مملكة التّيه السلماني
متابعة للرأي العام السعودي على مواقع التواصل الاجتماعي
إعداد سامي فطاني
# اعتقال ناصر العمر
اعتقلت السلطات السعودية، الشيخ ناصر العمر، الذي يعتبره
البعض من رموز الصحويين، او الإخواسلفيين.
قالوا ان سبب اعتقاله لموقف سياسي، وهو عمالته لقطر،
والدليل هو صورته وهو يستلم حقيبة من أمير قطري؛ وصورة
أخرى له مع أمير قطر ومن خلفه الشيخان (العريفي والقرني)
لازالا يردحان مدحاً في ابن سلمان وابيه.
يقدم نايف العساكر، الداعية الى السلطان، معلومة تقول
ان الإخوان مثل السجاد الإيراني، كلما تدعس عليه يضبط
ويَزِيْن (فأكثروا من الدعس واحتسبوا الأجر).
والداعية السلفي سليمان الطريفي انحاز اكثر وأكثر الى
النظام حيث برر الاعتقالات فقال: (الإيقاف الذي تقوم به
الدولة لبعض المشهورين يقع تحت اختصاصها في حفظ سلامة
البلد وضمن قانونها. هي دولة محترمة لها أجهزتها الدقيقة
وانظمتها الموضوعة بعناية ولن تظلم احداً. انا اثق بهذه
الدولة العاقلة العادلة) يقصد دولة آل سعود!
وطرح الدكتور فؤاد إبراهيم سؤالاً مكرراً عن الملايين
التي تتابع المشاهير الذين اعتقلوا في السعودية، عبر مواقع
التواصل الاجتماعي، فأينهم؟ (لماذا لم يعبّروا عن الشجب
والإدانة ولو بكلمة؟ أم ان الملايين للرخاء فحسب، وفي
الشدّة تصبح أصفارا؟).
# مجزرة صعدة
اهتزّ العالم لوقع مجزرة أطفال ضحيان بصعدة اليمنية.
لكن صوتاً لم يظهر للمغردين السعوديين. ونقصد بهم أولئك
الواقعين تحت دائرة القمع السعودي.
كأن الجميع غير معني بالحدث. أو كأنهم ممنوعون من الكلام
أساسا، فضلا عن النقد.
لقد انشغلوا بمواضيع أخرى، فيما كانت صور الأطفال تملأ
المشهد.
مواقع التواصل الاجتماعي، كما الإعلام العالمي، كما
المنظمات الحقوقية، بل وحتى الدول نفسها انشغلت بالموضوع.
وكانت بعض صور ولقطات المأساة بل المجزرة غير قابلة
للعرض والنشر.
انشغلت الرياض في الدفاع عن نفسها.
قال المتحدث باسم العدوان ان الهدف كان رجال الصواريخ
وسط سوق صعدة، وان للمملكة الحق في أن تقوم بما قامت به.
الرعونة والتبريرات السعودية لا تقل استفزازاً عن المجزرة
نفسها.
صُعق العالم بما جرى، وكان النقد مباشراً وفي بعض منه
حادا، ما جعل الرياض تتراجع ولو قليلاً، للتحدث عن اضرار
جانبية لحافلة! ثم تعود لخطابها البائس السابق لتبلغ مجلس
الأمن من جديد بأنها قصفت موقعاً عسكريا وتفاخر بذلك،
ولتزعم بأنها استهدفت قيادات الحوثيين الذين هم من يقتل
الأطفال ويجنّدهم في الحرب.
وقد استفزّت ردود الأفعال العربية الباهتة شاعر اليمن
معاذ الجنيد فقال.
يا عالم الوهمِ الغريقِ بصمتهِ
كيف استطاع النفطُ جعلكَ ابكما؟
إنْ صادروا الإعلامَ، نحنُ قناتكم
فخذوا الحقيقة وهي غارقةٌ دم
الكلُّ مشتركٌ بقتل صغارن
الكلُّ للحرب المؤمرَكةِ انتمى
لُغةُ المصالح حين تُصبحُ غايةً
ترتاد أشلاءَ الطفولةِ سُلّم
كم دولةٍ تقتاتُ من أشلائن
هِبَةً، ومن دمِنا تريدُ تقدُّما!
