بكوا خيبتهم وخسائرهم السياسية والأيديولوجية
مناحة وهابيّة قاعدية لسقوط صنعاء بيد (أنصار الله)
فريد أيهم
يعزّي الشيخ عبدالله الفيفي الأمة في مصابها، ويسأل
الله الصبر! والشيخ وليد الهويريني يدعو الله ان ينصر
محازيبه المذهبيين في اليمن على (القوم المجرمين)؛
والإخواني مهنا الحبيل يصيبه اليأس: (قضي الأمر..
ولكن المعركة لم تنته.. اللهم لطفك).
لقد أصاب القوم زلزالٌ كبير؛ لم يؤلمهم سقوط صنعاء
بيد حزب يمني، بل آلمهم أن ذلك الحزب هو غريمهم السياسي
والمذهبي ليس إلا.
لهذا اعتبروا سقوط صنعاء موازيا لسقوط بغداد كما المغرد
فيصل المرزوقي الذي ينحو باللائمة على (سياسة البقر)
ويقصد دول الخليج. كيف يحكمنا أمثال هؤلاء؟ يقول الحلياني
بعنصرية فجّة وهو يرى مستضعفين بأسمال بالية يطيحون بجيش
عرمرمي، وبأحزاب ترضع النفط الخليجي لعقود. ولكنه ـ
أي الحلياني ـ يثور في داخله: (بل سنشردهم في البلاد،
وسنصلي الأرض من تحتهم ناراً).
لاحظ المعارض السعودي حمزة الحسن كثرة الهاشتاقات
السعودية عن اليمن وأن (أكثر النائحين هم سلفيو بلادنا)؛
ويضيف: (كأن اليمن ملكهم وضاع منهم؛ وكأن الحوثي نزل
بالبرشوت وليس ممثلا لنصف السكان على الأقل)؛ ويرى الحسن
بأن الصراع في اليمن سياسي ويأبى الفاشلون إلا ان يروه
صراعاً عقديا؛ وتابع بأن السلفيين/ الوهابيين يعتمدون
في تحليلاتهم على معلومات يؤلفونها كذباً، وحين يجدون
النتائج وفق ما لا يرغبون يلومون غيرهم ويبكون. وواصل
بأن الحوثي ابن بلد يعرف ما فيها اما الوهابيون فلا يعرفون
غير الشتم والتكفير وصنع الأكاذيب؛ وأن كل تحليلات الأمراء
والوهابيين عن خصومهم منبعها الحقد لا المعرفة، ويعتقدون
بأنهم أحرص من اليمنيين على أنفسهم، وان لهم مهمة واحدة
هي الحرب في كل بلد. ولاحظ الحسن أن انتصار (شرذمة
الحوثي) كما يسميهم الوهابيون تساوي انطباق السماء على
الأرض، وتساءل: (لماذا؟ من أنت؟ ما دخلك في حرب بين
يمنيين؟.. القطيعة السياسية المبنيّة على القطيعة المذهبية
لا تحقق للنظام وللوهابيين نصراً).
|
يسأل أحدهم: (لا أعلم ما هو سبب غضب شعوب الخليج
من الحوثي. يمني وفي اليمن، ما شأنك انت؟ أنتَ لا تستطيع
ان تختار مدير بلدية. يجب أن تصمت الى الأبد). ربما
لهم حق بأن يخافوا، فالداعشي البراك ينحى باللائمة على
(الصفويين) الذين صاروا على حدودنا: (اللهم اكفناهم
بما شئت)؛ فقد أصبح الوهابيون الذي يفجرون في كل الدنيا
ضحايا في المسألة اليمنية، وليس اليمنيون ضحايا السعودية
وسياساتها وقاعدتها ووهابييها.
القاعدي عوض الشهري يأتينا بتحليلات تاريخية يسقطها
على الواقع، ليوضح جهله بأنه ليس قارئاً جيداً لا للتاريخ
ولا للحاضر. يقول: (تذكرت بعض خلفاء بني العباس وتحالفهم
مع البويهيين والفرس والروافض ضد أي هاشمي، فكان سقوطهم
على أيدي أولئك الحلفاء). والشيخ الوهابي عبدالله المقحم
قدّم لنا بكائية شعرية، كعدد آخر من مشايخ الوهابية، فقال:
الطفْ بنا إلهنا
فقد أراعتنا الفتنْ
بالأمس نبكي شامنا
واليومَ نندبُ اليمنْ
فليت شعري يا تُرى
غداً يكونُ دورُ مَنْ؟
|
ألا في الفتنة سقطوا. وما لدينا من فتن معظمه جاء
من قرن الشيطان.
