الحزن والوهن في عاصفة الحزم!
محمد السباعي
لا مكان مثل (تويتر) يمكن من خلاله قراءة الرأي العام
الشعبي في مملكة آل سعود. فقد أصبح تويتر الوسيلة الشعبية
الأولى (وهي تسبق الفيس بوك) في التعبير عن الهموم والآراء،
وفي البحث عن التحولات في الإتجاهات السياسية والفكرية
والنفسية للمواطنين. لا عجب أن تجد مثقفي البلاد وناشطيها
وحتى مسؤوليها لهم مواقعهم على خارطة هذا الوافد الجديد
في صحراء الاستبداد. المملكة من الخارج شيء مختلف، تصنعه
الدعاية الرسمية الحكومية، أما في الداخل فهناك عالم متلاطم
من الأفكار والنشاطات والإبداعات ترسم صورة أخرى لها ولشعبها
ولنظام الحكم فيها.
شُغل الرأي العام السعودي بقضية الحرب على اليمن طيلة
الأسابيع الماضية، بحيث تصاغرت كل الموضوعات الأخرى من
حيث الاهتمام والتعليق. كيف لا، والحرب قادرة أن تقلب
الوضع المحلّي رأساً على عقب: سياسة واقتصادا وثقافة وأمناً.
المواطنون يعلمون باحتمال ارتداداتها من جهة دفع فاتورة
الدم، والتهجير لعشرات الآلاف من المواطنين من القرى الحدودية،
بل وتدميرها كما حدث في حرب آل سعود السابقة على اليمن
في 2009. إلا أن زخم الحماسة بين جمهور النظام المؤيد
للحرب قد انخفض كثيراً، بعد أسبوع من اندلاعها، وذلك بسبب
انسداد أُفقها على مستوى الغارات الجوية، والتردد في خوض
غمار الحرب البرية المكلفة. حتى وسائل الإعلام السعودية
خفّضت من تغطيتها للحرب بشكل كبير (خاصة في الصحف). لكن
الجدل لا زال قائماً بشأن الحرب وآفاقها، والأوهام المتعلقة
لدى البعض بها.
# عاصفة الحزم
الإخواسلفي محمد الحضيف متحمّس للحرب، في بعدها الطائفي،
ويعتقد أنها ليست حملة عسكرية عادية (بل مشروع إنقاذٍ
لإمّة). والصحفي جمال خاشقجي، الذي يعرّف نفسه بمستشار
لدى الحكومة السعودية، يفكر بذات الإتجاه، ويرى أن الحرب
ليست قصفاً بالطائرات فقط، بل هي أيضاً (سياسة ودبلوماسية،
ومشروع بناء لمستقبل أفضل). ويتمدد حلم الخاشقجي الى السيطرة
على لاذقية سوريا، ولو كان بإمكانه النطق، لوصل الى طهران
أيضاً.
اما المعارض السعودي كسّاب العتيبي، والذي عاد توّاً
بصفقة خاصة مع الأمراء، فهو سعيد بما ينشره الإعلام القطري
والسعودي من انتصارات في اليمن، وهو يعتقد بأن المبادرة
بيد آل سعود، وأن الآخرين كروسيا وايران يبحثون عن حلّ
لحفظ ماء الوجه. وبلغت الحماسة بكسّاب وهو يرى النصر السعودي،
أن قال: (لو يأمرني أبو فهد ـ يقصد الملك ـ كان شِفْتوني
بكرة في صعدة معقل الحوثيين).
الشيخ محمد السعيدي بلغ به اليأس حدّاً لا يطاق، حتى
جاء الفرج على يد ضربات عاصفة الحزم كما يقول. لكنه بالمناسبة
ينصح البعض بعدم إقحام عبارات علمانية في توصيف الحرب،
فهي حرب دينية، وليست سياسية. يعني أنها حرب بين الإسلام
السعودي، والكفر اليمني!
وأظهر أمير مكة خالد الفيصل براعته في قصيدة شعبية
يمجد فيها الجنود السعوديين؛ كجزء من مشاركته في الحرب؛
والأكاديمي خالد الدخيل مقتنع بتحقق النصر، وهو لا يتحدث
إلا عمّا بعده، ويحذر من حوار قبل نزع سلاح الحوثيين،
او قبول أي دور لإيران، لأن ذلك يطعن في شرعية الحرب السعودية
على اليمن وأهدافها. في حين تحذر الصحفية حليمة مظفر من
(الإخونجية) الذين يظهرون انفسهم حلفاء في الحرب السعودية،
فهؤلاء حسب قولها (يتلونون بحسب مصالحهم، فيوم معك ويوم
عليك).
