٤ أسابيع بعد الجريمة: صدمة، ورعب، وخيبة أمل!

مقتل خاشقجي.. الإنحدارُ السعودي!

إعداد: سامي فطاني خالد شبكشي عمرالمالكي

تمّت اقالة جمال خاشقجي من رئاسة تحرير احدى الصحف المحلية (الوطن).

ثم مُنع من الكتابة في صحيفة الحياة. وتم التضييق عليه ومنعه ايضاً من الكتابة في تويتر.

ثم بدأت الإعتقالات ففرّ للخارج.

لم يُسمح لزوجته آلاء نصيف التي تزوجها في ٢٠١٠ بالسفر، وتم الضغط عليها لطلب الطلاق. وهذا ما تمّ.

أراد التزوّج بأخرى تركية، بعد فراره من مهلكة القمع، فاشترط عليه ان يأتي بصك الطلاق.

ذهب الى القنصلية السعودية في اسطنبول، فوجدها آل سعود فرصة ونصبوا كميناً، ووعدوه ان يأتي بعد أسبوع لاستلام نسخة من صك الطلاق.

دخل القنصلية وخطيبته تنتظره خارجاً، فاختطفوه.

كادت الرياض واعلامها ان تقولها صراحة، بأن خاشقجي وصل الى الرياض مختطَفاً.

وكاد معارضون وحكومة اردوغان ان يعلنوا اختطافه ووصوله الى السعودية، او تسلميه لإحدى العصابات لقتله خارج السفارة. لم يظهر حينها ان الخاشقجي قد قتل داخل القنصلية السعودية.

كلا الطرفين ـ التركي والسعودي ـ رأى الأمر محرجاً.

الحكومة التركية قالت ان الخاشقجي لازال في القنصلية السعودية، وإن كانت تميل الى ان الرجل قد تم إخراجه منها، الى حيث الهلاك في السعودية أو حتى في تركيا نفسها.

والحكومة السعودية ممثلة في خارجيتها او سفارتها او قنصليتها، تنفي وجود الخاشقجي لديها. تقول جاء وخرج! وحتى لو تم تفتيش القنصلية فلن يجدوه.

المؤلم في قصة جمال خاشقجي، الذي عمل مع النظام، وهو ابن النظام، ان نهايته مؤلمة.

(قد) تكون مثل نهاية المعارض المشهور، ناصر السعيد الذي اختطفه آل سعود عبر سفارتهم في بيروت وسفيرهم هناك علي الشاعر، بالتعاون مع مسؤول جهاز امن فتح (أبو الزعيم) وآخرين.

(قد) يختفي خاشقجي الى الأبد! كما ناصر السعيد.

تراجع الرياض واعترافها باختطافه لم يكن مطروحاً في الأيام الأولى من قضية خاشقجي، لأنه يفجر مشاكل ومواجهات سياسية مع تركيا وغيرها، إضافة الى فضائح تكشف وجه الرياض البشع.

وبالتالي فإن للرياض مصلحة في اختفائه الى الأبد.

ذلك أن تداعيات حدث الإختطاف (حتى الآن)، قد يدفعها للتخلص منه ان وصل الى الرياض، او الطلب ممن سلمتهم إياه (ان كانت عصابة او جماعة داخل تركيا) ان يتخلصوا منه، او كان رجال المخابرات السعوديون قد قتلوه. في البداية لم يدر بخلد أحد ـ حتى بين المعارضين ـ أن تتم تصفيته داخل قنصلية بلاده.

لكن التحليلات الأولية لدخول خاشقجي وعدم خروجه منها، أفادت بأن بقاء الخاشقجي حياً ـ في ظل ما وصلت اليه الأوضاع، وطرح موضوعه إعلاميا بشكل كبير ـ خطر على آل سعود.

لذا فقد كان مؤلما ان يكون هذا السيناريو (وهو الإختفاء الى الأبد) صحيحاً.

ما فعلته الرياض بحق الخاشقجي، كان خطيئة وليس خطأ.

هو تهور وجريمة، ستبقى تلاحقها، كما قضية ناصر السعيد بل أشد.



الصفحة السابقة