الصحفي خالد السليمان يندب: (أُكلتُ يوم أَكَلَ
الحوثي اليمن.. ساعتنا المنبهة في سبات).
من الواضح من خلال هذه التعليقات أن لا أحد من أنصار
آل سعود، ولا من أتباع التيار الوهابي يريد ان يراجع اخطاءه،
التي أدت الى سيطرة الحوثيين على صنعاء. فما جرى مجرد
حصاد لسياسات آل سعود الفاشلة.
تسأل مغردة عن مغزى كلمة (يحتلّون)؛ أفلأنهم حوثيين
صاروا يحتلون عاصمة بلدهم التي يسكنونها. في أحداث سوريا
كانت الكلمة تحرير! والمغرد الوصيبعي يعلق: (يتمنى
السعوديون لو استطاعوا لحدّدوا لكل دولة من دول العالم
دينها ومذهبها ولون بشرتها ولغتها ولهجتها وملابسها)!
مغرد مُسعوَد هو نايف بن عرويل اختلطت عليه الألوان
فرأى ان الرد على الحوثيين هو بقطع رأس الشيخ النمر ورميه
للكلاب، ولهذا فهو يدعو وزير الداخلية لتحقيق ذلك! وخالد
الزعتر يقول ان اليمن وصل الى نقطة اللاعودة، وعلى دول
الخليج ان تتقبل قيام الدولة الحوثية! أما الناشط والصحفي
مدلول الشمري فلاحظ غياب موقف النظام حول سقوط صنعاء:
(وزارة الخارجية السعودية وش موقفها)؟!
جمال خاشقجي، الصحفي المعروف، وذو الخلفية الإخوانية،
والمقرب من السلطات السعودية، حلل الأمر على نحو صحيح
فيما نظن: (اليمن كما نعرفه وبكل تقلباته منذ ١٩٧٠
انتهى، وثمّة يمنٌ جديدٌ يتشكّل. المملكة خسرت تفرّدها
بالتأثير هناك. سيظلّ لها نفوذ ولكن مع شريكٍ لا تحبّه)!
وقامت قيامة الوهابيين من القاعديين والدواعش حين
كتب المفكر محمد علي المحمود: (اذا كنّا لا نكفّر
الحوثيين، فما الذي يُغضبنا من تحولات موازين القوى بين
طوائف اليمن المسلمة؟ طبعاً ما حصل ليس هو الأفضل، ولكنه
أيضاً ليس الأسوأ)؛ وأضاف: إن (من أظلم الظلم محاولة
وضع الدواعش والحوثيين في سلّة واحدة. الفرق هائل، بل
ونوعي، ولا يقول بالتشابه إلا طائفي)؛ وتابع: (ان استطاع
النفوذ الحوثي القضاء على فلول القاعدة، وتحجيم نفوذ غلاة
السلفية، فهو نفوذ إيجابي).
كانت هذه التعليقات أكثر من كافية لأن يُحكم على المحمود
بالردّة؛ وسأل المحمود غلاة التكفيريين: (حدّدوا:
هل الحوثيون كفار حتى تغضبوا كل هذا الغضب. رجاءً أفصحوا
عن عقيدتكم؟)؛ ونصح: (يبقى الحوثيون جزءً من مكونات
اليمن الأصيلة. لنتجاوز رؤية الأحداث بعيون عقائدية؛
ولنقرأ المآلات السياسية لذلك بعيداً عن تضخيم الخطر الإيراني).
مثل هذه الآراء وجدت ما يوازيها: يقول الشيخ حسن
فرحان المالكي: (هذه الثورة اليمنية اليوم هي الثورة
الحقيقية. الثورة السابقة اختطفها الإخوان، وتحت أجنحتهم
نمت الدواعش. الثورة اليوم ثورة الفقراء والمسحوقين).
هذا أيضاً كان دافعاً للطلب بمحاكمته!