المعارض سعد الفقيه يقول انه كان يظن ان قصف المستشفيات
والمدنيين والبنية التحتية لليمن كان خطأ سعودياً غير
مقصود، لكن تكرار ذلك والأدلة تفيد الآن بأنه مقصود ويستهدف
ان يشعر الشعب اليمني بالقتل والدمار والمعاناة والجوع
والمرض فينقلب على الحوثيين ويضع اللوم عليهم. هذه مدرسة
صهيونية تعلم منها ابن سلمان.
اما كساب العتيبي، المعارض السابق الذي انقلب الى طبال
لآل سعود، فيرى بأن المجازر ضرورة حربية وان علينا عمل
(كل ما يجب) وبأي ثمن لاستئصال عملاء ايران من صعدة. وأضاف
بان الحرب تعني الدم دون رحمة ودون حسابات او حقوق انسان.
# الليرة التركية تنهار
في هاشتاق الليرة التركية تنهار، نرى سعادة سعودية
رسمية غامرة، طفحت بها تغريدات الموالين للنظام وكتابه.
ورأينا ترحيباً بفرض ترامب ضرائب مضاعفة على صادرات الحديد
والالمونيوم التركي لأمريكا.
الصحفي منصور الخميس يكتب شامتاً عن تغريدة ترامب بفرض
ضرائب على تركيا بأنها (التغريدة التي أبكت إسطنبول).
وأضاف: (ان تهبط العملتان الإيرانية والتركية الى مستويات
تاريخية فهذا مما يسعدني).
يبرر الصحفي صالح الفهيد الشماتة بتركيا، بأن أنصارها
قد شمتوا بنا، وان ما يقوم به وأمثاله ثأر وانتقام. ونصح
الفهيد اردوغان بالانحناء للعاصفة الأمريكية وان يترك
العنتريات.
العسكري المتقاعد زايد العمري يضع شروطا سعودية (بالنيابة
عن أمريكا) حتى تتعافى الليرة التركية، من بينها ان يبتعد
عن ايران وقطر، وان يواجه الاخوان، وأن يزور السعودية
والامارات، وان يكون تدخله في سوريا بتغطية إسلامية (أي
بموافقة سعودية).
هذه المقترحات من السعودية العظمى، تشبه مقترحات الداعية
الوهابي إبراهيم المطلق الذي اقترح على كندا لحل ازمتها
مع السعودية ان تطرد السفير القطري وتغلق مكاتب الجزيرة،
وان تُقال وزيرة الخارجية الكندية، وان يُطرد وزير الهجرة
الصومالي الأصل من منصبه.
الإعلامية نهلة العنبر ترى ان من يدعم تركيا فهو يدعم
الإرهاب، وقالت ان اردوغان ديكتاتور مغرور، وتذكروا، تقول
العنبر، ان اردوغان هو من يقود القطيع لتدويل مكة.
# تسييس الحج
السعودية تسيّس الحج لخدمة مصالحها ومعاقبة خصومها،
حيث حُرم القطريون وقبلهم اليمنيون والسوريون والغزّاويون
وغيرهم من أداء فريضة الحج. في اليمن جرى توزيع تأشيرات
الحج وبيعها على من يريدون، اما الشمال فاستمر المنع،
مع ان الرياض تكذب حين تقول انها منحت عشرة آلاف حاج يمني
شمالي تأشيرات حج.
في فلسطين مُنحت التأشيرات لسكان الضفة الغربية فقط،
اما سكان غزة وأهلها حتى وان كانوا في الأردن. في حين
يصرخ السديس بأنه آثمٌ من حجَّ بلا تصريح سعودي! في لبنان
مُنحت لجعج تأشيرات الحج ليوزعها وليس الى الحريري، وذلك
لتقوية موقف الأول رغم انه مسيحي!
صحيفة عكاظ فجرت غضباً قطريا وغير قطري حينما حمل مانشيتها
الأول مساومة وتهديدا: الى القطريين: بيت الله او الحمدين.
أي لن تحجوا الا اذا تخلصتم من نظام الحكم لديكم في قطر.