الناشط المعارض حمزة الحسن سمّى عاصفة الحزم، بعاصفة
الوهم، لأنها (أوهمت كثيرين بانتصار سريع وساحق) ونصح
الحكومة بأن (تتدارك جمهورها، فرفعُ المعنويات سيُحدث
إحباطاً كبيراً بالهزيمة لن تستطيع تحمّلَ نتائجِه). ولاحظ
أن (من يتمنّى الإسراع في الحرب البريّة إثنان: جاهل بمآلها
المشؤوم على المعتدي؛ أو إخواني متسلفن/ سلفي متأخون يريد
أن يبني مجداً قطرياً على أنقاض الهزيمة). والحسن متأكد
والحرب في اسبوعها الأول بأنه (ليس مبكراً القول بأن حرب
الشرّ قد أخفقت في تحقيق أيٍ من أهدافها، ولا يبدو في
الأفق سوى الهزيمة النكراء). ويسخر من جنرالات آل سعود:
(يعني احنا ما خَلَصْنا من مونْتْغِمْري بن سلطان، يقوم
يجينا رومل بن سلمان؟ حرام حرام).
|
المغردة ليان الحربي ضد الحرب وهي تشهد القتلى من المدنيين
أطفالا ونساء، فتقول: (قلنا السلاح أعمى، يقتل المذنب
والبريء، قالوا أنتِ تابعة لإيران! أتكلّم إنسانياً يا
معدومي الإنسانية). وتضيف معلقة على صواريخ طائرات مكتوب
عليها (عاصفة الحزم/ اهداء للنصراوية) اي لمؤيدي نادي
النصر الكروي في الرياض: (إنها قمة الإستخفاف بأرواح من
يسقط عليهم هذا الصاروخ من الأبرياء). ومن جانبه يكشف
الدكتور فؤاد ابراهيم بأن وزير الدفاع محمد بن سلمان (أخبر
الأمراء في بداية العدوان بأن الحرب ستستغرق عشرين يوماً،
وحين بدت بوادر الفشل أبلغهم بأنها ستمتد الى ستة أشهر).
حوى هاشتاق عاصفة الحزم، عرضاً لانتصارات سعودية لا
أول لها ولا آخر، والبركة في (عاجل العربية) و(عاجل الحدث)،
وعواجل المواقع الالكترونية السعودية الحكومية. لكن، مع
هذا، فإن زخم التعاطف مع الحرب آخذ بالإنحسار، بسبب طول
المدّة، ورتابة التقارير الحكومية عن انجاز العاصفة المزعومة،
وعدم قدرة الضربات الجوية على احتواء التمدد الحوثي والذي
يكاد يسيطر على كل المدن اليمنية الكبرى.
في هذه الأثناء ظهر بين مشايخ التطرف الوهابي من أراد
أن يأخذ المعركة الى الداخل ضد المواطنين الشيعة، كما
ظهر لنا غيرهم ممن يزعمون الحرية والليبرالية ودولة القانون.
حسين شبكشي، الصحفي في مجموعة الآبحاث والتسويق يغرد:
(جاري إعداد قائمة بأهم المؤسسات التجارية في السوق السعودي
التي لملاكها تعاطف وتأييد لتنظيم حزب الله الإرهابي،
وسيتم بّثها هنا تِباعاً). و الإعلامي وليد الفراج في
مجموعة ام بي سي يفاخر نابشاً التاريخ الدموي للوهابية
فيقول: (أجدادنا وصلوا كربلاء، والحديدة، وآباؤنا حرروا
الكويت، والأحفاد في الحدّ الجنوبي. احذروا أهل الجزيرة
العربية). إن استثارة الذاكرة التاريخية اليمنية المُثقلة
بمآسي الماضي التي سببها اكثر من عدوان سعودي، سيجعل من
شعب اليمن خصما، ان لم يكن عدواً لعقود ماضية، يقول حمزة
الحسن؛ فقصف المدنيين اليمنيين، يعني ان الرياض (فرطت
بما تبقى لها من رصيد لديهم). كما يعني ان الرياض خسرت
معركة قلوب اليمنيين؛ وأن الحرب المفتوحة سعوديا على اليمن
تنتج عداءً مفتوحاً مقابلاً سيبقى لعقود قادمة. الحروب
المدمّرة لا يمكن أن تُنسى بسهولة.
|
وينصح الباحث والصحفي طراد العمري مواطنيه بعدم تحويل
الصراع السياسي الى ديني، ومن يفعل فإنه (لا يعرف مدى
العبث، وحجم الجريمة المرتكبة). ويعتقد موقع اعتقال المتخصص
في معتقلي الرأي في السعودية أن (صناعة الأعداء فنّ لا
يجيده إلا الحمقى. القتل يورث القتل)، ووصف الموقع الملك
سلمان بأنه هتلر. اما رئيس تحرير الشرق الأوسط الأسبق
عثمان العمير، فدخل المعركة مؤيدا كما هو متوقع، خاصة
وهو يرى خطراً على وجود الكيان السعودي نفسه، ورأى بأن
الوقت ليس وقت تصفية حساب مع الإخوان، مع انه من أشد معارضيهم.
