محمد سعيد العامودي والشيخ أحمد علي الكاظمي بتنقيح المخطوطة
واختصارها حيث ظهرت في مجلدين.
ومن المخطوطات النادرة في هذه المكتبة أيضاً كتاب شرح ألفية
العراقي للسخاوي في مجلدين بخط يده، وكتاب سبل الهدي والرشاد في
أربعة أجزاء وثمانية مجلدات لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن يوسف
الدمشقي الشافعي (ت 942هـ)، وقد جمعها من أكثر من ثلاثمائة كتاب، وقد
كتبت بخط جيد في سنة 1325، وكتاب السيرة الشامية، وكتاب منائح الكرم
في أخبار البيت وولاة الحرم لعلي بن تاج الدين السخاوي، وكتاب إتحاف
الورى بأخبار أم القرى للنجم عمر ابن فهد بن محمد (ت 885هـ) وكتاب
بلوغ القرى بذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى للعز بن النجم عمر بن
فهد (ت 922هـ/1516م)، وقد أرّخ فيه لمكة من سنة 885 الى سنة 922هـ،
وغيرها من المخطوطات النادرة، كما ضمت إليها في عام 1356هـ مكتبة
الشيخ عبد الستار بن عبد الوهاب الدهلوي بعد وفاته، فأصبحت مكتبة
ضخمة تضم أعداداً كبيرة من الكتب المخطوطة والمطبوعة، يزيد عددها على
الأربعة آلاف كتاب.
وفي سنة 1381هـ توفي الشيخ عبد الوهاب بن عبد الجبار الدهلوي،
صاحب المكتبة، وبقيت المكتبة في يد أبنائه فحافظوا عليها من الضياع
والتلف. وكانت وزارة الأوقاف العامة التي كانت تشرف على مكتبة الحرم
المكي الشريف وفي سياق جهودها من أجل توسعة المكتبة وزيادة محتوياتها
من الكتب والمخطوطات، قد عرضت على أبناء الشيخ عبد الوهاب الدهلوي
شراء مكتبة والدهم لضمها لمكتبة الحرم المكي، فوافقوا على بيعها
للوزارة بمبلغ رمزي بما مقداره إثنين وعشرين ألف ريال سعودي، بالنظر
الى المقتنيات الثمينة التي كانت تضمها مكتبة الشيخ عبد الوهاب
الدهلوي من مخطوطات نادرة وكتب خطية ومطبوعة، ولكن أبناء الشيخ عبد
الوهاب الدهلوي ورغبة منهم في إفادة الناس والباحثين والعلماء من
مكتبة والدهم قبلوا أن تنقل مقتنيات المكتبة وتضم الى مكتبة الحرم
المكي الشريف.
وفي نوفمبر عام 1965 تم بموجب أمر سامي تأسيس الرئاسة العامة
للاشراف الديني على المسجد الحرام، انتقال مكتبة الحرم المكي الشريف
الى الادارة الجديدة التي نقلتها من مبناها السابق في عمائر الأشراف
القديمة المقابلة لمستشفى أجياد إلى عمائر مشروع الحرم المطل على
الحرم المكي من جهة الصفا جوار دار الأرقم. وقد بلغت محتويات مكتبة
الشيخ عبد الوهاب الدهلوي قبل ضمها الى مكتبة الحرم المكي عام 1387هـ
نحو 5094 كتاباً بين مطبوع ومخطوط ولازالت كتب هذه المكتبة المعروفة
بإسم مكتبة آل الدهلوي معروفة ومميزة ضمن مجموعة كتب مكتبة الحرم
المكي الشريف.
ـ مكتبة مراد رمزي: وهي مكتبة خاصة أسسها العالم الملا مراد رمزي
في داره منذ قدومه الى مكة المكرمة من بلاد فازان في مطلع القرن
الرابع عشر الهجري. وتحتوي هذه المكتبة على مجموعة من المخطوطات
الاسلامية النادرة وبعض الكتب الإسلامية القيّمة. الا أن ثمة نقصاً
كبيراً في المعلومات حول هذه المكتبة، حيث لم يرد ذكرها سوى في مقال
نشرته مجلة المعرفة المجلد الثامن عام 1926 للكاتب الهندي السيد
سليمان الندوي. وكان الأخير قد زار مكة المكرمة والمدينة المنورة في
ذي الحجة سنة 1343هـ/يوليو 1925، ونقل عنه المؤرخ الألماني سبيس
حينما كتب بحثاً مطوّلاً عن مكتبات مكة المكرمة ونشر في مجلة جمعية
أصدقاء الشرق الألمانية لعام 1936. وكما يبدو فإن مقتنيات هذه
المكتبة ومحتوياتها ضمّت الى مكتبة الحرم المكي الشريف في أوائل
الدولة السعودية ضمن المكتبات الخاصة التي ضمّت وألحقت بمكتبة الحرم.