لكن أنّى تُسمع مثل هذه الآراء، فهذا يحذر من أن نجران
على الحدود اليمنية بلا أمير يحكمها! في إشارة الى وجود
أكثر من مليون إسماعيلي من قبيلة يام تقطن تلك المنطقة
الحدودية الملاصقة لصعدة. وهذا مشاري النملان يرى ما جرى
في اليمن حرباً على السنّة، ويتوقع للمرحلة القادمة أن
تشهد اسقاط دولة خليجية لم يسمّها. والإخواني كمال العثمان
يتساءل هل نسلّم بالأمر ونسمّي اليمن بالمملكة الحوثية؟
(١١) والسلفي المتشدد صالح الصقير ينتقد موقف حكومات الخليج
المؤيد لاتفاق السلم والشراكة، وقال ان تلك الشراكة ستتكرر
في البحرين والمنطقة الشرقية؛ والشيخ سعيد الغامدي يجمع
بين ان تكون اليمن مرتعاً لإيران، ونسخة من الصومال في
آن: اللهم لطفك!
المغرد فيصل الشنيفي يخاطب الصحويين السلفيين في السعودية:
(اجلسوا في المساجد للدعاء والبكاء، واخرجوا بفتاوى
الطائفية، ولن ينصركم الله)!
أما الشيخ سعد البريك فقد وضع وسماً سمّاه (الحوثية
والتمدد الصفوي)؛ وقد جاء به مقابل وسم آخر أطلقه بالتعاون
مع السلطات: (داعش: جهل الخوارج واختراق الاستخبارات)؛
بعد ان انتقده زملاؤه في التطرّف والطائفية.
الشيخ الداعشي عبدالعزيز الطريفي أفتى بالجهاد في اليمن
فقال: (جهاد الحوثيين واجب، واجتماع أهل اليمن على
ذلك فرض، ومَنْ وقف في صفّ الباطنيّة أخذ حكمهم، ولو علّق
المصحف في عنقه). يعني يجب قتل الحوثيين وقتل من يخالف
قتلهم، على طريقة الشيخ ابن سمحان الوهابي (ومَنْ لمْ
يكفّر كافراً فهو كافرٌ/ ومَنْ شكّ في تكفيره من ذوي الطّردِ).
تأتي الدعوة للجهاد في اليمن في وقت تزعم فيه الحكومة
السعودية انها تحارب التطرف القاعدي والداعشي، وتزعم أنها
تواجه فتاوى التضليل الداعمة والمحرضة على القتال الى
جانب تلك المنظمات الإرهابية.
الشيخ العريفي أفتى بالجهاد في اليمن أيضاً ولكن بطريقة
ملتوية، فقال: (رسائل واتصالات تصلني وتصل غيري من
اليمن يصرخون أنقذوا اليمن. الوقوف مع اهل الحق في اليمن
ونصرتهم من أوجب الواجبات: وإن استنصروكم…). ولأن العريفي
يحرّض ثم ينفي كما فعل في سوريا ومصر والعراق، رأت المغردة
كوكا الشمري الاحتفاظ بصورة التغريدة لأنه سينكرها لاحقاً.
والحقيقة فإن كثيراً من المشايخ الوهابيين والإخواسلفيين،
وحتى مدعو الليبرالية حرضوا على الذهاب الى اليمن للقتال
الطائفي، بل ودعم القاعدة، الى حدّ الذبح.
هذا دكتور اسمه صنهات العتيبي يطالب بالذبح فيقول:
(الاخوان في اليمن اندمجوا في الدور السياسي ونسوا الدور
العسكري. الوقت لم يعد وقت مظاهرات، وإنما الذبح.. الذبح)!
فهل عاقبه أحد، وهو يقوم بالتحريض على العنف والدم منذ
سنوات؟
ترى ماذا تفهم أيها القارئ من هذا النصّ: (دافعوا
عن السنّة وعن بلادكم.. هي معركة وجود وهويّة..).
اليس الذهاب والقتال، حتى وإن كان المخاطب يمنيون؟
وهذا الإخواني محمد الحضيف، الذي كان ابنه قاعديا وقتل
شرطياً سعودياً فتمّ إعدامه.. يريد أن يسمع صوت قعقعة
السلاح، فهو ليس وقت جدل كما يقول! وهذا الشيخ صالح الحربي
يطالبنا بالتأمل في حديث اكتشفه حديثاً! يتضمن التالي:
(ستُجَنّدون أجناداً: جنداً في الشام، وجنداً في العراق،
وجنداً باليمن). هل تفهم من هذا غير أن تصبح جندياً من
جنود داعش والقاعدة والنصرة.. وقاعدة جزيرة العرب؟!
