وجـوه حجازيـة

(١) سعيد يـمـاني (1265 - 1352هـ)

سعيد بن محمد بن أحمد بن عبد الله، المدعو عبده بن صالح بن عبدالله بن سعيد ابن القاسم بن شرف بن الحسن بن ناصر بن قائد. والشيخ سعيد المكي الشهير بـ (يماني) بدون أل. ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، والتحق بحلقات علماء المسجد الحرام فتلقى عن السيد أحمد دحلان، والسيد بكري شطا، وأخذ عنهما، كما أخذ عن السيد أحمد بن حسن العطاس والسيد حسين بن محمد الحبشي المكي، والسيد علي بن محمد الحبشي والشيخ سعيد بن علي المرجي الأزهري، والشيخ رحمة الله العثماني الهندي، مؤسس المدرسة الصولتية. وأجيز بالتدريس فتصدر له بالمسجد الحرام، وأخذ عنه عدد كبير من طلاب العلم، ومنهم أولاده صالح وحسن ومحمد، والشيخ أحمد ابن يوسف قستي، وزبير بن الحاج أحمد اسماعيل الفلفالائي، والشيخ صالح بن محمد الشهير بابن إدريس الكلنتي وغيرهم.

رحل الى زبيد في سبيل طلب العلم والى المدينة المنورة، وأخذ عن علمائها، ولازم الشيخ رحمة الله العثماني، والسيد أحمد دحلان في رحلة العلماء التي سافرت الى المدينة المنورة. كان مشهوراً بالورع والتقوى والزهد في الدنيا، وكثيراً ما رُشح للقضاء فاعتذر واصرّ وتهرب خشية من أن يشغله عن عبادة الله، ونشر دينه بين طلاب العلم. وكانت له خلوة بالداودية يعتكف فيها أكثر الأوقات لا سيما في شهر رمضان.

وكان رحمه الله يدخل المسجد الحرام الثلث الأخير من الليل فيقضيه في طواف وذكر وعبادة. وكانت أغلب دروسه في التفسير والحديث والفقه، وكان مقرؤه ابنه حسن، وكان يفسر لتلاميذه الآيات تفسيراً يلائم عقولهم، بتوضيح غامضها دون أن يتوسع في الموضوع حرصاً على الزمن ونفع طلابه، الذين منهم أبناؤه والسيد عبد الحميد الخطيب، والشيخ أحمد ناضرين والشيخ محمود زهدي، والشيخ غزالي ابن محمد يوسف خياط، والشيخ علي بنجر وغيرهم ممن نشروا العلم في وطنهم وفي الشرق الأقصى. وفي سنة 1344هـ قام برحلة الى أندونيسيا يرافقه فيها أبناؤه، فكان لا ينزل بلداً إلا وتقام حفلات تكريم وتقدير من طلابه المنتشرين في تلك الجهات. توفي رحمه الله بمكة المكرمة(1).

(2) عبد الحميد بن أحمد الخطيب (1316 - 1380هـ)

ولد بمكة المكرمة، واعتنى به والده. ساهم بنصيب وافر في النهضة العلمية حتى منحه الشريف حسين وسام النهضة من الدرجة الثانية. بعد احتلال آل سعود للطائف ومكة، وفي أواخر عهد الحسين رحل الى مصر، فاشتغل بالصحافة ونشر عدة مقالات في الأهرام والمقطم والوطن، واشترك في عدة جمعيات خيرية، ثم أسس جمعية الشبان الحجازية الخيرية.

عاد بعدها الى مكة المكرمة وعيّن عضواً بمجلس الشورى، وكان الى جانب عمله الوظيفي يلقي دروساً دينية بالمسجد الحرام، ومحاضرات دينية واجتماعية فيه وبجمعية الإسعاف بمكة، وينشر في الصحف المقالات الضافية في محاربة العادات السيئة والدعوة الى الله والرجوع اليه. ثم عين وزيراً مفوضاً في باكستان منذ استقلالها، ثم سفيراً فيها، ورأس وفد المملكة في حفل تسليم السلطة من هولندا الى الحكومة الأندونيسية، وهناك أقام له طلاب والده الأندونيسيين حفلات تكريم في كل بلد ينزل بها. توفي رحمه الله بدمشق.