ـ المكتبة الفضيلية: أسسها أحد العلماء الهنود الذين قدموا لمكة
المكرمة وأقاموا فيها، ولم يعلم تاريخ نشأتها، غير أنها كانت على ما
يبدو موجودة منذ مطلع القرن الرابع عشر الهجري، كما لم يعرف إسم
مؤسسها بالكامل، وكل ما يعرف عن هذه المكتبة هو أنها كانت تحوي
مجموعة نادرة من الكتب المطبوعة وأعداداً كبيرة من الكتب الخطيّة
المسجّلة بفهارس عديدة حسب الفنون، وهذه الفهارس تضم عدداً كبيراً من
أسماء المخطوطات والكتب النادرة عن تاريخ مكة المكرمة بصورة خاصة
والدراسات الاسلامية بصورة عامة. وفي كل الأحوال فهي تعد من المكتبات
الخاصة المهمة في مكة المكرمة في تلك الفترة. وبعد وفاة مؤسسها
انتقلت كتب هذه المكتبة الى مكتبة الشيخ عبد الستار الدهلوي بمكة
المكرمة، ومن جملة ما ضمّت من كتب نادرة مخطوطتي كتاب العقد الثمين
في تاريخ البلد الأمين، وكتاب شفاء الغرام وكلاهما لتقي الدين محمد
بن أحمد الحسني الفاسي المكي (ولد بمكة المكرمة سنة 775هـ وتوفي فيها
سنة 832هـ) وكما أشرنا سابقاً فإن مكتبة الشيخ عبد الستار بكل
مقتنياتها بما في ذلك مكتبة الفضيلية قد ضمت الى مكتبة الشيخ عبد
الوهاب الدهلوي التي ضمت بدورها لمكتبة الحرم المكي الشريف في وقت
لاحق.
ـ مكتبة الشيخ علي الكيلاني (ت 1367هـ): وقد ضمّت المكتبة لمكتبة
عين زبيدة وأصبحت تحت إشراف هيئة من إدارة العين، ثم قامت الأخيرة
بتسليم محتوياتها الى مكتبة الحرم المكي الشريف، إيماناً من المشرفين
على ادارة العين بأن الفائدة الحقيقية من الكتب تتحقق في اطلاع الناس
عليها وإفادة طلبة العلم وطلاب المعرفة والباحثين من رواد مكتبة
الحرم. وكانت مكتبة الكيلاني تحتوي على 938 كتاباً من الكتب المطبوعة
والمخطوطة في مختلف الدراسات الاسلامية، واللغة العربية وآدابها،
وتضم تلك المكتبة بعض النفائس مثل الفتاوي الأسعدية لأسعد المدني،
والأحكام الشرعية في الأحوال الشخصية لمحي الدين حسن الملاح، وكتاب
مباحث الوقف لمحمد بن زيد الأنياني.
ـ مكتبة الشيخ حسن بن علي الأدريسي (ت 1968): وكان لديه مكتبة
خاصة في منزله ضمّ جزء منها بعد وفاته الى مكتبة الحرم المكي الشريف
بناءً على وصيته، وقيل بأن الجزء الموقوف كان 62 كتاباً مطبوعاً
وعدداً من المخطوطات القيّمة، وقد أصبحت كتب هذه المكتبة وقفاً على
العلماء وطلاب العلم من رواد مكتبة الحرم المكي الشريف من سكان مكة
المكرمة وغيرهم من الزوّار والباحثين.