قال: (مرحباً بهم، المعركة واحدة، والعدو واحد، حين تكسب
صوتاً فقد حررتَ شبراً). وطالب العمير، غامزاً من قناة
دبي ابن مكتوم، بأن تصادر الدول التي تخزّن بنوكها بلايين
علي عبدالله صالح، أن تصادرها لتمويل عاصفة الحزم.
تلقف جمال خاشقجي ذو الميول الإخوانية الدعوة فغرد:
(في الأزمات لا نجد سنداً أفضل من أحزاب الإسلام السياسي)؛
وتمنى وروج مراراً ان تلتفّ عاصفة الحزم فتصل الى سوريا،
بعد النصر في اليمن طبعا! أيضاً انتقد الإخواسلفي، الشيخ
السعيدي، اولئك الذين يقللون من شأن الانتصارات التي تحققت،
واعتبرها قلوباً تشرّبت الهزيمة ولم تعد تميّز رائحة النصر.
وزميله الآخر المقحم غرّد مبكّراً بشعر النصر:
إيرانُ تبكي اليوم خيبَتها
وتضجُّ بالأحزانِ واللطمِ
قُصفتْ بركلِ العالمين كما
قُصِفتْ بعاصفةٍ من الحزمِ
|
وفي حين تكرر البروفيسورة مضاوي الرشيد موقفها من الحرب
فتقول: (أعارضُ حرباً على أفقر بلد عربي، وقصفاً على رؤوس
مواطنيها، وتدميراً لأطفالها ومستقبلهم).. فإن سليمان
الضّحيّان يحذر: (نصف حرب يعني انتحار. كل حوار مع تفوّق
احد المحاورين بالسلاح هو استسلام)؛ ويضيف داعياً الى
مواصلة الحرب: (عاصفة الحزم هي اول حرب سعودية، وأي تقهقر
او عدم حسم، او تراجع أو عدم تصميم الى النهاية، هو بمثابة
صكّ عار في تاريخ السعودية).
السؤال هل تملك السعودية ضمانة النصر، أم انها أقرب
الى الهزيمة؟ وأما ريما الوابل فعلّقت على تصريح سعود
الفيصل: (لسنا في حرب مع ايران) بعد ان كان يقول بأن الحرب
هي معها في الأساس.. علقت فقالت: (حسافَةْ! كميّة الهياط
عند بعض أبناء الشعب عالية، وقد تعاملوا على أساس تصريحات
معاليكم السابقة)!
# أردوغان في طهران
أتعب أردوغان الخليجيين طيلة أسبوعي الحرب الأولين!
مؤيديه الخليجيين من الإخوان والإخواسلفيين. بداية قال
إنه يؤيد عاصفة الحزم، وإنه مستعد للمساعدة؛ وانتقد طهران
بشدّة على مواقفها، وطالبها بسحب قواتها من سوريا والعراق
واليمن. تلاها خبر تراجعه عن تصريحه؛ ثم جاء خبر بأنه
سيلغي زيارته لطهران؛ ثم جاء تأكيدٌ لها، فزيارة لوزير
الداخلية السعودية لأنقرة قبل ساعات من سفر اردوغان الى
طهران؛ ليختم المشهد باتفاقيات اقتصادية وسياسية ثمان،
تركت مؤيديه في حيرة من موقفه المتقلّب.
ابتهج الإخواسلفيان أحمد بن سعيِّد والحضيف من موقف
أردوغان؛ واعتبر الحضيف مواقف اردوغان الخشنة من طهران
ثمرة ايجابية من ثمرات عاصفة الحزم؛ وكانت قناة الجزيرة
ومغرّدو الإخوان الخليجيين يتماشون جنبا الى جنب في الترويج
للسلطان العثماني ومواقفه المبدئية! حتى وكالة الأنباء
السعودية ابتهجت بالموقف التركي، ولو كان سياسياً فحسب؛
مع أن بعض الإخوانيين السعوديين ذهبوا بها مذهبا بعيدا
ورأوا تصريحات اردوغان (بمثابة تغيّر جذري في العلاقة
بين طهران وأنقرة).
فجأة ظهر هاشتاق يقول: (أردوغان ينفي دعمه لعاصفة الحزم)
فسارع الإخواسلفيون في المملكة الى نفيه.