وبالتالي اصبح على القطريين تحرير انفسهم من نظامهم السياسي
ان أرادوا الحج.
الإعلامي عبدالله العذْبَةْ شرح مانشيت صحيفة عكاظ،
وغرض نظام نجد منه وقال انه يمثل تسييسا واضحا للحج والعمرة.
واستاءت قطرية من مساومة شعب مسلم على أداء ركن من اركان
الإسلام، ودعت الله: يا جبار اجبر قطر جبراً يليق بكرمك
وقدرتك وعظمتك.
الإعلامي القطري الآخر جابر الحرمي يرى ان السعودية
لم تعد تخفي استخدامها الحج كسلاح لابتزاز الدول والشعوب
التي لا تسير في ركابها والأشخاص الذين لا يؤيدون نهجها،
وأضاف: (ليس في صالح السعودية هذا الأمر، ومن أشار اليها
بذلك فقد خانها. بيت الله ليس ملكا للسعودية حتى تبتز
به المسلمين).
الغريب ان الحجاج الكنديين تأثروا بالخلافات السياسية،
ومنع الطيران من والى الرياض، وخوف الكنديين المسلمين
من التعرّض لهم من قبل الرياض وزبانيتها. وهذا ما دفع
بعض المسلمين الى الاعتصام امام السفارة السعودية في لندن،
وهو مشهد يتكرر كل عام احتجاج على السياسات السعودية في
حرمان كثيرين من الحج لأسباب سياسية. فعلا كما قال الإعلامي
القطري بندر آل شافي: (خلافنا مع النظام السعودي الفاسد
خلاف سياسي وليس ديني حتى يتم تسييس الحج).. لكن آل سعود
لا يردعهم حاجز من دين او قيم او اعراف او اخلاق او قانون.
هذه هي الحقيقة.
# فلسطين
مرة أخرى يعود تركي الحمد الى استفزاز الشعور العربي
والإسلامي. هذه المرة يقول انه لا يكره الفلسطينيين بل
قضيتهم، التي أصبحت إيرانية تارة وامريكية تارة أخرى وإسرائيلية
ثالثة. ليصل الى هذه النتيجة: (لم اعد اكترث بقضية فلسطين..
لأنها لم تعد فلسطينية). ردت الدكتور سمر برغوثي بأن الانسان
يكون مع الحق وليس مع صاحب الحق.
ليس جديدا علينا الخطاب المتصهين، فالحمد يقول ان حماس
تستفز إسرائيل ليستعيد تجار الكلام وهجهم. ومن كتاباته
ان ايران عبر الفلسطينيين تجر إسرائيل الى المواجهة لاستثمارها؛
وان مقاومة الفلسطينيين ليست حقة، ولو كانت حقه لما تأخر
احد في الوقوف معهم، لكن ما يجري برأي الحمد مجرد مناورة
إيرانية تنفذها حماس على حساب أطفال غزة.
ويرى الحمد إسرائيل بعين غربية: فهي ديمقراطية حضارية
في وسط متخلف وشعوب عربية غوغاء. وحين تُقصف غزة يكتب
الحمد: (غزة.. عذراً لم أعد أكترث. تاجروا بك فلم اعد
اعرف الصادق من الكاذب، فعفوا لم اعد اكترث). وكأن اكتراث
امثاله له قيمة.
رد عليه الأستاذ جميل فارسي قبل ان يعتقله آل سعود:
اذا لم تعرف الصادق من الكاذب فما فائدة ما تعلمت؟ لكن
من السهل معرفة المحتل من صاحب الأرض، والمحاصَر من المحاصِر.
وعاد تركي الحمد ليقول انه في جنوب افريقيا ناضل الصغير
والكبير، ليتهم الفلسطيني بأنه اقل من ذلك، ليخلص الى
القول: (كلا.. لن أدعم قضية أهلها أول من تخلّى عنها).
هذا الكلام الحاقد ردّ عليه الدكتور سعد البازعي بأنه
لا يوجد ما يُثبت ان الجنوب افريقيين قد ناضل صغيرهم قبل
كبيرهم، ثم ان قضية فلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم بل
للعرب والمسلمين والإنسانية كلها، هي قضية ظلم وحقوق مغتصبة.