دعنا من التحريض المبطّن من أن الحوثيين يريدون احتلال
الأراضي السعودية حتى الطائف كما يقول الفيفي؛ فهذا الإخواسلفي
الشيخ عوض القرني يتوقع فقط (فهو لا يدعو بالصراحة) يتوقع
ان تنضم أعداد كثيرة من شباب اليمن للقاعدة، لعدم وجود
بديل في الساحة! والحقيقة ان القرني يتمنى انخراط الكثيريين
مع قاعدة جزيرة العرب لمحاربة الحوثيين، وهذه الرغبة عكسها
بطريقة ملتوية. ولما كان الإخوان غير جاهزين للقتال، فليكن
دعم القاعدة بديلاً كما يفعل إخوان مصر ايضاً!
ومن التحريض المبطّن قول الشيخ البريك بأن ايران استطاعت
على بعدها ان تنصر الحوثيين، في حين ان البريك وجماعته
لم يستطيعوا نصرة نظرائهم رغم القرب الجغرافي. والمعنى
هو أننا قريبون فلماذا لا تتنادون لنصرتهم بالسلاح!
الدكتور النعمي علق على فتاوى العريفي والطريفي بالجهاد
في اليمن بأنها (دعوات انفعالية تشوّه المبادئ العظيمة)!
والدكتور بخش يقول: (عادت جوقة المحرّضين القَعَدَةْ.
قولتهم قولة المنافقين: لو استطعنا لخرجنا معكم)!
صحيفة الإقتصادية حذرت بلسان السلطة: (الداعون للخروج
للقتال في اليمن.. محرّضون لا بدّ من ملاحقتهم)؛ والإعلامي
السياسي سليمان الهتلان يعود الى نفس الحكاية: (هدأ التحريض
للجهاد في سوريا، وها هو ينشط تجاه اليمن. لا تقذفوا بشبابنا
في أتون حروب عبثية يصبحون حطبها ثم ندفع نحن ثمنها)!
اما الاعلامي محمد الحمزة فقال: (اليمن فيها رجال وليست
في حاجة لصراخكم)؛ ولاحظت مغردة بأن اليمنيين أنفسهم لم
يفتوا بالجهاد، واعتبروا الحوثي حزباً سياسياً، وهؤلاء
يحاولون سفك الدماء بأيّ وسيلة). واضافت بأنه ما دعا العريفي
في بلد الى شيء إلاّ وحلّت اللعنة به. فيما حذر عبدالله
بن ظافر من الإنسياق وراء دعوات التخريب، فاليمنيون يستطيعون
الدفاع عن أرضهم ودولتهم! ودعا ابو مالك السليمي الله
ان يحفظ اليمن من شر فتن العريفي وتحريضه ودعواته الطائفية؛
وتساءل (لماذا الدولة صامتة عن تحريضه وقد دمر عالمنا
العربي، وجعل شبابنا يقتل بعضهم بعضا)؟ والداغستاني
يحذر الشباب من ان يضحك عليهم العريفي الذي يدعو غيره
للجهاد في حين يقضي وقته في فنادق اوروبا، واضاف: (ليرينا
شجاعته ورجولته ويذهب مع الطريفي الى القتال)!
اما الوصيبعي فيخاطب مشايخ الوهابية: (دمّرتم العراق
ثم سوريا والدور الآن على اليمن. دعوا الدول في حالها
فلستم أوصياء على أحد)؛ واضاف: (ذريعة امريكا لتخريب أي
دولة هي الإرهاب، وذريعة الدواعش: الشيعة). ومثله تقول
سعاد: (ما خرّب الثورة السورية إلا تدخلكم يا سعوديين..
لا تتدخلوا)!
أحد المغردين ذكّر العريفي برغبته سكنى الشام وبحثه
عن عقاري يشتري له مزرعة هناك ليعيّد الفطر؛ (يا قرّة
عيني، إذا تَبِيْ مزرعة باليمن، أعرف لكَ شريطي عقار،
يماني، شاطر جداً)!
أخيرا فإن روان تقول بأنه طالما العريفي يريد ان يجاهد
باليمن، فالأمل في ضاحي خلفان يتبرع له بطائرة تنقله الى
هناك، فلربما استشهد!
وكان ضاحي خلفان قد اعلن استعداده لنقل العريفي الى
سوريا ان أراد الجهاد بطائرة خاصة!
|