وفجأة مرّة أخرى، ظهر خبر في صحيفة الرياض السعودية
يقول بأن أردوغان ألغى زيارته المقررة الى طهران احتجاجا
على تدخلها في الشؤون العربية. ولحقتها صحيفة الجزيرة
السعودية؛ ومثلها الجيش الإلكتروني التابع للمباحث وأصحاب
الأخبار العاجلة. فلا مجال اذن سوى التصديق!
|
الشيخ سامي الرّوقي علق بأن أردوغان (رجل عظيم لا ينحني)؛
والثبيتي وضع يده على قلبه وقال: (كدنا نضيّع حليفاً استراتيجياً
مثل تركيا من أجل حقد التويجري على الإخوان. تركيا وقطر
تقفان في الصف السعودي الآن). والأمير السعودي محمد بن
بدر أثنى على حكمة عائلته التي تعرف فيمن تثق: (دولتنا
لا تضع يدها في يد أحد إلا وهي واثقة به)؛ واضاف: (لكل
من شكك في أمانة ونزاهة أردوغان، ها هو الآن يُثبت مدى
صدق تحالفه مع عاصفة الحزم). شيخ آخر إخواسلفي هو سعد
التويم قال بتفاخر: هذا هو أردوغان (لم ندعمه بالرز ـ
في اشارة الى السيسي ـ ولم يشتمنا إعلامه). وفالح الدهمان
يكتب بأن موقف أردوغان (نسفَ إحدى الجبهات الحوثية الإيرانية
المستعربة من الخلف. خبر صاروخي دمّر جبهة صابر). ومشاعل
الحقباني تغرد مؤكدة على أن مواقف اردوغان نابعة من دين:
(هذه إخوّة الدين يا أحبّة). أو كما يقول الهَيْضَلْ:
(هكمذا الزعماء الذين يبحثون عن مصلحة الأمّة).
لكن أردوغان صفع الجميع من خلال وكالة الأناضول: ليس
هناك تغيير في برنامج الزيارة لطهران: (نحن من يقرر ذهابنا
من عدمه. لم نغيّر برنامجنا، لكننا نتابع اليمن). وزاد
وزير الخارجية التركي: (ليس لأحد حق الإعتراض على علاقاتنا
مع ايران، هي دولة شقيقة ومهمة بالنسبة لنا أكثر من غيرها)؛
والهدف الوصول بالحجم التجاري بين البلدين الى ثلاثين
مليار دولار سنوياً.
قبل ساعات من سفر أردوغان الى طهران، فاجأنا الأمير
محمد بن نايف وزير الداخلية بزيارة لأنقرة ليلتقي أردوغان؛
وترقب الإخواسلفيون نتائجها بفارغ الصبر من أجل ما أسموه
بـ (دحر العدو الإيراني) في معركة الوجود، حسب رأيهم.
قيل ان اللقاء استمر لساعتين تقريباً، وأدرك الجميع بأن
هناك رسالتان: واحدة لأنقرة، قال الإعلام الموالي لقطر
أنها إغراء لتركيا بصفقة سلاح تخفف اندفاعتها نحو طهران؛
وأخرى لطهران من أجل إفساح الطريق لحل سلمي بعد انسداد
العمل العسكري حتى الآن. وحسب المعارض السعودي السابق
كسّاب ذي الميول الإخوانية: (إن نجح اردوغان في إيران
في عمل شيء إيجابي يُلبي مطالب عاصفة الحزم فجميل، وإلاّ
فالعاصفة مستمرة. زمام المبادرة بأيدينا، وهذا هو الأهم).
بيد أن الدكتور عبدالخالق عبدالله، مستشار حكام الإمارات،
حذر من أن (حسابات اردوغان انتهازية بحتة، وهي التي تحدد
مواقفه السياسية) وتساءل: (هل سيحصل من إيران على مكاسب
إقتصادية أفضل من تلك التي سيحصل عليها من السعودية)؟
الجواب من عندنا: نعم!
وصل اردوغان الى طهران، وفجعت صور الإستقبال، الإخوان
في العالم العربي عامة، والإخواسلفيين في الخليج بنحو
خاص. وأضافت صور لقاء أردوغان مع المرشد آية الله السيد
الخامنئي ملحاً الى جراحهم. تبخّر الحلم بالحلف السنّي
(التركي الباكستاني السعودي). وطفق الجميع يبحث عن ترقيع
بعد اعلان عن اتفاقيات اقتصادية ضخمة، فيما شتائم وسخرية
جاءت من المعارضين.
المغردة فاطمة تخاطب المغردين السعوديين: (السياسيون
لا يهمهم سخافاتكم ومذهبياتكم التي تتعاركون من أجلها،
وإنما تهمهم مصالحهم، ومن ثمّ مصالحهم، ضاربين بكم وبطوائفكم
عرض الحائط)؛ فيما قال سعودي مؤيد للحرب متألم مما صنع
اردوغان: (غاب العَلَمُ التركي عن التحالف العربي في مواجهة
الخطر الفارسي باليمن، ورفرف علم أردوغان في طهران).
وكذا تألم إخوان التجمع اليمني للإصلاح الذين رفعوا
صور اردوغان الى جانب سلمان وتميم قطر، فيما أنحى الحضيف
بالنتيجة السلبية واللائمة على الخليجيين: (يطالبون ان
تتدخل تركيا بما يوازي حجمها الإقليمي، لكن ليس لديهم
الإستعداد لمساعدتها بما يوازي حجمها الإقتصادي والاستراتيجي).