ورد الإعلامي فؤاد الفرحان متسائلاً عما يجري في عقل
تركي الحمد وأضاف بأن الحمد يحتقر ويكره نفسه واصله ودمه
وجيناته بشكل مؤذي، وأضاف: (مواقف الحمد بشكل عام من فلسطين
وجرائم الاحتلال المشهودة والموثقة تاريخياً وعالمياً
ليست مسألة آراء، ولكنه حقد مروّع على العرب كبشر).
والصحفي انس زاهد يوجه خطابه لتركي الحمد من بعيد:
(قد افهم ان القضية الفلسطينية لا تعني لك شيئاً، لكنني
لا أفهم لماذا تحرص على تلميع الصهاينة، وتستميت في اقناعنا
بأن مصالحنا الاستراتيجية هي مع الكيان الذي زُرع لاحتلال
المنطقة والهيمنة على ثرواتها وتخريبها وإفقارها والقضاء
على نسيجها الحضاري؟).
وعموما فان الخطاب المتصهين المدفوع من ابن سلمان ضد
فلسطين وكل ما يمت لها أصاب بعض دعاة السلفية كسليمان
الطريفي الذي يرى إسرائيل ارحم بملايين المرات من فريق
الممانعة بزعمه. رد منصور باز محذرا من استخدام كلمة أرحم
وأفضل لخطرها على الأجيال ومحدودي الثقافة. واكد على وجوب
عزل الكيان الصهيوني وتعريته، ولا يجوز مقارنة الكيان
الصهيوني مع النظام العربي بأي حال من الأحوال.
وهناك داعية وهابي آخر يرى قصف الصهاينة الأخير لغزة،
مجرد مسلسل درامي وفلم حمساوي من تأليف الإخوان وإخراج
حسن روحاني في ايران. ومن جنود ال سعود الشيخ الوهابي
حمد العتيق الذي كتب في هاشتاق (وِش افضل فيلم كرتون شفته)
ان افضل فيلم هو فشل محاول اغتيال السابقة لخالد مشعل.
أي ان العملية الصهيونية مجرد كذبة وتمثيلية. وقال ان
الأعداء هم من رمّزَ خالد مشعل وعهد التميمي وجمال الدين
الأفغاني وغيرهم.
# استهداف بارجة الدمام
التطورات في اليمن متلاحقة في غير صالح قوى العدوان
السعودي الإماراتي.
هزائم متتالية على كل الجبهات، خاصة في الساحل الغربي
جنوبي الحديدة، وفي الأراضي السعودية جيزان ونجران، حيث
سيطر الجيش اليمني واللجان الشعبي على المزيد من القرى
والمواقع الاستراتيجية الهامة.
التطور المذهل الذي ينذر بتغير الموازين في الحرب،
كانت انعطافته الأولى في الفشل الذريع لعملية احتلال الحديدة؛
ثم جاءت مفاجآت باستخدام أسلحة جديدة من قبل (انصار الله)
مثل الطائرات المُسيّرة التي تقصف مواقع القيادة والتحكم
التابعة للعدو؛ وكذلك ضرب البوارج الحربية، الإماراتية
والسعودية، كما حدث مع بارجة الدمام؛ فضلاً عن ازدياد
استخدام الصواريخ الباليستية اليمنية. وهناك تطور مذهل
آخر، يتعلق بتطوير فاعلية القوات البحرية اليمنية التي
قصفت تجمعات الامارات في ميناء المخا، ودمرت زورقاً حربياً
سعوديا محملاً بالأسلحة وقتل من عليه.
بمجرد ان ضُربت بارجة الدمام بصاروخ يمني، قالت السعودية
ان المستهدف كان ناقلة نفط، وهذا غير صحيح، وانما للتعمية
والاستثمار السياسي. وحتى لو كان صحيحاً، فليس هناك ما
يعيب استهداف ناقلات النفط السعودية والإماراتية. وللاستثمار،
أعلنت الرياض إيقاف ناقلاتها النفطية من استخدام المضيق،
من أجل رفع أسعار النفط، واجبار دول غربية وامريكا للمشاركة
مباشرة في الحرب بقواتها.