ـ مكتبة الشيخ عبد الرحمن يحي المعلمي (1313 ـ 1386هـ): كان
مديراً لمكتبة الحرم المكي الشريف، وبعد وفاته وجد في وصيته أنه جعل
كتب مكتبته هدية لمكتبة الحرم المكي الشريف، وعدد كتبها آنذاك ستمائة
وخمسة وعشرون وسبع عشرة مخطوطة مصوّرة، وذلك في الثالث من محرم سنة
1387هـ، وبذلك أصبحت مكتبة الشيخ المعلمي جزءاً من مقتنيات مكتبة
الحرم المكي، وتم تسجيلها في سجلاتها وتشمل المخطوطات التي أهداها
الشيخ المعلمي على كتب نوادر في علوم الشريعة، والسيرة والتاريخ
الاسلامي، منها كتاب تنزيه الإٌمام الشافعي عن مطاعن الكوثري..
ـ مكتبة الشيخ عبد الغني زمزمي (ت 1388): كل ما يعرف عن هذه
المكتبة، بسبب قلة المعلومات حولها، أنها جعلت عام 1388هـ/1968م هدية
الى مكتبة الحرم المكي الشريف من قبل ورثة الشيخ زمزمي ليفيد منها
العلماء وطلاب العلم والباحثين من أهل مكة وغيرها، وكانت المكتبة تضم
مائة وإثنين وأربعين كتاباً مطبوعاً حسبما تظهره سجلات مكتبة الحرم
المكي الشريف.
ـ مكتبة الشيخ عبد الرحيم صديق (1334 ـ 1408): وكان يشغل منصب
مدير كتاب العدل بمكة المكرمة، ثم أختير فيما بعد مديراً لمكتب
الأشراف آل غالب بمكة المكرمة. وكان لفضيلته مكتبة خاصة في منزله
بالقرب من المسجد الحرام، وقد إضطر فيما بعد لنقلها في منزل له في
منى، وذلك بعد أن أزيل منزله ضمن البيوت المزالة في سياق مشروع توسعة
المسجد الحرام بمكة المكرمة. وكان الشيخ صديق قد خصص جزءاً كبيراً من
منزله لمكتبته الخاصة، التي كانت تعتبر من أهم المكتبات في مكة
المكرمة حيث كانت تحتوي على مجموعة نادرة من المصوّرات المخطوطة
والكتب المطبوعة القيمة في العلوم الشرعية، وخاصة علوم الحديث وتراجم
رجاله، واللغة العربية وآدابها، والتاريخ الاسلامي، والسيرة النبوية
والتراجم، ويقدر عددها بحوالي 1670 عنواناً في أكثر من ستة آلاف مجلد
من الكتب المطبوعة النادرة، وحوالي ألف وخمسمائة مصوّرة ورقية لكتب
خطية نادرة، كان الشيخ عبد الرحيم قد جمعها من مناطق عديدة من العالم
الاسلامي وأوروبا وأمريكا، وذلك إما شراءً أو تصويراً أو تبادلاً.
ومما يجب الاشارة إليه، أن مكتبة الشيخ عبد الرحيم صديق ورغم
كونها مكتبة خاصة الا أن أبوابها كانت مشرعة أمام القراء والباحثين
من أهل العلم، وكان يشرف عليها بنفسه ويقضي فيها معظم أوقاته. ولعل
أهمية المكتبة تتأكد من قيام جامعة أم القرى بتصوير بعض الكتب
والمصوّرات النادرة من هذه المكتبة لصاحل المكتبة المركزية للجامعة.
وبعد وفاة الشيخ عبد الرحيم عام 1408هـ وجد في وصيته أنه أمر بتسليم
كامل المكتبة بما فيها من مصوّرات ومطبوعات الى مكتبة الحرم المكي،
وجعلها وقفاً على هذه المكتبة، وقد تم بالفعل استلام هذه المكتبة من
قبل إدارة مكتبة الحرم المكي الشريف وتسجيلها ضمن سجلات المكتبة.