وتابع مبرراً: (تستورد تركيا اربعين بالمئة من حاجتها
من الطاقة من ايران. لم يفكروا بتغطية هذه الحاجة ويحرروا
تركيا من قبضة ايران).
# برلمان الباكستان على
الحياد
وضعت الرياض الباكستان ضمن الدول العشر المشاركة في
حربها على اليمن، بدون إذن منها. لم نعلم هذا، إلا متـأخرين،
بعد أن رفض برلمانها المشاركة في العدوان، ووقوفه على
الحياد، مع دعمه للسعودية، في حال تعرّض الحرمان الشريفان
أو اراضيها للخطر! لم يكن هذا ما ينتظره ال سعود وموالوهم،
فقامت النياحة، وتحوّل المديح للباكستان الى شتائم واتهامات.
أبو فايد يندد بالديمخراطية كما يسمِّيها لأن ايران
اشترت ولاء النواب الشيعة والإخوان والمستقلين، فصوتوا
لغير صالح الرياض. رد عليه أحدهم: من أين لإيران الأموال
الطائلة. لا بد أنها اموال قطرائيلية! والشيخ الفراج تألم
فقال بما يفيد بأن شرف الدفاع عن الحرمين لا يستحقه الباكستانيون؛
وأنحى مغرد باللائمة على فساد الباكستان التي تزوّر فيها
الشهادات وشراء الأصوات وتباع الذمم! (يا عيني! وهل السعودية
أقلّ فساداً في هذا؟). ونشرت جريدة اخبار الخليج البحرينية
التابعة لرئيس وزرائها كاريكتيراً مخزياً ومعيباً يصور
الباكستانيين بأنهم يجرون وراء المال ولكن لا يتحركون
حينما يحتاج الخليجي اليهم.
|
المغرد العقيل يعتقد بأن (سياسة رشّ الفلوس) السعودية
هي السبب وراء الموقف الباكستاني؛ فالكل (سوف يبتزّنا).
ويضيف: (أمس يتغزّلون بالشجاعة الباكستانية، والحين يعيرونهم
بعنصرية مقيتة). حتى أمير نجران، جلوي آل سعود، يقول:
(برلمان باكستان خسيس، لشعب خسيس، كان يعمل لدينا خدم).
والشهراني يطالب بجهالة واستعلاء بالتالي: قبل معاملة
الباكستان بالمثل، يجب ان تكتشف المخابرات السعودية من
هو الخائن في البرلمان الباكستاني! حقاً ما يقوله الدكتور
فؤاد ابراهيم: (آل سعود ربّوا جمهوراً على شاكلتهم. من
ليس معهم، قُذفَ بما لا عين رأتْ ولا أُذُنٌ سَمِعَت).
وسرت عدوى الشتائم الى الإمارات، فهدد وكيل وزارة خارجية
الامارات (انور قرقاش) الباكستان: فهي (مطالبة بموقف واضح..
المواقف المتناقضة والملتبسة في هذا الأمر المصيري تكلفتها
عالية). وقد رد عليه وزير الداخلية الباكستاني لما في
ذلك من إهانة لعزة الباكستان كما قال. اما مستشار حاكم
ابو ظبي، الدكتور عبدالخالق عبدالله فنعى حكام الخليج:
(تركيا باعتنا.. وباكستان تخلت عنا.. يبدو في هذه اللحظة
ما لنا غير ماما أمريكا)؛ ووصف قرار البرلمان الباكستاني
بأنه (انتكاسة للدبلوماسية الخليجية).
|
الصحفي عصام الزامل سخر: (أجلْ تقولون ان نووي باكستان
رهن اشارتنا)! وتسأل مغردة: (بما انكم واثقين بالجيش السعودي..
ليش زعلانين من باكستان؟ ليش تعتبون على مصر والأردن وغيرها؟...
قبل كم يوم كان الباكستانيون ابطال، وكالوا المدح بالجيش
الباكستاني. الحين صاروا جبناء، ونهايتهم عُمّال؟!).
رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية، والنجدي الأصل،
احمد الجار الله، يشكر المصائب التي عرّفته العدو من الصديق،
وسأل منبهاً او مهدداً: (كما باكستاني يعمل في دول الخليج؟).
اما الشيخ سعد الدريهم فيقول بأنه لا يحمي البلد إلا اهلها؛
وان من اكتسح العالم في ربع قرن لا يحتاج للباكستان او
غيرها. يقصد ان النجديين هم من أقاموا الفتوحات الاسلامية!
ولا يحتاجون أحداً!
ومن أهم التغريدات، ما جاد به عزيّز ساخراً وهو يخاطب
قومه: (لا تحزنوا إن الله معنا.. وأمريكا).
