جامعة ابن تَيْمِيَةْ
كلّما زاد العنف الداعشي والقاعدي، نقّبَ الباحثون
عن جذوره ومرجعيته الفكرية، فلا يهتدون سبيلاً إلا الى
دعوة محمد بن عبدالوهاب النجدية، ثم حين يدرسون جذور دعوة
الوهابية يجدونها تتصل الى ابن تيمية الحرّاني. لهذا تعرض
هذا الأخير للنقد داخل السعودية قبل غيرها، حتى أن أحدهم
كتب مقالاً بعنوان (ابن تيمية ليس أهم من الوطن). وفي
الآونة الأخيرة تتالى النقد في عرض العالم العربي والإسلامي
لابن تيمية الذين يلقّب بشيخ الإسلام، وبعض الدول منعت
كتبه من أساسها.
آخر النقد جاء من الإمارات في ندوة تبحث اسباب التكفير
والتطرف والعنف، تحدث فيها سعيد ناشيد فقال ان ابن تيمية
من فقهاء عصر الانحطاط وبداية الانغلاق الديني؛ ووصف ابن
تيمية بأنه (كل الاسلام الديني المتطرف ويجدون فيه ما
يجدون، وهو الذي كفر الجميع بلا استثناء، ونسيَ ان يكفّر
نفسه، الا مجموعة قليلة جداً لم يكفرها).
الاخواسلفي المتطرف محمد الحضيف وجدها فرصة للطعن في
الإمارات، واضاف: (معضلة حين تتصدّى الزبالة للحديث عن
العقل). وقابله آخر بأن التوجه الديني في الإمارات يتجه
نحو نشر التصوّف والخرافة بقيادة الجفري ومؤسسته، مضيفاً
بأن عدوهم الأول هو ابن تيمية. ولاحظ السلفي عبدالله الهدلق
بأنه (مهاجمة ابن تيمية أصبحت ظاهرة ثقافية عند محتسي
القهوة هذه الأيام)؛ واضاف: (تراث هذا الإمام العظيم لا
يفهمه من استقى أغلب ثقافته من مجلات الحلاّق)!
لم يكتف الحضيف بتغريدته بل ابتدع هاشتاقاً بعنوان:
(جامعة ابن تيمية لعلوم الشريعة اللغة العربية) داعيا
الى تأسيسها وسأل: (من يتبنّاها ويستقطب ابناء العالم
الاسلامي، لوقف التمدد الشيعي الصفوي المجوسي؟)! فهذا
هو هدف الجامعة، وكأن جامعة الامام محمد بن سعود والجامعة
الاسلامية التي تخرج شرعيي داعش لم تكن كافية! وانبرى
صالح الصقير ليقترح على الملك سلمان تبني الجامعة من أجل
ترسيخ الدعوة السلفية ونشرها بعد ان شوهها اعلامنا المختطف
حسب قوله؛ ليختم محمد المنصور التعليقات بالقول: (اذا
تفعّلت هذه الجامعة، سيُصاب أعداء الأمّة بجلطة دماغية)!
ولكن ليت الأعداء اُصيبوا بالحُمّى من جامعة الامام او
الاسلامية في المدينة او ام القرى. جامعاتكم لا تخرج إلا
مشايخ تطرف وعنف وتكفير، يُخرجون الناس من دين الله أفواجا!
ولا علاقة لها بعلم ولا عقل!
|