له: سيرة سيد ولد آدم (نظم السيرة النبوية من ألفي بيت)؛ تائية الخطيب في سرّ تأخر المسلمين وحكمة التشريع الإسلامي؛ مناجاة الله (منظومة في التوحيد الخالص وعقائد السلف الصالح في حب الله ورسوله ـ مجموعة قصائد)؛ الإمام العادل، أسمى الرسالات؛ مستقبلك في يدك (ثلاثة أجزاء)، قصيدة الإستغاثة الكبرى، تفسير الخطيب(2).

(3) محمد طاهر الدباغ (1308- 1378هـ)

ولد في الطائف، وتلقى تعليمه الإبتدائي بمكة المكرمة، ثم رحل الى الإسكندرية فالتحق بمدارسها حتى نال فيها الشهادة النهائية، ثم عاد الى مكة المكرمة وتلقى على علماء عصره في المسجد الحرام، ولازمهم وأجازوه في التدريس بالمسجد الحرام، فدرس مدة من الزمن ثم التحق مدرساً بمدرسة الفلاح بمكة، ثم مديراً لها فقام بواجبه بعزم وحزم، وقد تخرج في عهد إدارته عدد من طلاب العلم الذين شغلوا مناصب مهمة في الحكومة، ثم تعين في عهد الشريف الحسين بن علي مديراً لمالية جدة ومعتمداً لمعارفها.

بعد احتلال آل سعود للحجاز، قام برحلات الى مصر واليمن ومنها الى الهند، ثم الى جاوا، ثم عاد الى بلده فأسند له الملك عبد العزيز إدارة التعليم في المملكة (مديرية التعليم) وكان أول ما فكر فيه هو تنظيم الإبتعاث الى الخارج للدراسات العليا المتنوعة، فأسس مدرسة تحضير البعثات بمكة التي أثمرت وهيأت الطلاب الى الإبتعاث للدراسة في الخارج والذين عادوا الى وطنهم وكان منهم الطبيب والقاضي والمهندس والأديب. قضى عشر سنوات في المعارف كان خلالها مثال الجد والنشاط والنزاهة وقوة العزيمة، ثم نقل الى الشورى حتى أُحيل على المعاش فسافر الى مصر وأوربا لغرض العلاج، ثم عاد الى مصر فتوفي رحمه الله في القاهرة (3).


(1) عبد الجبار، عمر. سير وتراجم، ص 120. وكذلك با سلامة، محمد أبو بكر. في حياتهم. البلاد، في 6/7/1404هـ، ص 11.

(2) عبد الجبار، عمر. سير وتراجم، ص 179. وانظر: كحالة، عمر رضا. مستدرك معجم المؤلفين، ص 340؛ وكذلك كيفي عدنان. هذه بلادنا ـ 19، ص 277؛ باسلامة، محمد أبو بكر، في حياتهم، البلاد، 15/2/1404هـ، ص 10-11. ابن سلم، أحمد سعيد. موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين، جـ1، ص 308. أعلام المكيين، ج1، ص 14.

(3) عبد الجبار، عمر. سير وتراجم، ص 282. المغربي، محمد علي. أعلام الحجاز، جـ1، ص 289. الفاداني، محمد ياسين، قرة العين في أسانيد مشايخي من أعلام الحرمين الشريفين، جـ1، ص 220، وفيه الأديب اللغوي السيد طاهر بن مسعود بن طبيب بن الحسن الإدريسي الشهير بالدباغ كأسلافه مدير المعارف السعودية.

الصفحة السابقة