# مقتل عبدالملك الحوثي
بالمختصر.. تمّ سطو الهاكرز السعودي التابع لوزارة
الداخلية السعودية، على موقع تويتر ويوتيوب التابع لقناة
العالم الإيرانية. ووضعوا خبراً يقول بمقتل السيد عبدالملك
الحوثي بقصف سعودي. كان ذلك بعد الساعة الثانية من منتصف
الليل بتوقيت السعودية. قامت قناة العربية وفي نشرة اخبار
الثالثة فجرا بتغطيته كخبر أول وتضخيمه والحديث عن تداعياته
واجراء مقابلات مع يمنيين مؤيدين للسعودية حول الأمر،
واستمرت التغطية خمساً وعشرين دقيقة. المغردون الموالون
فرحوا للأمر، وبارك بعضهم لبعض، وكانت عواجل العربية والحدث
وغيرها تضخّ التهاني والشتائم والشماتة. ولكن بعد اكثر
من ساعتين من الاختراق، كذبت قناة العالم الخبر.
|
تداولت المواقع السعودية الإلكترونية والصحف والقنوات
الخبر بسرعة، وكل منها يضع كلمة (عاجل). وظهر في الوقت
عينه هاشتاقان: هلاك عبدالملك الحوثي، ومقتل عبدالملك
الحوثي، ثم اضيف ثالث: مقتل الحوثي. ويركز الخبر على أن
ايران تعلن رسميا مقتل الحوثي، بل أن أحد المواقع اضاف:
(مظاهر الفرح تعمّ سماء صنعاء بعد اعلان مقتل الحوثي وانهيار
شبه كامل لمليشياته في صنعاء). وزاد البعض بالقول انه
قتل معه ضباط من الحرس الثوري الإيراني!
خريج السوربون فهد العرابي الحارثي، استخدم هاشتاق
قناة العربية، من محطتها، وشمتَ داعياً: (عسى اليد اللي
قصفت الخسيس ما تنشلّ. انها بداية الطريق للقضاء على كل
أذناب إيران). الفهيد كما الإخوان والسلفيون فرحون: (اللهم
لك الحمد والشكر. خبر يثلج الصدور، وعقبال جماعته). والأميرة
الهنوف آل سعود: (الحمد لله، وشكراً لك يا رب. اللهم عجّل
بهلاك انصاره ومعاونيه، وكلّ من والاه). وأحد وهابية آل
الشيخ يقول فرحاً: (ها هي عاصفة الحزم تؤتي أُكُلَها.
الله أكبر، الله أكبر، والبقية الباقية من الخونة هذا
مصيرهم). حتى رئيس شرطة دبي السابق، ضاحي خلفان، زايد
في الأمر، وقال انه قتل يوم السبت، وليس فجر الأحد! وان
الحوثيين اختفوا، وأنه يتمّ تشييعه! واستمر في سرد الإشاعات
التي هي اخبار مؤكد عنده، فلديه اربعة شهود، ومع هذا التأكيد
يعود فيقول ان الحوثي يمكن انه مصاب اصابات خطيرة. بل
ان خلفان وبعد يوم من انكشاف كذب الخبر لازال مصراً: (شيء
واحد فقط ينفي موت الحوثي، خروجه مكذباً لما يقال عنه).
|
الجمهور السعودي المغذّى طائفياً كان يبحث عن نصر وهمي
او فضائي، كان صعباً اقناعه ليشكّ ولو قليلاً باحتمال
كذب الخبر. المغرد حمزة جمجوم علق ساخراً: (أكثر شخص يموت
هو عبدالملك الحوثي، وبمعدل ثلاث موتات كل أسبوع)! والمغرد
زيد لفت النظر الى ان قناة العالم تبث برامجها الاعتيادية،
وان صفحة القناة على تويتر فقط هي من تدعي مقتل السيد
الحوثي. لا أحد يسمع، فالتهاني أعلى صوتاً!
موقع دراسات ايرانية لفت النظر ايضاً: لا يوجد خبر
كهذا في وكالات انباء ايران، فقط في موقع تويتر لقناة
العالم! (ما يفيدْ. عمّكْ أَصْمَخْ! كما يقول المثل).
حمزة الحسن اكد ان الخبر مكذوب في حينه، وان رأسمال الخبر
مجرد اختراق لحساب في تويتر، وان نشره جزء من الحرب النفسية؛
واشار الى ان قناة الجزيرة لم تشر الى الخبر بتاتاً، وان
العربية منحته تغطية كبيرة، موضحاً (عندنا جمهور يائس
يبحث عن نصر كاذب ضد عدوٍ مصطنع). واستنتج: (مشاعر الفرح
بالخبر الكاذب مخيفة. هذه الموالاة في حال الهزيمة هي
من ستثور على آل سعود، وليس المعارضة. أبداً لن يتحمّلوا
وقع الهزيمة).