ـ مكتبة الشيخ ياسين بن جميل العظمة (1339 ـ 1406): ولد الشيخ
ياسين بمكة المكرمة، وكان يمتلك مكتبة خاصة في منزله غنية بالكتب في
مختلف صنوف وفروع العلم والمعرفة من الدراسات الاسلامية واللغة
العربية والسيرة النبوية والتاريخ الاسلامي والتارخ العام وبعض الكتب
العلمية المتفرقة. وقد أوصى بأن تسلّم مكتبته لمكتبة الحرم المكي
الشريف، وجعلها وقفاً على طلاب العلم، وقام ورثة الشيخ ياسين العظمة
بتسليم هذه المكتبة الى مكتبة الحرم المكي، وكان مجموع كتبها التي
سلّمت الى المكتبة 7089 كتاباً، ومعظمها كتب قيمة ومجلّدة، وقد مثّلت
إضافة هذه المكتبة الى مقتتيات مكتبة الحرم المكي الشريف اضافة كمية
ونوعية، فقد إزدادت أعداد كتب مكتبة الحرم زيادة عظيمة، كما اكتسبت
أهمية لما تحتويه هذه المكتبة من كتب مفيدة ونادرة بجانب كثرة عددها.
ـ مكتبة الشيخ إسماعيل جمال حريري (1334 ـ 1405هـ): ولد بمكة
المكرمة وبها نشأ وترعرع وقد التحق بمدرسة الفلاح المشهورة وكانت من
أوائل إن لم تكن أول مدرسة نظامية في الحجاز قاطبة. وكان الشيخ
إسماعيل قد أتم حفظ القرآن الكريم ودرس الكثير من العلوم الشرعية
والعربية والسيرة النبوية وحفظ بعض المتون العلمية ومنها ألفية بن
مالك في النحو. ثم واصل دراسته على علماء المسجد الحرام بمكة المكرمة
ثم على علماء المسجد النبوي الشريف. ومن العلماء الذين درس عليهم في
مكة المكرمة العلاّمة السيد علوي المالكي، والشيخ محمد أمين كتبي،
والشيخ حسن محمد المشاط، والشيح محمد نور سيف، وحصل منهم على إجازات
علمية أهلته للتدريس في المدارس الحكومية، وقد اختير مديراً للجمارك
بالمدينة المنورة، ثم عمل بالتجارة والطوافة.
ونظراً لاهتمامه العلمي والادبي والثقافي فقد تكوّنت لديه مكتبة
خاصة ضمّت عدداً من الكتب القيمة في مختلف العلوم الشرعية والتاريخية
والأدبية. وبعد أن إنتقل الى جوار ربه، قام ورثته بإهداء مكتبته الى
مكتبة الحرم المكي الشريف، وقد بلغ مجموع محتوياتها 1811 كتاباً
وضُمَّت ضمن مجموعات المكتبات الخاصة بمكتبة الحرم المكي الشريف.
ـ مكتبة الدكتور محمد رزيق: وهي من المكتبات الخاصة التي أهديت
الى مكتبة الحرم المكي الشريف وكانت تضم نحو ألف كتاب في علوم مختلفة
وقد أوقفها الدكتور رزيق لتكون محل إستفادة من طلاب العلم والعلماء
والباحثين.
ـ مكتبة الشيخ علي الهندي (1330 ـ 1419): له كتاب (زهر الخمائل في
تراجم علماء حائل) مسقط رأسه، وكانت له مكتبة خاصة حوت على 2960
كتاباً وبعض المخطوطات ورسائل من تأليفه في القضاء، وبعد وفاته أهديث
مكتبته الخاصة لمكتبة الحرم المكي الشريف.
ـ مكتبة الشيخ أحمد العربي (1323 ـ 1409): من مواليد المدينة
المنورة وحاصل على شهادة العالمية من الأزهر الشريف، وكان مديراً
عاماً للأوقاف، وقد أهديت مكتبته الخاصة لمكتبة الحرم المكي الشريف
بعد وفاته، وكانت تضم عدداً من المخطوطات والكتب النادرة والقيمة.
ـ مكتبة الاستاذ محمد أحمد فقي (1342 ـ 1407): وهي من المكتبات
الخاصة الهامة في مكة المكرمة المهداة الى مكتبة الحرم المكي الشريف،
وتضم 2157 عنواناً في حوالي ستة آلاف مجلد، وقد حوت من نفائس الكتب
ومصادرالمعرفة في شتى صنوف العلم وحقوله المختلفة ومشاربه المتنوعة،
وقد اعتبر ضمها الى مقتنيات مكتبة الحرم المكي اضافة كمية ونوعية.
وهناك أكثر من عشرين مكتبة خاصة متفاوتة الحجم والنوعية أهداها
أصحابها الى مكتبة الحرم المكي الشريف غير أن المعلومات حولها قليلة
أو شبه معدومة. |