في هاشتاق (# استهداف بارجة الدمام)؛ قالت قيادة البحرية
اليمنية أن قوى العدوان هي التي تهدد الأمن، حين تحاصر
اليمن وشعبه وتنتهك حرمة مياهه الإقليمية وسواحله. ولذلك
استهدفت القوات البحرية البارجة بـ (صاروخ مناسب) ألحق
بها اضراراً مباشرة.
الحكومة السعودية اتهمت ايران بأنها وراء الهجوم على
بارجتها او ناقلات نفطها؛ فرد اعلامي يمني ساخراً: (طالما
ايران هي التي قصفت ناقتلكم في البحر الأحمر، كما تزعمون..
ردوا عليها يا جبناء). وعلق معاذ الجنيد شاعر الثورة اليمنية:
إنْ أقبلوا بحراً تموَّجَ حتفُهُم
(أمْ أبرَموا أمراً) فربُّكَ مُبرِمُ
الرملُ نارٌ.. و(المنادبُ) شُرَّعٌ
والبحرُ تحت (البارجات) مُلغَّمُ
يا حالماً بالحسمِ.. حظُّكَ عاثِرٌ
نحنُ الذينَ لكلِّ أمرٍ نحسمُ!
الإعلامي السعودي سليمان العقيلي اتهم ايران بأنها
وراء ضربة البارجة او الناقلة، وبرر بأن القوى الغربية
هي التي حالت دون تحرير ميناء الحديدة والصليف! أيضا موظف
الإستخبارات سعد بن عمر يحمل ايران المسؤولية ودليله ان
المستهدف ناقلة سعودية، وهل كان ينتظر أن يضرب اليمنيون
ناقلة نفط عراقية مثلاً؟!
بعد ساعات من ضرب البارجة السعودية أعلنت الرياض عن
إيقاف استخدام ناقلاتها لمضيق باب المندب، بعد تعرض ناقلتي
نفط الى الاستهداف.
طيّر وزير النفط السعودي الخبر عبر رويترز ووكالة الانباء
السعودية؛ وقال ان القرار من اجل سلامة الناقلات وطواقمها
وحفاظا على البيئة من انسكاب النفط الخام في البحر، وان
قرار عدم استخدم المضيق سيستمر الى ان تصبح الملاحة في
المضيق آمنة.
الصحفي عضوان الأحمري قال ان تعليق استخدام المندب
جاء (كرسالة لما هو قادم على من استهدفها) أي انه رد على
حكومة صنعاء، بتحفيز العالم ليقضي عليهم!. وامتدح احدهم
قرار أرامكو وكيف انه قلب الموازين ولخبط أوراق صفقة أمريكية
إيرانية، وغير ذلك من العَتَه. وصحفي الشرق الأوسط منصور
الخميس يقول ان ترامب لن ينام قبل ان يتخذ قراراً ضد الإرهاب
الإيراني، بعد ان أوقفت أرامكو استخدام المضيق. وتحمس
الخميس بأنه لم يبق سوى سياسة العصا لإيران، ويقصد العصا
الأمريكية.
إذن هذا هو الهدف؟ لكن ترامب غطّ في نوم عميق.
والتفت القبلان بذكاء بالغ الى إيقاف أرامكو تصدير
النفط عبر المندب فقال: (الآن بدأت مهمة القضاء على الحوثي).
وليس قبل اربع سنوات. صح النوم!
وفي حين وصف احدهم قرار أرامكو او الحكومة السعودية
بأنه (ضربة معلم)؛ دعا آخر الى قطع يد ايران؛ ودعا احمد
الجار الله رئيس تحرير السياسة الكويتية ـ وهو نجدي الأصل
ـ دعا العالم الى ان يتعامل مع الحوثيين مثلما تعامل مع
قراصنة الصومال. والداعية الوهابي محمد السعيدي، شكر الله
ان نجت الناقلتان السعوديتان، ونجت اسماك البحر الأحمر،
ونجا الصيادون الصوماليون والاريتيريون!
الصحفي سلمان الدوسري يسأل بعد قرار أرامكو: هل استشعر
الغرب العواقب الخطيرة للصمت عن إرهاب الحوثي. وكأنه يقول:
ايران وأنصار الله خطر على العالم وليس على آل سعود فحسب.