واخيراً بثت العالم ما يفيد بكذب الخبر المفتعل؛ وبدل
الاعتذار للجمهور.. حمّلوا ايران وقناة العالم بأنها تكذب
نفسها، فهي من نشر الخبر وتكذيبه بنص موحد، تم تداوله
بين المواقع الحكومية ع تويتر. وعادت المواقع السعودية
تقول بأن سايبر ايموشن (اسم الهاكر السعودي) هو من اخترق
الحساب على تويتر، وهم من وضع صور الأمراء، ووضعوا قصيدة:
(لبيك يا سلمان) على موقع اليوتيوب الذي اخترق هو الآخر.
وهكذا تحول الفعل الى فضيلة تدعو الى الافتخار بها؛ والأميرة
راوية آل سعود تصفهم بأنهم أبطال.
انتهت القضية. والمغردة روان ختمت: (قناة العربية اليوم،
تَعِبَتْ من كُثُرْ ما تكتب التغريدات الكاذبة وتمسحها)!
# التجنيد الإجباري
فاجأ المفتي عبدالعزيز آل الشيخ السعوديين بدعوته في
صلاة الجمعة الى إقرار نظام التجنيد الاجباري (لتهيئة
شبابنا ليكونوا لنا درعاً في الجهاد في سبيل الله ضد أعداء
الدين والوطن) حسب قوله. المفتي لا يغرد في السياسة الا
بتصريح، وبالتالي فما قاله هو ما يريده آل سعود. هند الشريف
تقول ان القرار جاء بعد اكتشفنا ان أحداً لا يؤجر جيشه
لخوض حروبنا. واضافت: (رمي الشباب في اتون مغامرة عسكرية
كارثة أخرى). أحد الأمراء يقول: (الشباب كثيرون ويجب استغلال
ذلك). وناصر يريد أن يبدأوا بعيال آل سعود. اما نادر الرّوقي
فيريد ديمقراطية اولاً، والا فليرسل المفتي عياله للحرب
(مالنا دَخَلْ فيها، تبون نتجنّد لندافع عن ترف أصحاب
البشوت)؟
الحقوقي حسن العمري امتعنا ببيت شعر بالمناسبة:
وإذا تكونُ كريهةٌ أُدعى لها
وإذا يُحاسُ الحَيْسُ
يُدعَى جُندُبُ
|
تسأل المغردة الشمرية: (التجنيد لحماية منْ بالضبط؟
هذا هو السؤال؟)، وتضيف: (المديون المِنَتّفْ يُجنّد إجباري
ويموت ويترك وراءه أيتام، علشان أبو المخصصات ـ اي الأمير
ـ يعيش بأمان؟). مغرد آخر يقول بان التجنيد فرصة لأصحاب
اللحى والبشوت: (كنتم ومازلتم تدافعون عن الظالم المستبد
بحجّة الدين. الآن عليكم إثبات صدقكم، فتكونوا شهداء بفتاواكم)؛
ويكمل: (لديكم اكثر من مائة الف جاسوس، الآن فرصتهم ليُقتلوا
دون آل سعود ويُصبحوا شهداء كما يعتقدون).
تتساءل الدكتورة مضاوي الرشيد ما اذا كان التجنيد من
اجل امتصاص البطالة، أم لحروب حكام بلا شرعية، ام لحماية
الوطن؟ وتضيف بأن النظام لن يقر قانون التجنيد لأنه يخاف
من جيش قوي ينقلب عليه، فيرد د. حمزة الحسن: (سيقرّه يا
دكتورة بشكل جزئي، سيسلّح الموالين للدفاع عن عرش آل سعود.
لن يقبلوا تجنيداً مفتوحاً كما في الدول الأخرى). ويضيف
الحسن: (يريد الأمراء من التجنيد الإستعداد لمرحلة ما
بعد الهزيمة في اليمن، فيكون لديهم جيش موالٍ دينياً وربما
مناطقياً لقمع تداعيات الهزيمة عليهم).
الاعلامي عبدالله المالكي لفت الى ان التجنيد مرتبط
بفكرة الدولة الحديثة القائمة على مفهوم الأمة المشاركة
في صناعة القرار؛ والطبيب هيثم طيب يرى التجنيد مجرد (عَبَثْ)
في مجتمع ينخره الفساد ويفتقد أبسط مقومات الرعاية. ايضا
الصحفي خلف الحربي لا يؤيد عسكرة المجتمع عن طريق التجنيد
الاجباري الذي لم ينفع الدول العربية.
احد المغردين رأى التالي: (والله طول ما حنّا معتمدين
على امريكا وكلابها، مستحيل الحكومة توافق على التجنيد.
تزعلون ولاّ ترضون، هذي الحقيقة).
ايضا فإن الناشط الحقوقي يحي عسيري يسخر: (المفتي يطالب
بالتجنيد الاجباري للشعوب المغلوبة. متى يصدق مع الله،
ويطالب للشعوب بالمشاركة السياسية؟). والمعارض ماجد الماجد
يقول: (المخرّف، بدلاً من ان يكون التجنيد ضد الصهاينة،
يأمر بالقتال بين المسلمين). واحلام ترى بأن فتوى التجنيد
(دليلٌ على وقوع السعودية في الفخ الأمريكي، والمستنقع
اليمني، وتخلّي الحلفاء عنها). واخيراً استنهضت الداخلية
إعلامييها، فجاء بتّال القوس مؤيداً التجنيد، ليرد عليه
احدهم: أوّل المجنّدين أنت!
