الدكتور سامي عنقاوي يتحدث في ندوة في القطيف عن:
المعالم والآثار الإسلامية في الحرمين الشريفين
ضمن برنامجه الاسبوعي للموسم الثقافي السادس، استضاف
منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء (6/12/2005)
الدكتور سامي محسن عنقاوي الباحث الاسلامي المتخصص في
العمارة الاسلامية ومدير عام مؤسسة عمار الهندسية بجدة
متحدثا حول (المعالم والآثار الاسلامية في الحرمين الشريفين).
افتتح اللقاء الذي حضره جمع غفير من المثقفين والمهتمين
بالتراث والآثار والعمران بكلمة ترحيبية من راعي المنتدى
الاستاذ جعفر الشايب الذي شكر الجميع على الحضور مؤكدا
على اهمية الآثار والتراث للمجتمعات الانسانية بشكل عام
وللامة الاسلامية خصوصا للمحافظة على تاريخها الحضاري
ودورها الانساني، كما رحب ايضا بالمحاضر معتبرا اياه من
ابرز الشخصيات في العالم الاسلامي المتخصصة ي هذا المجال،
ومشيدا بدوره الثقافي والاجتماعي على الصعيد الوطني.
وأدار الندوة الكاتب الاستاذ ذاكر آل حبيل الذي قدم
سيرة ذاتية مختصرة للمحاضر ودراساته التاريخية المتخصصة
في علوم العمران والتراث وكذلك مجالات العمل المتعددة
التي ساهم فيها، ومن أبرزها تأسيس وادارة مركز دراسات
الحج والعمرة وقيامه بإعادة إعمار مجموعة من المشاريع
الأثرية والتراثية في مديني جدة ومكة المكرمة ورعايته
لمنتدى (المكية) الثقافي بمدينة جدة.
تحدث المحاضر بداية وعبر عرض مرئي عن فلسفة الميزان
في الرسالة السماوية، ودوره في الجمع بين الثوابت والمتغيرات
بما يجعل الرسالة محافظة على اصالتها من جانب وقادرة على
التفاعل مع التطور من جانب آخر مستندا في ذلك على آيات
قرآنية تؤكد شمولية الرسالة الاسلامية لكل البشرن وتسخير
الكون كله للانسان بمختلف اجناسه. وانطلق من ذلك للاشارة
الى الثوابت الزمانية والمكانية والمتحولات المرتبطة بها،
مستشهدا بالامثلة العلمية كالذرات والمجرات ومؤكدا على
أن القبلة والحرمين الشريفين احدى الثوابت المهمة في ميزان
الكون، وأن الحرمين الشريفين يمثلان أيضا بطيني قلب الامة
الاسلامية، كما أن الحج بما فيه من أعمال وعبادات مشتركة
يشكل عامل للتوحد والتوحيد للامة الاسلامية.
واستعرض الدكتور عنقاوي تاريخ نشوء الحياة المدنية
في مكة المكرمة حيث بنيت في البداية الكعبة المشرفة وبعدها
دار الندوة التي كانت بمثابة البرلمان المحلي لمجتمع مكة،
كما أن اكتمال أول رواق كان في العصر الاموي. وبدأت منائر
المسجد الحرام تظهر في العصر العباسي حيث اكتملت مكة المكرمة
وقتها كمدينة متكاملة الخدمات. كما استعرض ايضا ملامح
الحياة الفكرية والعلمية في مكة المكرمة التي كان فيها
حوالي 300 حلقة علمية موزرعة على ثلاثين مدرسة اضافة الى
العديد من المكتبات والمجالس الادبية والعلمية. وكان هناك
أيضا نساء يدرسن علوم الحديث والفقه حيث اتسمت الحالة
الدينية والعلمية بحرية الفكر والتعدد المذهبي.
وتحدث الدكتور عنقاوي عن المواصفات الهندسية والمعمارية
للبناء في مكة المكرمة حيث تتشكل المباني من عدة ادوار
يعلوها الآجر وهي مرتبطة ارتباطا كبيرا بالبيئة المحيطة
من ناحية الاقتصاد والمساحة والهيكل وتظهر عليها حالة
التنوع في الاقواس التي قد تكون هندية والكتابة مملوكية
والنقش عربي وما الى ذلك. وأكد على أن كل جزء من مكة الكرمة
له تاريخ مما يتطلب التعامل معه بحذر وبصورة متوازنة للمحافظة
على هذا التراث والتاريخ الاسلامي، من حيث تطوير متطلبات
المدينة العصرية وشروطها أيضا. وأكد على أن هناك أنظمة
عديدة للمحافظة على آثار مكة المكرمة ولكن الكثير منها
لايطبق لاسباب مختلفة. وأشار الى أنه تم رصد أكثر من 300
أثر للرسول بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
واستعرض المحاضر في محاضرته بعض الاستراتيجيات بعيدة
المدى لمعالجة مشاكل الازدحام في الحرمين الشريفين وسبل
التوسعة من أجل استيعاب زيادة اعداد الحجيج والمحافظة
على المواقع الأثرية في ذات الوقت ومن بينها منع السيارات
الصغيرة من دخول منطقة الحرم، وتطوير وسائل النقل الجماعي
وتشجيع المشي، اضافة الى وجود حلول معمارية لمشاكل التوسعة
وتنظيم حركة السير قامت باعدادها مراكز دراسات وأبحاث
متخصصة يمكن تحويلها الى مشاريع عمل من المؤكد أنها ستساهم
في تخفيف الكثير من المشاكل والعقبات.
وعرض المحاضر العديد من الصور للآثار والمعالم الاسلامية
في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة مشيرا الى اهميتها
التاريخية وداعيا الى ضرورة العمل على تطويرها واعادة
اعمارها من اجل ان تحتل موقعيتها المناسبة في العالم الاسلامي.
وبعد انتهاء المحاضرة، فتح المجال لمداخلات الحضور
واسئلتهم التي جاءت مكملة لما ورد في المحاضرة من رؤى
وافكار. ودارت المناقشات حول الطرق العلمية والهندسية
لتطوير الحرمين الشريفين، وأهمية عكس حالة التعددية واقرارها
في البرامج والخطط العملية وخصوصا لما تتمتع به هذه المراكز
من اشعاع وتاثير ثقافي وروحي في العالم الاسلامي.
(نقلاً عن منتدى راصد)
|