والعسكري الدكتور العميد علي التواتي يقول ان لا وقف للحرب،
وانفعل فزاد: (لا خير في حياة مع الذلّة حتى لو وجب افناء
الحوثيين حتى آخر عميل منهم).
وكان الأجدر به قول التالي: (حتى لو وجب إفناء الجيش
السعودي عن آخره)!
وتوقع التواتي ارتفاع أسعار النفط، وتصاعد صراخ أوروبا؛
وحين ارتفع سعر النفط بمقدار ضئيل، قال: (من يريد نفطاً
رخيصاً عليه ان يتحمل جانباً من تكاليف حماية طرق الإمداد).
والتواتي يقصد هنا بالتكاليف هو: المشاركة في العدوان
المباشر بقوات غربية على اليمن، وهو ما يعني انقاذ آل
سعود من الهزيمة المحققة.
حساب نحو الحرية المعارض، علق على إيقاف استخدام مضيق
المندب سعودياً، بالقول ان ذلك فشل، وهو نتاج مغامرة الفاشل
ابن سلمان، واننا (لم نشاهد غير الهياط والشيلات) وان
عاصفة الحزم هي عاصفة الفشل.
ويسأل يمني، عن مدة توقف استخدام المضيق، وتعبير (الى
ان تصبح الملاحة آمنة) أي ان يكون المضيق آمناً: السؤال
هو: (تأمينه من قبل من؟ مش انتو أهل الحزم والعزم والزمبليطة؟).
ويضيف: (العاجز عن السيطرة على باب المندب هو أعجز عن
السيطرة على اليمن). اعلامي يمني يرى ان هدف السعودية
هو (استعطاف العالم، معتقدة ان خطوتها ستحرك المجتمع الدولي
لخوض معركتهم الخاسرة في اليمن)، ويضيف: (واهمون وأغبياء،
فالآثار المعنوية لمثل هذا الإعلان بمثابة اعتراف بالهزيمة).
احد قادة الذباب الالكتروني يعلق بأنه يجب (ان نعي
ان محاربة ايران دون محاربة حلفائها ومن يعلن دعمه لها
لا فائدة منه) في إشارة الى فتح معركة مع اردوغان. لكن
يمنياً يسخر بأنه اذا امتنعت الرياض عن شحن نفطها عبر
المندب فـ (معانا خدمة التوصيل للمنازل عبر الطيران المُسيّر).
وسخر يمني آخر من القرار السعودي فقال: (لا قلق لو أوقفوا
مرور النفط من المندب، فسنقصف أرامكو مباشرة ليتوقف قبل
التصدير).
المعارض حمزة الحسن يرى قرار إيقاف الرياض استخدام
باب المندب خبيثاً، لكنه خطأ في الاستراتيجيا والتكتيك،
فاذا كان الهدف هو التحريض على انصار الله فإنه في نفس
الوقت يوضح قوّتهم وأنهم هزموا آل سعود. وأضاف الحسن بأن
هدف آل سعود من قرار هو (جلب قوى عسكرية غربية أمريكية
إضافية لتشترك في العدوان بشكل أكبر) حمايةً لامدادات
النفط ومنع ارتفاع أسعاره. لكن الحسن يعتقد بأن الذي سيحدث
هو ان تتوالى الضغوط على السعودية لتوقف حربها وسيرتد
الضغط عليها.
الخبير النفطي محمد الصبان توقع ارتفاعات كبيرة لأسعار
النفط لم تحدث كما توقع حتى الآن. وقال ان خطوة السعودية
يعني تدويلاً للحرب في اليمن، واستدعاء للدول المستهلكة
لتشارك فيها الى جانب السعودية. وعدد سعودي آخر مكاسب
الرياض من تعليق استخدام المضيق، فكانت ارتفاعاً لأسعار
النفط، وتأييداً سياسياً أكبر، وبالتالي هو قرار ذكي!
عموماً ـ وفي نهاية المطاف ـ تراجعت الرياض عن قرارها
وأعادت تسيير ناقلاتها عبر المندب وهي صاغرة.
|