# علي صالح
نال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح حصة الأسد
في الاعلام السعودي الرسمي وفي مواقع التواصل الاجتماعي،
أكثر من الحرب نفسها! كل فشل آل سعود، وفقدان نفوذهم في
اليمن، حمّلوه مسؤوليته. لا يعترف آل سعود بأنهم أخطأوا
في تعاملهم معه ومع اليمنيين عامة، ولا يعترفون بفشل،
وعادة ما يجدون احداً يعلقون في رقبته أسبابه.
المقالات السعودية والتغريدات والتعليقات السياسية،
ليست فقط غاضبة من صالح، بل هي حاقدة، مريرة، يكاد المرء
يشعر وكأن الرجل الذي تحالفوا معه لثلاثة وثلاثين عاماً
يمثّل الشيطان الرجيم، رغم انه خارج السلطة. ولكن الرياض
تعتقد بأنه هو الذي دعم انصار الله في السيطرة عسكرياً
وتكسير النفوذ السعودي الخليجي في اليمن.
الشيخ محمد البراك يصف علي صالح بأنه فأر اليمن الثاني،
استنقاصاً واستهزاءً. والشيخ الدويش يطالب بصورة حديثة
له حتى يمكن ملاحقته؛ ويطالب بقطع رأس الأفعى وناكر المعروف،
الذي أفقر شعبه ودمر بلاده وتحالف مع الشيطان والشر. لكن
السؤال للدويش هو: هل كان تحالف ال سعود مع علي صالح لثلاثة
وثلاثين عاماً، كان تحالف إيمان وصلاح وخير؟! ثم لماذا
حين خانوه فخانهم غضبوا منه وألبسوه كل حقدهم؟
الإخواسلفي عصام الزامل يتحدث عن هروب علي صالح، ويتمنّى
ان يكون مصيره (الشّنق)! شيخ وهابي متطرف آخر هو سعد الدريهم
يقول بأن حال اليمن لن يصلح مادام علي عبدالله صالح على
قيد الحياه. إذن: (عاجلوه ومن معه). اي اقتلوهم. والشيخ
محمد الفراج يهجو الرئيس السابق صالح شعراً واصفاً اياه
بالأسود العنسي، في اشارة الى ان الأسود كان لونه، مسقطاً
ذلك على صالح الذي اصيب في تفجير قام به تجمع الاصلاح؛
ثم ان الأسود العنسي من اليمن، وهو مدّعي نبوّة، وبالتالي
فكل صفات الشرّ تلحق به من وجهة نظر الشيخ!
وهكذا ظلت وسائل الاعلام السعودية و(عواجلها) تلاحقه
في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف هو وأبناؤه. فكل يوم
لها قصة معه، وعشرات الاشاعات.
رئيس تحرير الشرق الاوسط سلمان الدوسري قال ان صالح
فرّ من منزله؛ ثم اصبح صالح محاصراً في شبوة في خبر كاذب،
وان طبيبه الخاص قد تم القبض عليه؛ ليأتي خبر سعودي عاجل
ايضاً بأن علي صالح قد قضى في غارة جوية سعودية؛ لكن عاجل
العربية يصحح بأن الذي اصيب هو ابن الرئيس وليس شخصه.
ومقدّم في قناة العربية ينقل عن مصادره بأن من أصيب هو
أحمد ابن الرئيس في قصف طيران وان اصابته بالغة؛ ليصحح
عاجل سعودي آخر بأن المصاب هو ابن الرئيس السابق خالد
وليس أحمد، وان والده هرب من منزله!؛ وصحيفة سَبْقْ التابعة
لوزارة الداخلية تصف علي صالح بانه يعيش حالة هستيرية
وانه يشك حتى في حراسه!؛ وان هناك انشقاقات في صفوف قواته.
حتى عبدالرحمن الراشد الذي ينظر اليه ككاتب متزن، يصف
صالح بأنه ثعلب غبي، وعادة الثعالب المكر والدهاء.
وهناك من يتحدث عن هربه الى اريتريا وما اشبه. كل يوم
هناك اشاعة سعودية في حرب نفسية تخوضها ضده. الشيء الذي
يمكن التأكيد عليه، ان الحرب النفسية ترتد على حرب آل
سعود شيئاً فشيئاً بسبب الكذب المفضوح وبسبب وصول الحرب
الى طريق مسدود يستدعي الدخول برّاً. وستتغير المعادلة
النفسية تبعاً لتغيرها على ارض الواقع في غير صالح السعوديين.
وقد اكد علي صالح انه باق في صنعاء، وانه لا يبحث عن مأوى
في جدّة!
|